حزب جديد قديم ظهر في الساحة المصرية مؤخراً، ولكنه ليس حزباً سياسياً بل "مشروع عصابة منظمة" يشكل هيكلها الأساسي أولاد الشوارع.. والأطفال الهاربون لأسباب متعددة من منازلهم واللقطاء وضحايا الخلافات الأسرية، ومقار أعضاء الحزب منتشرة في كل المحافظات خاصة القاهرة والجيزة والإسكندرية ممثلة في السراديب والحدائق وتحت الكباري وبجوار خطوط السكك الحديدية والشوارع المظلمة في الأماكن النائية علي أطراف المدن. وقد تذكر المجتمع فجأة حزب أولاد الشوارع بعد أن كشفت الصدفة عن وقوع أكثر من 17 جريمة قتل أطفال ارتكبها أعضاء الحزب، وظهرت علي السطح أسماء بعض من القادة الناشطين في ذلك الحزب "السري" المجهول منهم "التوربيني" و"حناطة" و"الجزار" و"بزازة" و"بقو".. والقائمة طويلة.. وهؤلاء القادة باختصار عانوا من طفولة بائسة، وطبقاً للقانون الأساسي لحزب الشوارع ونظامه الداخلي ولائحته "التنفيذية"، تم الاعتداء جنسيا علي أغلب هؤلاء في طفولتهم ممن هم أكبر منهم في "كار" التشرد والتسول والبلطجة.. وبالطبع يردون ما وقع لهم في ضحايا صغار هاربين "يصطادونهم" من الطرقات وتحت الكباري علي طريقة "هات وخد" أو "واحدة بواحدة" ويحولونهم إلي أطفال "مفعول بهم" لضمان السيطرة عليهم. بالطبع أولاد الشوارع لم يظهروا فجأة بل متواجدون منذ زمن طويل، ولكن الجديد أن أصبح مظهرهم مألوفاً في الشوارع.. خاصة عندما نشاهدهم في حفلة "مخدرات" أي يشمون الكلة ويشربون البانجو في الحدائق أو تحت الكباري أو ينتشرون في إشارات المرور لبيع المناديل أو للتسول أو سرقة السيارات، ولكننا نغض الطرف عنهم علي اعتبار أن الأرصفة كفيلة بتربيتهم! ولكننا تذكرنا أعضاء حزب الشوارع فجأة بعد أن توحشوا وزادوا من نشاطهم الإجرامي بشكل يهدد استقرار المجتمع، خاصة بعد أن تحول المشردون إلي قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت وفي وجوهنا جميعاً. فالصبية الذين يجرؤون علي ممارسة الجنس مع أطفال أبرياء علي ظهر قطار ويلقون بهم من أعلي أسطح القطارات أمام عجلات قطارات أخري تسير في الجهة المقابلة.. هؤلاء لا يتورعون عن فعل أي شيء، لأنهم أصبحوا ضد المجتمع وناقمين علي المصريين لأنهم بلا مأوي أو أهل أو جذور أو حتي يضمنون قوت يومهم. ولعلي أسأل.. أين جهود رجال الشرطة في الحد من جرائم هؤلاء؟ ألم يكن للتوربيني وبقو وحناطة مكان معلوم في السراديب وتحت الكباري؟ وأين مباحث السكك الحديدية الذين تركوا هؤلاء يعبثون في القطارات ويرتكبون جرائم يندي لها الجبين؟.. وهل تفرغت وزارة الداخلية لمهام أخري وتركت الأمر إلي مباحث الأحداث و"إصلاحية" المرج التي تحولت إلي مفرخة للمجرمين؟ وأين المجلس القومي للطفولة ومنظمات المجتمع المدني؟ وهل لتلك المنظمات دور مع "حزب الشوارع" أم أن الأمر تحول إلي وجاهة اجتماعية.. والأهم من ذلك كله أين الدور الاجتماعي لرجال الأعمال؟ وأخيرا.. هل ستصحو الحكومة عندما يحدث انقلاب ضدها من حزب أولاد الشوارع؟.