جرائم أطفال الشوارع التي تفشت مؤخرا وظهور "التوربيني" و"بقو" و"الجزار" وغيرهم من المشردين بالإضافة إلي تعدد جرائم سفاح المعادي الذي لم يتم القبض عليه حتي الآن.. كل ذلك يؤثر بالفعل علي الاستقرار الأمني وجهود جذب الاستثمارات.. لأن تفشي جرائم الشوارع يبث الرعب في نفوس المستثمرين ويهدد حركة الاستثمار وليس نشاط جماعة الإخوان المسلمين وزيادة تحركهم السياسي أو حتي سعيهم إلي تشكيل حزب سياسي.. هذا ما أكده الخبراء في تعليقهم علي الظاهرة والذين شددوا علي أن هناك بالفعل مخاطر عديدة من زيادة جرائم الشوارع والتي بالتبعية قد تهدد الاستثمارات المحلية والاجنبية.. وتتمثل هذه المخاطر في تزايد أعداد اطفال الشوارع والتي وصلت طبقا لاحصائيات مركز البحوث للدفاع الاجتماعي مليون و700 الف طفل أفرز عن نماذج التوربيني وسفاح المعادي الذين أصبحوا قنبلة موقوتة في وجه الاقتصاد الوطني والاستثمارات الاجنبية.. وتطرح العالم اليوم "الأسبوعي" العديد من الأسئلة حول هذه المخاطر التي من شأنها الاضرار بالاقتصاد القومي والحلول العملية للحفاظ علي استقرار النمو الاقتصادي والاستثمارات الاجنبية دون تعليق تطفيش المستثمرين علي شماعة الاخوان المسلمين فقط لان هناك عوامل اخري عديدة تساهم في عرقلة حركة الاستثمارات ومنها انتشار الفساد وحصول مصر علي مركز متأخر في تقرير منظمة الشفافية العالمية وكذلك انتشار الروتين وغيرها من المعوقات والتي اذا تم اضافتها الي جرائم اولاد الشوارع والسفاح وغيرها ستؤثر علي حركة الاستثمار. يحلل الدكتور احمد المجدوب استاذ علم الاجتماع ظاهرة اطفال الشوارع والتي افرزت عن مجرمين ونماذج تتجسد في التوربيني وسفاح المعادي اصبحوا يمثلون قنبلة موقوتة في وجه المجتمع ويهددون استقرار الاستثمار المحلي والاجنبي والذي قد يؤدي الي عرقلة النمو الاقتصادي وتدفق الاستثمارات الاجنبية. ويشير الي ان الاطفال لا يتحولون للحياة في الشارع لحبهم فيه ولكن لتعرضهم لكارثة اطاحت بطفولتهم وامانيهم في المنزل وتحولهم الي جحيم في الشارع وغالبا ما تكون تصاعد الضغوط الحياتية في الاسرة والمتمثلة في الفقر الذي يحرمهم من الدراسة واضطرارهم الي الاقامة في أماكن عشوائية تساهم علي العنف وتعاطي المخدرات والخمور والتي ترتفع في الأسر التي يزيد عدد افرادها علي 4 افراد ويضطرون الي العمل تحت ظروف "سخرة" في أسوأ الاماكن واخطرها خاصة انهم يذهبون الي العمل في عمر مبكر ويسبب ذلك لهم العديد من المشاكل تجعلم يميلون الي العنف بالاضافة الي فقدانهم السيطرة علي أفعالهم وتدني الاحساس بقدراتهم. ومع طول فترة العمل يعاني الاطفال -كما يقول المجدوب- من مشاعر متقلبة وسلوك غير طبيعي وتتجمع كل هذه العوامل وتساعد علي افراز افراد غير اسوياء ومجرمين بالصدفة كنماذج التوربيني وسفاح المعادي يهددون استقرار المجتمع اقتصاديا واجتماعيا. واشار الي ان هناك اكثر من مليون و700 الف طفل بالشوارع طبقا لآخر احصائيات مركز البحوث للدفاع الاجتماعي بالجيزة والصادر العام الماضي. ويؤكد المجدوب ان مخاطر مثل هذه النماذج علي الاقتصاد كبيرة، علي المدي الطويل ولتفادي الوقوع في ذلك يتطلب من الدولة إعداد خطة شاملة تتضمن وضع علاج اجتماعي وسياسي واقتصادي حيث التعامل مع مثل هذه النماذج لا يجدي معها الإجراءات الأمنية ووضعهم في مؤسسات الأحداث وانما تحتاج إلي الوقاية والعلاج. ويلفت المجدوب الي قضية الفساد الذي استشري في كل مؤسسات الدولة واصبح ظاهرة مستفزة، وتورط قيادات في الحزب الحاكم أو كبار موظفي الدولة فيها.. فهذا أيضا "يطفش الاستثمار".