تتعالي الأصوات حول الآثار المدمرة للتغيرات المناخية علي الحياة فوق كوكب الأرض . حول هذه القضية يتفق العلماء علي أن الوسيلة الوحيدة للانقاذ هي وقف التلوث الناتج عن الانبعاثات الصادرة عن توليد الطاقة اللازمة لتشغيل المشروعات الانتاجية ومتطلبات الرفاهية التي ينعم بها الانسان. انهم يرون ان البديل عن النفط الذي يتم استخدامه في تشغيل المولدات الملوثة للطاقة هو انتاج الطاقة النظيفة التي يتم توليدها من المقومات الطبيعية في الكون والتي تتمثل في الشمس والرياح المتوافرتين حولنا في معظم بقاع العالم. تجاوبا مع التحذيرات من المصير المظلم الذي ينتظر الحياة البشرية بسبب ازدياد معدلات التلوث البيئي تصاعد الاهتمام بمشروعات انتاج الطاقة النظيفة.. كان وراء هذا الاهتمام أيضا التوقعات والتنبؤات بأنه سيأتي اليوم الذي تنضب فيه الثروات النفطية المستخرجة من باطن الأرض. مواكبة لهذا الفكر المستقبلي، بدأت مصر خطواتها في هذا المجال. تمثل ذلك في اقامة اكبر محطة لتوليد الطاقة من الرياح في منطقة الزعفرانة بمحافظة السويس بتمويل ياباني ليجري الاحتفال بتشغيلها الأسبوع الماضي. والي جانب مشروع هذه المحطة قال الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء ان اليابان وافقت ايضا علي المساهمة بقرض جديد قيمته 234 مليون دولار لتمويل محطة رياح ضخمة أخري في منطقة خليج جبل الزيت بقدرة 022 ميجاوات.. ومن المتوقع مضاعفة كميات الطاقة المولدة من محطات الرياح لتصل الي 545 ميجاوات بعد شهور قليلة. وفي اتصال تليفوني حول انتاج الطاقة النظيفة من الرياح والشمس وبمناسبة ما نشرته حول الابحاث والمشروعات التطبيقية التي يقوم بها المهندس المصري المهاجر في ألمانيا ابراهيم سمك قال لي الدكتور يونس وزير الكهرباء أن مصر ماضية في الأخذ بالتكنولوجيا الحديثة لتوليد الطاقة من الرياح والشمس. ذكر أنه اذا كان هناك اهتمام حاليا بطاقة الرياح فان ذلك يعود الي انخفاض التكلفة عن الطاقة المولدة من حرارة الشمس . اضاف أن ابحاث العلماء تتركز حاليا علي تخفيض تكلفة انتاج الطاقة الشمسية وهو ما يبشر بأنه لن تمضي سنوات حتي يتحقق هذا الهدف. وقال ان ثروة مصر من هذه الطاقة الشمسية غير محدودة وان صحراءنا التي كنا نراها نقمة ستصبح بشمسها الساطعة في المستقبل وبمشروعات توليد الطاقة منها نعمة هائلة. ليس ادل علي صحة التحول الي مشروعات انتاج الطاقة النظيفة من ان معظم الدول التي تملك مخزونات غير محدودة من النفط بدأت هي الأخري تهتم باقامة مشروعات انتاج الطاقة النظيفة من الرياح والشمس.. تأتي في مقدمة هذه الدول دول الخليج العربي التي رصدت عشرات المليارات من الدولارات لاقامة هذه المحطات. واستثمارا للثروة التي تملكها دول الشمال الافريقي المواجه لجنوب اوروبا من الشمس تتولي حاليا دول الاتحاد الاوروبي وفي مقدمتها ألمانيا اقامة مشروعات لتوليد الطاقة وتصديرها إلي الدول الأوروبية.. ويشير الدكتور يونس الي أهمية الطفرة التكنولوجية التي أتاحت أمكانية تخزين الطاقة الكهربائية الزائدة لاستخدامها وقت الحاجة. أعتقد أن توليد الطاقة من الرياح والشمس هي مجالات جديدة للاستثمار من جانب القطاع الخاص الذي يمكن أن يقوم بتنفيذها من خلال اتفاقات طويلة المدي. ترتكز هذه المنظومة الاقتصاديةعلي قيام محطات القطاع الخاص ببيع انتاجها من الطاقة الي الدولة لتتولي هي من جانبها بيعها وتوزيعها من خلال شبكاتها ومنافذها للمستهلكين. دخولنا الي هذا المجال المستقبلي يتطلب الاستعانة بعلماء وخبراء مصر المتخصصين والمنتشرين في كل انحاء العالم خاصة في الدول الأوروبية وما اكثرهم.