اختلف اراء عدد من قيادات البنوك حول اقتراح انضمام مصر الي مصرف الساحل والصحراء للاستثمار والتجارة الذي أنشأه تجمع دول الساحل والصحراء خلال اجتماعه قبل ايام بليبيا. ففي حين رأي البعض منهم انه لا فائدة من الانضمام لمثل تلك البنوك حيث ان هناك تجارب سابقة فاشلة مثل البنك الافريقي للاستيراد والتصدير. كما ان اهدافها غالبا تكون سياسية وليست اقتصادية. اشار اخرون الي ضرورة الانضمام لهذا البنك لما له من دور بالنسبة لدعم عملية التنمية الاقتصادية في دول التجمع الافريقي. وكانت مصر قد انضمت مؤخرا الي تجمع دول الساحل والصحراء الذي يضم الدول الساحل والصحراء ويتكون من 23 دولة افريقية وعربية وقد انشأ هذا التجمع مصرف الساحل والصحراء للاستثمار والتجارة برأس مال 250 مليون يورو ويساهم فيه كل من ليبيا والسودان وافريقيا الوسطي وبنين وبوركينافاسو وتشاد وتوجو والسنغال وجامبيا ومالي ونيجيريا. وللبنك فروع في 9 دول علي رأسها بنين وبوركينافاسو ومالي ونيجيريا والسنغال والسودان وتشاد ويخطط لانشاء فروع اخري في جامبيا وغانا وليبيا وتوجو ويقع مركزه الرئيسي في ليبيا. وكانت مجموعة من الدول الافريقية اسست بنكا يهدف الي تعزيز العلاقات الاقتصادية وتمويل مشروعات التنمية في منطقة الساحل والصحراء الشاسعة قليلة السكان. ويهدف البنك الي تقديم القروض لتحويل برامج التنمية في المنطقة التي يعاني العديد من دولها من النمو السكاني السريع والفقر وندرة الموارد والجفاف. بداية يقترح احمد قورة رئيس البنك الوطني المصري السابق الاعلان الكامل عن تفاصيل البنك وجميع البيانات والنظام الاساسي واغراضه ومجلس ادارته اولا، موضحا انه اذا كانت اهداف البنك يمكن ان تساهم في خدمة الاقتصاد المصري ففي هذه الحالة تتم دراسة الامر حتي نستفيد من هذا البنك. واشار قورة الي ان هذه البنوك تكون اهدافها سياسية اكثر منهما اقتصادية وضرب مثالا لذلك ببنك الافريقي للاستيراد والتصدير او البنوك التجمعية التي كانت موجودة في فترة من الفترات موضحا ان هذه البنوك لم تقم بعمل انجازات للاقتصاد المصري. واكد ان لكل بنك اهدافه واتجاهاته وسياسة الخاصة وحسب رؤيته موضحا ان مثل هذه البنوك تغلب عليها الطابع الشخصي اكثر ،وقال ان جنسية رئيس البنك هي التي تتحكم به موضحا ان يقوم بعمل تنمية في دولته وليس دولة اخري. ومن جانبه اوضح محمد رضوان نائب رئيس بنك الاسكندرية ان هناك ثلاثة بنوك تم انشاؤها لهذا الغرض منها البنك الافريقي للاستيراد والتصدير وبنك التنمية الافريقي وبنك القاهرة الدولي باوغندا. واشار رضوان الي ان البنك الافريقي للاستيراد والتصدير كان هدفه هو تنشيط التجارة البينية بين الدول الافريقية موضحا ان هذا البنك لم يقم بدوره ودخل في مشاكل عديدة حول رئاسة البنك. وطالب رضوان ان يتم تفعيل دور بنك التنمية الافريقية وان يقوم بدوره اكثر مما هو عليه الان. ورفض رضوان الدخول في بنوك جديدة ذات نفس الاغراض السابقة ويري انه لابد من تنشيط البنوك القائمة وتفعيل دورها لتقوم بأداء الهدف والغرض الذي انشئت من اجله اولا. واوضح رضوان المهم هو الدور الذين يؤديه البنك وليس كثرة عدد البنوك.. مشيرا الي انه لابد من تقيم هذه البنوك وتفعيل دورها وتنشيطها اولا: وقال رضوان ان الدول المشاركة في هذا البنك هي نفسها التي شاركت في البنوك السابقة. واشار الي ان القارة الافريقية يوجد بها العديد من الاستثمارات الكبيرة والضخمة ويجب علي البنوك القائمة ان تبحث عنها وان تتجه اليها بدلا من التفكير في دخول بنك جديد. واوضح رضوان ان هذه البنوك لها ابعاد سياسية مؤكدا ان هذه الابعاد لها دور قوي وتؤثر علي اغراضها ودورها الذي انشئت من اجله. ويري رضوان ان مثل هذه البنوك لابد وان تعمل وتؤدي دورها ولاتتأثر بالخلافات السياسية بين الدول الاعضاء فيها. اما محمود عبد العزيز رئيس البنك الاهلي السابق فأكد ان وجود مثل هذه الكيانات او التجمعات لاتقوم باضافة شيء بل هي مجرد اسماء فقط. ويتساءل عبد العزيز هل هناك قلة في عدد البنوك في مصر حتي تشارك في مثل هذا البنك. ويري عبد العزيز انه من الافضل وجود بنك واحد قوي ليقوم بعملية تيسير التبادل التجاري بين الدول الافريقية بدلا من البنوك العديدة التي لاتؤدي اي غرض ، مشيرا الي ان مثل هذه البنوك لا تقوم بعمل اي اضافات جديدة والمستفيد الوحيد منها هم مديرو البنوك فقط. واوضح عبد العزيز ان انشاء مثل هذه البنوك يحتاج الي رؤوس اموال ضخمة الي جانب خبرات تستطيع ان تؤدي الدور المطلوب منها مؤكدا ان مثل هذه الخبرات غير متوفرة.