ندد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني بعملية الإنزال الفاشلة التي نفذها كوماندوز إسرائيليون أمس بالقرب من بلدة بوادي غرب بعلبك في العمق اللبناني ووصفها بأنها انتهاك فاضح للهدنة. وقال السنيورة إنه احتج علي الحادث أمام مبعوثي الأممالمتحدة اللذين يزوران لبنان وطلب منهما نقل الموضوع إلي الأمين العام كوفي عنان. وقال رئيس البرلمان نبيه بري أمام المبعوثين إنه لو كان لبنان قام بعمل مماثل لكان مجلس الأمن اجتمع لفرض عقوبات قاسية ضده مشيرا إلي انه يعتبر الغارة محاولة من إسرائيل لحمل حزب الله علي الرد لإفشال عملية نشر الجيش اللبناني في الجنوب. وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين، جراح أحدهما خطيرة، في عملية الإنزال الفاشلة التي نفذت في العمق اللبناني فجر السبت. ونقل التليفزيون الإسرائيلي عن الناطق باسم الجيش زعمه أن أهداف العملية كانت من أجل منع عمليات إرهابية ضد إسرائيل عن طريق منع وصول وسائل قتالية من إيران وسوريا إلي حزب الله.. مدعيا أن أهداف العملية قد تحققت بالكامل. كما نقل التليفزيون عن مصادر في الجيش الإسرائيلي ان العملية لا تتناقض مع قرار وقف إطلاق النار "1701"، بذريعة ان الجيش يحتفظ لنفسه بحق منع تهريب وسائل قتالية إلي حزب الله. وكان مقاتلو حزب الله قد تمكنوا من احباط عملية الإنزال بعد أن حاولت وحدات إسرائيلية خاصة التقدم باتجاه بلدة بوادي التي تبعد 15 كيلو مترا عن بعلبك بعد عملية إنزال بواسطة مروحية حربية إلا أنها ووجهت بنيران المقاومة اللبنانية الأمر الذي اضطرها إلي التراجع تحت غطاء نيران المروحية الحربية التي كانت تحلق في المنطقة. وجاءت هذه المحاولة بعد ان قصفت طائرة مروحية إسرائيلية محطة كهرباء البلدة، وهذه هي المرة الأولي التي تقصف فيها الطائرات الإسرائيلية هدفا في لبنان منذ وقف العمليات الحربية صباح الاثنين الماضي. وكانت الأنباء الأولية قد أشارت إلي وقوع عدد من الإصابات في صفوف الوحدات الإسرائيلية الخاصة بدليل وجود دماء وضمادات في المكان. وقالت مصادر إسرائيلية إن هدف العملية الحقيقي خطف الشيخ محمد يزبك المسئول القيادي بحزب الله. وتعتبر عملية الإنزال الفاشلة أمس هي ثاني عملية لاختطاف الشيخ يزبك بعد أن قامت وحدة إسرائيلية في أوائل أغسطس الحالي بعملية إنزال لخطف الشيخ من مستشفي دار الحكمة الذي تديره جمعية خيرية تابعة لحزب الله في بعلبك ولكن نيران المقاومة أجبرت الوحدة علي التراجع بعد أن خطفت 5 مواطنين لا ينتمون للحزب. وعلي صعيد آخر واصل الجيش اللبناني انتشاره أمس في جنوب لبنان لليوم الثالث، حيث انتشر اللواء العاشر في برج الملوك بعد القليعة والخيام وكفر شوبا وشبعا. وكان الجيش اللبناني اتخذ يوم "الخميس" الماضي فور بدء انتشاره في الجنوب من ثكنة مرجعيون مقرا دائما له بقيادة العميد الركن شارل شيخاني.. وقد سير الجيش صباح أمس دوريات في بلدة الخيام القريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومن ناحية أخري وجه الجنود الإسرائيليون العائدون من المعارك في لبنان انتقادات لاذعة إلي قياداتهم العسكرية بسبب غياب التنسيق والاتصال بين الوحدات العسكرية ونقص الإمدادات وبطء عملية إنقاذ الجرحي. ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أمس "السبت" عن الجندي ليا مارشاك 22 عاما وعمل ضمن كتيبة المشاة لمدة أسبوع في لبنان قوله إن وحدته كانت شبه مصابة بالشلل نتيجة للافتقار إلي التنسيق والمعلومات فضلا عن التدريب السيئ للجنود والأسلحة التي لم يسبق لهم اختبارها. وقال مارشاك علي سبيل المثال: احتلت القوات الإسرائيلية منزلين في جنوب لبنان، غير ان غياب التنسيق والاتصال بين الجنود بعضهم البعض افضي بالمجموعة الموجودة بكل منزل إلي إطلاق النيران علي بعضهما البعض. وأضاف: كنا تقريبا نقتل بعضنا البعض.. لقد كنا نطلق الرصاص كالعميان.. بل كنا نطلق الرصاص علي الماعز والخرفان.