أعلن المهندس حسن يونس وزير الكهرباء أنه سيتم خلال الشهر القادم طرح مناقصة عالمية لإنشاء أول محطة طاقة نووية في مصر وكان قد تم الاتفاق علي أن تكون منطقة الضبعة هي مكان هذه المحطة بعد جدل عقيم وغير علمي استمر أكثر من 5 سنوات حول جدوي هذا المكان الذي ربما كان يهدد مصالح بعض رجال الأعمال. وقدنظم مركز تدريب الصحفيين التابع للمجلس الأعلي للصحافة خلال الأسبوع الماضي رحلة استطلاعية علمية إلي مدينة ميونخ لمجموعة من محرري شئون البيئة بالصحف المصرية بدعوة من مؤسسة هانز سايدل Hans Seidl الألمانية التابعة للحزب المسيحي الاجتماعي CSU المشارك في الحكم تم خلالها تفقد عدد من المؤسسات والهيئات الألمانية بولاية بافاريا العاملة في مجال حماية البيئة والحفاظ عليها. في بداية الزيارة التقي الوفد الصحفي المصري مع كبار المسئولين في المؤسسة وعلي رأسهم كلاوس ليبرت الذي أوضح جهود المؤسسة في مصر علي مدي الثلاثين عاما الماضية في مجال التوعية المجتمعية بهدف رفع قدرات المواطنين الفكرية والتطبيقية من خلال مراكز النيل للإعلام بالتعاون مع هيئة الاستعلامات والتي يرجع الفضل في فكرة إنشائها إلي صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري عندما كان رئيسا لهيئة الاستعلامات ثم وزيرا للإعلام.. كما تحدث ليبرت عن الاستراتيجية المستقبلية للمؤسسة في مصر خلال السنوات القادمة وتعاونها مع المجلس الأعلي للصحافة »مركز تدريب الصحفيين« لخلق جيل واعد من شباب الصحفيين ملمين ومؤمنين بقضايا البيئة داعين لحمايتها والحفاظ عليها وذلك نظرا لما تمثله هذه القضية من أهمية قصوي لحماية الإنسان والطبيعية المحيطة به. كما التقي الوفد مع وكيل وزارة البيئة والصحة د.سايفرت الذي أوضح سبب تسمية وزارته الصحة والبيئة وقال إن ذلك يرجع إلي الارتباط العضوي بين البيئة والصحة. كما قدم عرضا شاملا حول الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال حماية البيئة حفاظا علي صحة وسلامة المواطنين وذلك من خلال سياسات ودراسات علمية متعمقة لكل ما من شأنه الإضرار بقضايا البيئة وخاصة في مجالات الطاقة بجميع أنواعها النووي والحراري والمائي وكذلك المرور وانبعاثات المركبات وكذلك جمع وتدوير النفايات الصلبة وغير الصلبة ومحاولة الاستفادة منها. ونظرا لأهمية الطاقة في عمليات التنمية الاقتصادية والصناعية والخدمية والاحتياجات المنزلية فقد حرص أعضاء الوفد علي الاطلاع علي استراتيجية ألمانيا في هذا القطاع الحيوي سواء فيما يتعلق بالطاقة النووية أو الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة »الشمس والرياح« وطاقة المياه وطاقة بطن الأرض. وفي هذا الإطار قام الوفد بزيارة تفقدية لمحطة الطاقة النووية إزار Esar1 والتي تعد من أهم وأحدث محطات الطاقة النووية في ألمانيا والبالغ عددها 17 محطة طاقة نووية منها 7 محطات في بافاريا والحقيقة أنها كانت زيارة هامة ومثيرة للغاية حيث قام أعضاء الوفد بتفقد أقسام المحطة ماعدا المفاعل النووي بالطبع والذي تحميه طبقة عازلة من الأسمنت المسلح المعالج سمكها أكثر من متر.. فتحت أمامنا أبواب المحطة المصفحة سمك نصف متر حماية للمفاعل من أية عمليات إرهابية.. كما اطلع الوفد علي كافة إجراءات الأمان النووي المتعددة وقياس درجة الإشعاع النووي علي أجسامنا في كل مرحلة نمر بها داخل المحطة ونحن علي بعد أمتار قليلة من جسم المفاعل النووي ذاته نستمع إلي شرح مفصل عن المحطة وأقسامها المختلفة من الألمانية الحسناء ماجدلينا مديرة العلاقات العامة.. وقد ثبت لنا أن هناك درجة عالية من الأمان النووي سواء بالنسبة لزوار المحطة مثلنا أو العاملين فيها وهو ما ترصده أيضا لحظة بلحظة الكاميرات وأجهزة الرصد التابعة لهيئة الطاقة النووية في فيينا والمعلقة في العديد من أركان المحطة.. كما تمضي الحياة حول المحطة بصورة عادية فالمواطنون الذي يسكنون علي بعد مئات الأمتار من المحطة يزرعون حقولهم ويربون ماشيتهم ويزاولون حياتهم اليومية بصورة طبيعية للغاية. ونظرا لأننا الآن علي أعتاب مرحلة الدخول في مجال الطاقة النووية بعد أن تأخرنا كثيرا عن الدول الأخري سواء المتقدمة أو النامية مما تسبب في هجرة العديد من خبرائنا في مجال الطاقة النووية وصدور القرار بإنشاء أول محطة طاقة نووية في منطقة الضبعة فقد أبدي أعضاء الوفد المتخصصون في شئون البيئة اهتماما بقضيتين هامتين هما درجة الأمان النووي وحجم الإشعاعات التي سيتعرض لها المواطنون وكافة الكائنات الحية سواء حيوانية أو نباتية وكذلك احتياجات المفاعل من المياه لعمليات التبريد والتي تقدر بحوالي 60مترا مكعبا فقط يجري إعادة استخدامها بانتظام.. أما الأمان فقد تأكد لنا جميعا من خلال التجمعات السكنية ومزارع الفلاحين التي تبعد 300متر عن المحطة النووية. والحقيقة أن اهتمامنا بالطاقة النووية لا يجب أن يثنينا عن المضي قدما في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية والرياح في بلد تشرق فيه الشمس طوال العام ولنا فيه خبيران مصريان مشهود لهما بالخبرة والتفوق علي المستوي الأوروبي وهما المهندس إبراهيم سمك والدكتور هاني النقراشي.. كما أننا لابد أن نحظي بقدر كبير في المشروع الأوروبي ديزرت تك الذي يهدف إلي إنتاج الطاقة الشمسية في دول شمال أفريقيا وتصديرها إلي الدول الأوربية برأسمال قدره 500مليار دولار. هذا وقد حرص السفير الألماني بوك علي استقبال الوفد بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة حيث ناقش معهم انطباعاتهم وما اكتسبوه من خبرة ومعرفة خلال الزيارة مؤكدا حرص ألمانيا علي تدعيم العلاقات مع مصر بمختلف المجالات وخاصة مجالات الطاقة والبيئة.