المهندس إبراهيم آدم مصري متخصص في شئون البيئة ومقيم في ألمانيا منذ 40 عاما ولم تنقطع صلته بمصر حيث يزورها كل ثلاثة شهور محملا بأفكار جديدة في مجال الطاقة الشمسية طبقت ونجحت في ألمانيا وأراد تطبيقها في مصر أيضا حبا وولاء لها.. وفي آخر زياراته للقاهرة التقت به "الأسبوعي" لمعرفة آخر ما جاء به من أفكار يريد تطبيقها في مصر وكانت فكرته الجديدة عن قش الأرز وكيفية الاستفادة منه في توليد الطاقة والتخلص من السحابة السوداء التي أصبحت كابوسا سنويا معتادا يأتي علي مصر في أوقات منتظمة في شهر أكتوبر من كل عام ليزيد من تلوث البيئة الملوثة أصلا. وإبراهيم آدم ولد عام 1936 في السويس وكان يعمل منذ طفولته مع والده في شركة شل بترول وتدرج في مراحل التعليم حتي تخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس وفي فترة الاجازات الصيفية للجامعة كان يسافر إلي ألمانيا مع زملائه للعمل كعمال فنيين للحصول علي المال في نهاية الاجازة كي يساعد في نفقات تعليمه وبعد التخرج عمل في معهد المنيا الصناعي ثم ذهب في منحة مقدمة من هيئة كارل ديربرج لإعداد مدرسين لمعهد حلوان الصناعي وعمل هناك مدرسا زائرا في إحدي المدارس الألمانية. وبعد عودته الي مصر عمل في وزارة التعليم الصناعي كمهندس واشترك في بناء السد العالي وبعد نكسة 1967 والتي كانت ضربة قاصمة لكل الوطن العربي فكر ابراهيم آدم في السفر الي ألمانيا والاستقرار بها فعمل في شركة بورسيج الي جانب دراسته للحصول علي درجة الدكتوراة وكان مشروع العمل قائما علي فكرة انتاج سيارة تعمل بالكهرباء والبنزين وفي عام 1972 عمل لدي شركة جيرلنج لصناعة الفرامل وقام بتطوير فرامل خاصة بفولكس فاجن بحيث تصبح الفرامل الأمامية أقوي من الفرامل الخلفية كما تمكن من عمل اختراع يجعل موتور السيارة يتوقف اثناء الاشارات وان يعمل بدلا منه موتور كهرباء حتي يقل انبعاث العادم من السيارة ومن اجل الحفاظ علي البيئة. ابراهيم آدم الآن عضو في هيئة المهندسين الألمان وهيئة مستقبل الطاقة بألمانيا وهيئة الطاقة الشمسية الأوروبية وعضو كذلك في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا لانه حصل علي الجنسية الألمانية بجانب المصرية. التقت "الأسبوعي" مع ابراهيم آدم للحديث عن مشروعاته الجديدة في مصر وطموحاته وآماله وأهم المعوقات التي قابلته لتحقيق هذه المشاريع. * ما أهم الانجازات التي قمت بها في زياراتك المتكررة لمصر في الفترة الأخيرة؟ ** في عام 1986 أقمنا في مصر مؤتمرا لمدة 5 أيام علي نفقة هيئة فريدريش تكلف 16 ألف مارك لشرح أبعاد حماية البيئة ونقاء الهواء من عادم السيارات والمصانع وفساد التربة وأنشأنا 12 جهازا لتنقية النيل من أسوان إلي القاهرة كما أقمنا عام 1988 مؤتمرا للطاقة الذرية واستخداماتها السلمية بالقاهرة ايضا. وفي عام 1990 شاركت في إقامة مؤتمر تقنية الحرف لان لكل حرفة قسطا نظريا وآخر عمليا ونشأ عنه فيما بعد مشروع "مبارك كول" وفي عام 1996 أنشأت وكالة للطاقة الجديدة والمتجددة علي غرار الوكالة الذرية في فيينا وفي عام 1998 أنشأنا وحدة للطاقة الشمسية الأوروبية في القاهرة. وقد تمكنا من منع استيراد سيارات إلي مصر وذات محرك ثنائي الاشواط ينتج غازات عادم ضارة بصحة الإنسان وذلك بعد أن قدمنا للدكتور عاطف عبيد وزير البيئة آنذاك تقريرا هندسيا يوضح مساوئ هذا النوع من السيارات. كما منعنا استيراد لبن ملوث بالاشعاع الذري من جراء انفجار محطة تشرنوبل النووية الروسية حيث قمنا بقياس درجة تلوث اللبن بالاشعاع الذري كما ساهمت من خلال عملي بهيئة TUV بالجهود العلمية والمحاضرات بعدم دفن نفايات المواد الذرية بصحراء مصر. * هل حرق قش الأرز هو المتهم الرئيسي في السحابة السوداء وكيف يمكن حرقه للتخلص من الكابوس السنوي المسمي بالسحابة السوداء؟ ** حرق قش الارز من أخطر الملوثات التي تلحق بالبيئة حيث ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون والبعض يعتقد ان السحابة السوداء تنتج من حرق قش الأرز فقط ولكنها ايضا نتيجة اندماج غازات عادم السيارات مع حرق قش الارز بالاضافة الي الغازات الناتجة عن المسابك والفواخير والمكامير وحرق القمامة ومع رطوبة الجو لتكون طبقة سوداء تغطي سماء القاهرة في الخريف ومما يساعد علي تركزها ارتفاع المنازل في العاصمة بكثير عن عرض الشارع.