لا ادري متي يدرك اصحاب القرار في العالم العربي ان هناك تعارضا بين مصالح اسرائيل وامريكا من جانب ومصالح الدول العربية من جانب اخر متي يضع اصحاب القرار اولوية لمصالح شعوبهم لانها الاهم والابقي ولكن الواضح الان ان القرار العربي لم يعد ملكا للعرب ولكن هناك اطرافا اخري تحكم وتتحكم في هذا القرار هل يمكن لنا ان نتصور يوما ان وزيرة الخارجية الامريكية قد جاءت الي المنطقة من اجل الشعب الفلسطيني ومصالحه او من اجل استقرار لبنان او من اجل وحدة السودان او لحماية المصالح العربية ان وزيرة الخارجية الامريكية جاءت من اجل مصالح اسرائيل وامريكا وما يتعارض مع هذه المصالح امر مرفوض.. ولذلك فإن انقسام العالم العربي الان بين دول معتدلة واخري غير معتدلة شيء يصب في مصلحة امريكا واسرائيل ان يصبح العرب احزابا وفصائل وشعوبا متناحرة لقد كانت الزيارة الاخيرة للسيدة رايس للمنطقة خطوة نحو تقسيمها الي جبهات بحيث تحولت الحكومات العربية الي اطراف متصارعة ليس ضد اسرائيل ولكن ضد بعضها البعض ولهذا لن يكون غريبا في ظل هذه الانقسامات ابعاد سوريا او السودان او لبنان او حماس او اي طرف يعمل ضد مصالح امريكا واسرائيل ان سوريا تريد استرداد ارضاء والسودان يرفض دخول قوات اجنبية لاراضيه والعراق يسعي لتحرير ارضها وحماس وصلت الي السلطة بقرار من الشعب الفلسطيني ولبنان يسعي لاسترداد مزارع شبعا وتأمين حدوده مع اسرائيل هذه كلها مطالب مشروعة ولكن امريكا لاتعترف بكل هذه الحقوق وتتحايل علي الحكومات العربية ما بين التهديد والوعيد والاغراء والتآمر ولهذا لن يكون من الصعب ابدا تقسيم العالم العربي لتبدأ رحلة الصراع بين الحكومات ثم تبدأ مرحلة تقسيم الشعوب لتبدأ رحلة الصراع بين ابناء الوطن الواحد ونحن الان نعيش في المرحلة الاولي فقد انقسمت الحكومات العربية ثم هناك شروخ واضحة بين الشعوب ،هناك مواجهة بين السنة والشيعة.. والمسلمون والاقباط والدروز والاكراد والتركمان والبيض والسود مسلسل طويلا ينتظر العالم العربي وفي ظل غياب الحكومات وغياب الارادة الشعبية الحرة وغياب القضايا الحقيقية سوف يكون من السهل تقسيم العالم العربي وعلي كل طرف ان ينتظر دوره.