تزامنت زيارة هندريك هرينج وزير الاقتصاد بولاية رانيلاند فالس الألمانية للقاهرة مع إعلان مصر عن بدء تنفيذ مشروعها لإنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية والدخول إلي فصل جديد من فصول الكشف عن مصادر غير تقليدية للطاقة وتخفيف الضغط علي البترول والغاز كمصادر "غير متجددة" ينتظر لها أن يتناقص إنتاجها إلي أن تنضب مواردها. ويمثل الوزير الألماني ولاية رانيلاند فالس الألمانية وهي واحدة من ثماني عشرة ولاية ألمانية لكنها تتمتع بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات الصادرات عن تلك الولاية مقارنة بغيرها من الولايات الألمانية الأخري وتستحوذ علي نسبة 47% من إجمالي صادرات ألمانيا إلي دول العالم ويرأس الوزير وفدا يضم 25 شركة ألمانية متخصصة في مجال البيئة جاءت لتبحث عن فرص استثمارية في مصر في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإعادة تدوير المخلفات الصناعية وإدارة الموارد المائية وتتعاون مع شركات مصرية مهتمة بالاستثمار في هذا المجال. وقد فرض الملف النووي نفسه في حوار "الاسبوعي" مع الوزير الألماني هندريك هرينج الذي لفت الانتباه إلي ضرورة البحث عن عن تكنولوجيات متطورة للتخلص من النفايات النووية وطالب بالاهتمام بإنتاج الوقود العضوي من المحاصيل الزراعية والتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وأكد علي العائد المادي المرتفع للمشروعات البيئية واعادة تدوير المخلفات الصناعية في مصر مشيرا إلي أنه سيجتذب العديد من الشركات الأوروبية وبصفة خاصة الالمانية لإقامة مشروعات بمصر وهذا هو نص الحوار.. * أعلنت مصر عن رؤية متكاملة للدخول في مشروع لإنتاج الطاقة النووية فكيف يمكن لألمانيا مساعدة مصر في هذا المجال. ** لقد دخلت ألمانيا في نقاش استمر لأكثر من عشر سنوات حول إنتاج الطاقة النووية ووجدنا أن هذا المشروع ليس مجديا للاقتصاد الالماني وأوقفنا العمل في المفاعلات النووية بسبب عدم وجود تكنولوجيا متطورة للتخلص من مخلفات الطاقة النووية كما أنها ملوثة للبيئة لكن هذا قرار سيادي تتخذه كل دولة وفقا لاحتياجاتها وقد أقدمت بالفعل عدة دول في الاتحاد الأوروبي علي مواصلة مشروعها لإنتاج الطاقة النووية وأعلنت فرنسا خططاً لتقوية الطاقة النووية والاستفادة السلمية من هذا المجال ويمكن أن تساعد ألمانيا المشروع المصري بما تمتلكه من خبرات في هذا المشروع. حماية البيئة * العالم يدعو إلي حماية البيئة وإلي خطورة التغييرات المناخية وانبعاثات الغازات الضارة وضرورة الاتجاه إلي الطاقات الجديدة والمتجددة للمحافظة علي البيئة لكن ارتفاع تكلفة إنتاج هذه الطاقات الجديدة يحول دون التوسع في استخدامها فما رأيك. ** في ألمانيا نبذل جهدا كبيرا لتحقيق أهداف حماية البيئة والتوصل إلي توازن ما بين التكلفة الاقتصادية وبين الحفاظ علي البيئة وقد استطعنا زيادة الاستثمارات في هذا المجال حتي وصلت إلي 7 مليارات يورو واحتلت المانيا مرتبة رائدة في تصدير تكنولوجيات حماية البيئة حيث تعمل في ألمانيا 10 آلاف شركة في هذا المجال ويعمل أكثر من 5.1 مليون عامل في تلك الشركات ومن جانب آخر فإن علي الدول التي تتنافس اقتصاديا وتريد لنفسها موقعا علي خريطة العالم الاقتصادية أن تنظر إلي مستقبل مواردها الخام وأن تبحث سبل ترشيد الطاقة والاستفادة من المخلفات سواء الصناعية أو الزراعية واعادة تدويرها بما يحقق استفادة اقتصادية وإلي البدائل المختلفة للطاقة التقليدية. * بدأت مصر بالفعل مشروعات لإنتاج الطاقة الشمسية وإنتاج الطاقة من الرياح وأيضا استخراج الطاقة من المحاصيل الزراعية العضوية وإنتاج الغاز البيولوجي لكنها تسير بخطي هادئة وبطيئة في رأيك كيف يمكن الاسراع في هذه المجالات وأيها أفضل من الناحية الاقتصادية؟ ** ما تمنحه الحكومة المصرية من دعم للطاقة التقليدية في البترول والغاز يقلل من الاهتمام بالمجالات الأخري لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح علي الرغم من أن مصر تمتلك فرصاً هائلة في مجال إنتاج هذه لطاقات المتجددة وما تتمتع به من استقرار وتنمية اقتصادية يؤهلها للتقدم في هذا المجال وعدم الاعتماد علي البترول والغاز كمصادر للطاقة أمام تفضيل استخدام أحد هذه النوعيات في إنتاج الطاقة الجديدة فهو يرجع إلي امكانيات التطبيق العملي بطريقة مناسبة وقدر الاستفادة والنواحي العلمية المتعلقة بكل مجال ويعد مجال إنتاج الطاقة الشمسية هو الأعلي من ناحية التكلفة من التطور الذي يشهده هذا المجال سيؤدي إلي تخفيض التكلفة وزيادة التوسع في إنتاج هذه الطاقة النظيفة. التفوق التكنولوجي ألمانيا تتميز بتفوقها في مجال تكنولوجيات إنتاج هذه الطاقات الجديدة لكنها تتردد في نقلها إلي مصر ولا تعدو الاتفاقات المبرمة بين البلدين عن اتفاقات تعاون ومساعدة وتوفير قروض ومنح لكنها لا تنص علي نقل هذه التكنولوجيا. ليس الجميع بخيلا في نقل المعرفة ونحن نعلم أنه لكي تتوصل إلي علاقة مشاركة تجارية سليمة لابد أن يتوفر فيها عنصر نقل المعرفة والتكنولوجيا وما وقعته ألمانيا من اتفاقات مع مصر تتضمن تدريب مهندسين مصريين في المانيا واستقدام متخصصين إلي مصر كما أننا نبحث عن شركاء في مصر لإقامة مشروعات بيئية مشتركة ونرحب بإنشاء شركات مشتركة. * في رأيك ما هي الفرص الاستثمارية التي تملكها مصر وتجتذب 25 شركة ألمانية جاءت مع الوفد المرافق لسيادتكم. ** كما ذكرت هناك فرص استثمارية كبيرة وتعتقد في ألمانيا أن أبرز المجالات في مصر هي التخلص من النفايات حيث يعطي هذا المجال نفعا اقتصاديا واضحا والشركات الالمانية تبحث في مصر عن مجال لتحقيق أرباح فهي لن تأتي لتعمل إلا إذا وجدت معدلات ربحية عالية في المشروعات البيئية في مصر وهذا استراتيجية لدي وزارة البيئة المصرية لاعادة دوير المخلفات التي تبلغ5.1 مليون طن وهناك توصية من الاتحاد الأوروبي للبحث عن طرق وبدائل لاعادة تدوير المستهلك في الصناعة والوفد الالماني المرافق يتكون من قيادات 25 شركة المانية متخصصة في صناعات مثل إدارة الموارد المائية وإدارة المخلفات ومشروعات الطاقة المتجددة والزراعة النظيفة والزراعة العضوية واستخراج الغاز البيولوجي من المحاصيل الزراعية ففي ولاية راينلاند فاس قمنا بتخصيص 30 ألف هكتار من بين 730 ألف ألف هكتار يتم زراعتها بمحاصيل لإنتاج الطاقة واستخراج الغاز العضوي وزيادة هذه المساحات بنسبة 10% سنوية واعتقد أنه من المجالات التي يجب أن تهتم بها مصر. السحابة السوداء * مازالت مشكلة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز من المشكلات البيئة التي تزعج سكان القاهرة للعام العاشر علي التوالي هل هناك حلول تساعد بها المانيا مصر علي حل هذه المشكلة؟ ** الحلول كثيرة وهناك مجالات كثيرة لاعادة استخدام قش الأرز واعادة تصنيعه وتدويره ولدي المانيا خبرات عديدة ليس فقط في هذا المجال ولكن أيضا في التخلص من النفايات الصناعية وانبعاثات السيارات وغيرها ونحن علي استعداد للتعاون مع مصر.