لم تقف الحكومات العربية مع حكومة لبنان والشعب اللبناني يتعرض للعدوان الصهيوني وحاربت المقاومة اللبنانية خمسة أسابيع دون أن تتلقي دعما من الأشقاء العرب.. وانتهت الحرب وانتصرت المقاومة وغاب العرب.. ومنذ شهور اختار الشعب الفلسطيني حركة حماس لكي تكون الممثل الشرعي لإرادة هذا الشعب ورفضت الحكومات العربية بإيعاز من أمريكا الاعتراف بحكومة حماس.. وانقسم الشعب الفلسطيني علي نفسه وحاصرت إسرائيل الفلسطينيين وفرضت أمريكا عقوبات عليهم ووقف العالم العربي يتابع المهزلة وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد.. وأصدر مجلس الأمن قرارا بإرسال قوات دولية إلي دارفور ورفضت الحكومة السودانية تنفيذ القرار وأصرت علي موقفها ولم تحاول عاصمة عربية واحدة تأييد الحكومة السودانية في موقفها حتي لا تغضب أمريكا، وأمام ما يحدث في العراق غاب العالم العربي تماما كأن العراق لا يمثل للعرب شيئا.. وعلي جانب اَخر تستعد الدول الغربية لإصدار عقوبات ضد سوريا.. ماذا ننتظر بعد كل هذه المواقف السلبية التي تتخذها الحكومات العربية أمام قضايا مصيرية. إن موقف العالم العربي من هذه القضايا يؤكد أن هناك أطرافا أخري تقف وراء القرار العربي وأن الأمة العربية تتعرض لمؤامرة واضحة تسعي إلي التدخل في شئونها ولا أحد يحاول أن يوقف هذا الزحف الاستعماري القادم.. لا توجد دولة عربية الاَن تستطيع أن تصدر قرارها دون استئذان.. ولا توجد عاصمة عربية يمكن أن تقول إن قرارها في يدها.. ولا تخلو الاَن منطقة من المناطق إلا وفيها أزمة أو مشكلة أو قوات أجنبية. والغريب في الأمر هو حالة الاستسلام التي تعيشها الشعوب العربية في ظل حكومات استسلمت لواقع كئيب حيث لا عمل ولا قرار ولا سيادة.. وتدور الاجتماعات واللقاءات ولكن هناك أطراف أخري وراء ذلك كله، فمتي يتحرر القرار العربي ومتي تستعيد الحكومات العربية سيادتها؟