واصلت أجهزة الأمن جهودها لكشف المزيد من جرائم رمضان التوربيني زعيم عصابة اغتصاب وقتل أطفال الشوارع. اصطحب ضباط الإدارة العامة لمباحث الأحداث المتهم وأفراد العصابة بوقو وحناطة والسويسي وبزازة والجزار إلي الاسكندرية وسط حراسة مشددة للإرشاد عن أماكن دفن الجثث، وعثر علي جثة واحدة وسط منطقة المقابر بالاسكندرية، ثم اعترف التوربيني بقتل آخرين ودفنهم في مناطق بمرسي مطروح. واضطر الضباط للقيام بمأمورية إلي مرسي مطروح وطافوا مع المتهم واستعانوا بعمال للحفر في الشوارع والآماكن التي أشار إليها المتهم لكنهم لم يعثروا علي شيء وقد ضاق ضباط مباحث الأحداث بتصرفات المتهم الذي يبدو أنه قرر أن يشاهد معالم مصر وسط حراسة الشرطة. طلب الضباط المرافقون لعصابة التوربيني الدعم من اللواء إبراهيم السيد مساعد الوزير لشرطة الأحداث فأرسل لهم أميني شرطة فقط لعدم وجود عدد كاف بالإدارة أصيب الضباط بحالة من الملل والإرهاق الشديد وطالبوا بتغييرهم وإرسال آخرين. كما طالبوا بمزيد من السيارات نظرا لطول المسافات التي تقطعها سياراتهم المتهالكة، كشفت القضية مهزلة أخري حيث اعترف بزازة بأنه الزعيم الحقيقي الأقوي من التوربيني ويبدو آنهم شعروا بملاحقة وسائل الإعلام لهم وحاول كل منهم أن يظهر بدور البطل في هذه القضية التي هزت الرأي العام خاصة وأن التوربيني الذي اشتري له العقيد فرحات محمد علي الضابط بإدارة الأحداث ملابس جديدة وشعر بآدميته لأول مرة في حياته وعلم بتنافس وسائل الإعلام في تصويره فقرر أن يعترف بالمزيد من الجرائم ويجاري ضباط الأحداث الذين يرغبون في إخراج أكبر عدد من الجثث للظهور بالمظهر اللائق أمام وزير الداخلية، رغم أن بداية الكشف عن القضية كان بالمصادفة وليست معلومة لأحد الضباط ورغم أن مهمة ضباط الإدارة العامة لشرطة الأحداث تقتصر علي هؤلاء المشردين المنتشرين في كل مكان. وشنت مباحث الأحداث حملة علي الشوارع بعد الكشف عن عصابة التوربيني وباعتراف مديرها اللواء إبراهيم السيد تم استجوابهم وإخلاء سبيلهم لعدم وجود حجز بالإدارة ليعودوا مرة أخري الي الشوارع يمارسون التسول والشذوذ علي مرأي ومسمع من الجميع وقد فشلت الإدارة العامة لشرطة الأحداث في التعامل مع القضية وركزت اهتمامها علي اعترافات عصابة التوربيني وبعض صور المفقودين الذين تقدم أولياء أمورهم للاستفسار عن مصيرهم بينما هناك عشرات الآلاف من الأطفال المفقودين خلال الخمس سنوات الماضية والذين مازالوا في عداد المفقودين ولم تتوصل إدارة الأحداث إلي فك لغز اختفائهم واكتفي الضباط بحملات التسول ومطاردة أطفال الإشارات وبائعي السلع التافهة لعرضه في مذكرات المجهود. وقد سادت أروقة الإدارة العامة لمباحث الأحداث حالة من السخط بعد تصريح المحامي العام لنيابات استئناف طنطا بعقد مؤتمر صحفي خلال أيام لإعلان تفاصيل التحقيقات في القضية. وأكد أحد قيادات الإدارة أن النيابة أفسدت القضية من البداية ووكلاء نيابة شبرا هم أول من سرب معلومات إلي الصحافة رغم ما قيل عن وجود حظر نشر من النائب العام وأضاف أن المنوط به عقد مؤتمر صحفي هو وزير الداخلية وليس شخصا آخر لأن الشرطة صاحبة المجهود الأكبر في كشف هذه الجرائم. وقامت إدارة الأحداث بجمع صور الجثث التي تم استخراجها وصور أصحابها وكذلك صور المتهمين واعترافاتهم واحتفظ بها لتقديمها لوزير الداخلية وأصدر توجيهاته بعدم تسريب أية صور للنيابة في الوقت نفسه جمع وكلاء النيابة صورا للجثث أيضا حيث اصطحبوا مصورين أثناء المعاينة.