تحور فيروس أنفلونزا الطيور وظهور سلالة جديدة واصابة شخصين بالفعل في مقتل أعاد إلي الأذهان كارثة أنفلونزا الطيور التي مرت بها مصر العام الماضي وجدد المخاوف من استيطان المرض اللعين وظهور سلاسلات جديدة منه قد يكون بعضها خارج السيطرة أو لا تتأثر بالعقار الموجود حاليا لمقاومة هذا المرض وهو تامي فلو. ولكن العلماء أكدوا أنه لا خوف من ظهور السلالة الجديدة وأنها تحت السيطرة ولكن الخوف من التربية العشوائية التي ستصيب صناعة الدواجن في مقتل لانها بؤر استيطانية للمرض ولاسيما بعد السيطرة عليه في المزارع وهذا ما أكده أيضا بعض أصحاب المزارع وكبار المربين والذين أكدوا أنه لا خوف من السلالة الجديدة ولكن من التربية المنزلية التي قد تصيب بزنس الدواجن في مقتل وتأتي هذه المخاوف في الوقت الذي مازالت منظمة الصحة العالمية تحذر من خطورة التربية العشوائية التي لا تزال منتشرة وبقوة داخل قري الريف بل وفوق أسطح المنازل داخل المدن في المناطق العشوائية مما يصعب من القضاء علي هذا الفيروس ويهدد بوجود بيئة ملائمة لتحوره وخروج سلالات جديدة أشد فتكا بالإنسان. "الاسبوعي" استطلعت آراء العلماء والخبراء في مجال الثروة الداجنة لتعرف منهم حقيقة تطور هذا الفيروس وهل هذا يعني خروج سلالات جديدة أم تطوراً جينياً فقط وما مدي الخطورة التي يمكن أن تصيب الانسان بهذا الفيروس الجديد وأيضا ما مدي تأثير صناعة الدواجن التي بدأت مؤخرا فسترد عافيتها من ظهور هذا الفيروس الجديد. من جانبه يقول الدكتور جون جبور الممثل الاقليمي للأمراض المستجدة بمنظمة الصحة العالمية إن أي فيروس يظهر يتوقع حدوث طفرات وتحولات له ومن ثم ظهور سلالات جديدة أما ما حدث في الحالتين التي ظهرتا بمصر مؤخرا كان تطور الفيروس مجرد تحور في الجينات المسببة للفيروس وليس تغيرا في السلالة وفي الغالب كان تحور مرحلياً وانتهي مؤكدا أنه حتي الآن لم تظهر حالات بشرية مصابة بهذا التحور الجديد. ويؤكد جبور أنه حتي الآن فإن عقار تامي فلو هو العقار المناسب للقضاء علي الفيروس بينما هذا العقار أقل فاعلية بالنسبة للتطور الجيني الذي حدث والذي لم تظهر حالات جديدة له من بعد حالتي الاصابة البشرية في الغربية. إلا أنه يحذر من أن استمرار سلوكيات المواطنين الخاطئة من تربية منزلية وتعامل مع الطيور وتعرض للطيور المصابة بل والنافقة أحيانا سيزيد من حالات الاصابة البشرية في مصر. ويضيف الممثل الاقليمي أنه في كثير من الأحيان يخفي بعض المصابين عند حضورهم للمستشفيات وهم مصابون بأعراض الحمي تعرضهم لطيور مصابة أو نافقة ما يؤثر علي التشخيص السليم لهؤلاء المرضي ويعطل من سرعة انقاذهم لأنه من المعروف أنه إذا لم يأخذ المريض المصاب العقار قبل مرور 48 ساعة من اصابته بالفيروس يصبح العقار دون فاعلية وهو السبب في وفاة العديد من الحالات التي لم توضح حقيقة مرضها إلا قبل الوفاة بساعات. تجربة فيتنام يشير الدكتور مصطفي جلال المدرس المساعد بقسم تربية الدواجن بجامعة القاهرة إلي أن التطور الذي حدث للفيروس مؤخرا لا يمثل خطورة فقد سبق وأن ظهر في فيتنام وتمت السيطرة عليه بالعقاقير واتباع التعليمات التي تنادي بها منظمة الصحة العالمية بعدم الاختلاط مع الدواجن وحظر التربية العشوائية والذبح في المجازر إلا أن الخوف والكلام للدكتور هلال هو من أن يتحور هذا الفيروس الجديد حتي يمكنه الانتقال من الانسان المصاب إلي شخص سليم إذا كان الأول مصابا بأنفلونزا بشرية وهو ما حدث عندما انتقل فيروس انفلونزا الطيور من اصابة الطيور فقط إلي العدوي البشرية بعدما حدث تطور للفيروس داخل جسم حيوان الخنزير فأصبح الطور الجديد يعدي الإنسان بدلا من الطيور فقط. خطورة مستبعدة أما الدكتور أحمد يحيي الاستاذ المساعد بكلية الزراعة بجامعة القاهرة فيؤكد إن الوضع حتي الآن لا يمثل خطورة حيث لم تعلن منظمة الصحة العالمية إلا عن ظهور حالتين في مصر فقط ولم تظهر بشكل كبير حتي أن حالات الإصابة البشرية التي جاءت بعد ذلك كان بالفيروس القديم. ويشدد يحيي علي أهمية إجراء تحاليل لعينات المصابين في كل حالة لمعرفة مدي التغير والتحور الحادث في الفيروس مع أهمية تحصين المزارع باستمرار. ويقول إنه من الصعب أن نحدد الوقت الذي سينحسر فيه هذا المرض عن مصر نظرا لاستمرار التربية العشوائية في المناطق الريفية لأن الخطر علي الثروة الداجنة بعيد عن المزارع ومازال يكمن في البيوت. البزنس لن يتأثر أما عن مدي تأثر بزنس صناعة الدواجن في مصر بخير تحور الفيروس في حركة المبيعات حاولنا أن نرصدها من خلال كبار المربين والمسئولين في شعبة الدواجن بالغرف التجارية. عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية يؤكد أنه لا يوجد تأثير كبير لظهور فيروس جديد علي صناعة الدواجن وإن كانت هناك قلة في حركة المبيعات لأننا في فترة ما بعد عيد الأضحي وهناك تشبع باللحوم الحمراء. اضافة لوجود كميات من الدواجن المستوردة ربما تكون أثرت علي حركة بيع الدواجن المحلية. ويؤكد السيد أن هناك سيطرة كاملة علي الطيور والدواجن الموجودة في المزارع بينما مازالت تمثل التربية العشوائية من خلال الافراد الخطر الداهم علي مستقبل هذه الصناعة. ويؤكد أن حركة الطلب علي الدواجن قلت بنسبة 50% وإن كان لم يحدث إلغاء لعقود التوريد الموقعة من قبل إلا أن حركة الشراء اليومية انخفضت وأن ذلك ربما يرجع للتخوف من تحور الفيروس. لم يتغير في حين يختلف معه في الرأي علاء رضوان رئيس رابطة مصنعي ومستوردي الدواجن حيث يؤكد أن السوق المحلي لم يتغير فيه الطلب علي الدواجن حيث إن المواطنين أصبحوا أكثر وعيا من العام الماضي حيث تسبب عنصر المفاجأة في الحاق خسائر عديدة في هذه الصناعة إلا أن المواطنين تأكدوا من أن حالات الاصابة بهذا الفيروس لا تظهر إلا في التربية العشوائية بعدما أصبحت هناك سيطرة كاملة علي الدواجن والطيور في المزارع حيث لم تظهر أي حالة اصابة واحدة في المزارع أو العنابر الكبيرة حتي الآن أو في العام الماضي. وأضاف أن مصر انتقلت من دولة مصدرة للدواجن إلي مستوردة ولكن استردت الصناعة عافيتها وعادت معدلات الإنتاج لما كانت عليه قبل انتشار الفيروس حيث ينتج الآن 800.1 مليون طائر يوميا غير أن المشكلة التي تواجهنا هي عدم وجود مجازر كافية. كما يري محمد الشافعي نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن أنه لا خطورة علي الثروة الداجنة حتي وأن ظهر تحور في الفيروس الحالي حيث تتبع المزارع التطعيمات بانتظام وتحت اشراف إدارة الهيئة البيطرية مؤكدا أن الخطر الحقيقي الذي يواجه هذه المزارع التي يمثل إنتاجها 85% من حجم الثروة الداجنة في مصر هو التربية العشوائية التي تتم في الريف وفوق أسطح المنازل في المدن.