يقول وائل عنبة مدير إدارة المحافظ ببنك قناة السويس ان البورصة المصرية مليئة بالمضاربين الذين يتعمدون القيام بدورات سعرية مبنية علي المضاربات في المقام الاول وتتركز علي اسهم الشركات غير النشطة وغير المعروفة التي يوهمون المستثمرين الاخرين بها من خلال ظهورها المفاجئ متصدرة ارتفاعات السوق وعليها حجم مهول من طلبات الشراء دون أسباب معروفة. وأضاف انه في ظل عدم إستجابة الاسهم القوية او الاسهم ذات التحليل الاساسي الجيد للدورات السعرية التي ترضي غرور المضاربين فقد لجأوا الي الاسهم غير المعروفة والاسهم محددة الحدود السعرية ارتفاعا او انخفاضا بنسبة في المائة لقدرتهم علي التحكم فيها وذلك بغض النظر علي وجود تحليلات اساسية جيدة بشأن هذه الشركات. وأشار الي ان العديد من هذه الاسهم وصل الي مضاعفات ربحية فاقت معدلاتها في أسواق الخليج ايام طفرتها وهو ما يهدد بقرب حدوث إنفجار لفقاعة هذه الاسهم في وجه السوق ككل وليس حملتها. وأوضح ان هذه الفقاعات بدأت فعليا منذ العام الماضي مع الصعود الهلامي والصاروخي لسهم السادس من اكتوبر للتنمية والاستثمار(سوديك) من 10 جنيهات الي 290 جنيها تلاه سهم المجموعة المالية هيرميس ثم توالت بعدذلك العديد من الاسهم مثل بنك الاسكان والتعمير وجنوب الوداي للاسمنت وغيرهم الكثير. وعلل ابتعاد المستثمرين عن الاسهم الكبري والقيادية ذات الشركات القوية الي عدم استجابة هذه الاسهم لمثل هذه الدورات السعرية من قبل المضاربين نظرا لوجود صناع للسوق فيها من صناديق واجانب فضلا عن عدم قدرة المضاربين علي التحكم فيها.ولفت الي ان نجاح هذه التجارب من المضاربات الحادة بالنسبة لكثير من الاسهم فقد استعادها الكثير من المضاربين هذه المرة وباتت كل شركة سمسرة او مجموعة من المستثمرين المضاربين يتبنون سهما ويبدأون فيه توكلهم نحو دورة صعودة صاروخية تحقق لهم في ايام ارباح سنوات طويلة ويكون في نهايتها المستثمرين قليلي الوعي والخبرة هم الضحية في النهاية كما كان ضحايا هيرميس وسوديك عند مستوياتهم القياسية التي حققوها مطلع العام. ونبه عنبة الي ان المضارب بطبعه طماع ولديه أمل في تحقيق مكاسب مبيرة للغاية مضاعفة ما يدفعه الي تكرار تجاربه السابقة رغم انفجار العدي من الاسهم في ايدي حامليها في السابق، ويوجد الكثيرون في البورصة ممن لا يتعظون. رفع الحدود السعرية ونصح عنبة بضرورة رفع الحدود السعرية علي جميع الاسهم حتي ينكشف المضاربين ويحد ذلك من مثل هذه الدورات التي تضر في النهاية بالسوق. وقال ان اغلب هذه المضاربات والدورات السعرية تدار باحتراف من قبل المضاربين واصبحت السمة المميزة للسوق المصرية هي المضاربات والدورات السعرية علي الاسهم غير النشطة وغير المعروفة والمحددة بحدود سعرية. واضاف ان المضاربين يستغلون وجود خبر او نبأ او حدث جوهري بشأن احدي الشركات ويبدأون استغلاله وتجنيده لتنفيذ مأربهم وغرضهم في الدورات السعرية والمضاربات علي هذه الاسهم وخلق صورة ذهنية لدي السوق بأضعاف اضعاف القيمة الحقيقية لهذا الحدث. واشار اليان الارتفاعات التي حققتها الكثير من الاسهم لا تتناسب اطلاقا مع الاحداث المعلنة نظرا لغياب الوعي والتحليل والقراءة الجيدة فإذا كان خبر ما علي شركة يستحق ان يرفع سعر سهمها بالبورصة بمقدار نقطة فإن الذي يحدث هو ارتفاعها بعشرات النقاط ويتضاعف سعر السهم بأكثر من 20 ضعفا متواصلة. ونوه الي ان ما يجري في البورصة المصرية هو امتداد لما حدث في الاسواق الخليجية من خلال اعتمادها وتركزها علي دورات سعرية قصيرة الاجل واسهم المضاربات والاتبعاد عن الاسهم القوية والجيدة التي تعتمد علي التحليل الاساسي نظرا لان الاستثمار في اسواق الاسهم العربية بات استثمارا قصير الاجل وليس متوسط او طويل الاجل. وتوقع مدير ادارة المحافظ ببنك قناة السويس عودة السوق الي طبيعته واصله وعودة الاموال الي موطنها الرئيسي في الاسهم الحقيقية والاسهم ذات التحليل الاساسي واسهم الشركات القوية لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح، كما توقع انفجار الاسعار في فقاعة الاسهم غير المعروفة وغير النشطة. ويقول وائل عنبة مدير ادارة المحافظ ببنك قناة السويس إن إرتفاع أسعار شهادات الايداع الدولية للشركات المصرية ببورصة لندن خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي يعد مؤشرا إيجابيا ويعزز ثقة المستثمرين الاجانب في السوق الشركات المصرية والاقتصاد المصري. وأضاف أن عمليات جني الارباح التي شهدتها البورصة المصرية في الاسبوع الماضي كانت طبيعية ولا تدعوا للقلق أو الارتباك كما حدث لدي بعض شرائح المستثمرين، لافتا إلي أن الاسعار إرتفعت في العديد من القطاعات بأكثر من 30 في المائة بشكل متواصل وهو ما كان يحتم حدوث توقف لجني الارباح.