24 ساعة هناك سباق مع الزمن لنزع فتيل الازمة النووية الايرانية ووصف الازمة يأتي من الخلاف بين الولاياتالمتحدة وحلفائها من ناحية وبين ايران حول مسألة تخصيب اليورانيوم وهو جزء من التكنولوجيا النووية وتصر ايران علي حقها في امتلاك تلك التكنولوجيا ولديها ادوات تستخدمها بالفعل في التخصيب موضوعة في مخابئ حصينة تحسباً لاي هجوم مباغت بقصد تدميرها. وأما الولاياتالمتحدة فهي تتهم ايران بالسعي الي امتلاك سلاح نووي فضلا عن التكنولوجيا النووية ويؤيدها حلفاؤها .. والميل الدولي العام بين الدول الكبري يسير في اتجاه الحيلولة دون امتلاك ايران سلاحا نوويا نظرا لشكوك في نوايا ايران تجاه جيرانها وتجاه اسرائيل بالذات. والمعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي تعطي ايران الحق في امتلاك تكنولوجيا نووية كما تعطي كل الدول المشاركة فيها هذا الحق بقصد الاستخدام السلمي ولكن الولاياتالمتحدةالامريكية اثارت زوبعة من الشكوك حول نوايا ايران باعتبار نظامها "غيرمسئول" وركزت مطالبها في منع تخصيب اليورانيوم في ايران حتي لا تتمكن من الحصول علي الوقود النووي اللازم لصناعة سلاح. وفي اطار عمليات الشد والجذب والمعارك الكلامية بين ايران وبين امريكا وحلفائها تصاعدت الازمة وكبرت واصبحت منتفخة الي الحد الذي يهدد بانفجارها .. ونظرا لان المجتمع الدولي مقتنع بأن معالجة المسألة النووية الايرانية معالجة عنيفة ستترك بالقطع اثارا سلبية للغاية فان حلفاء واشنطن واقرانها في مجلس الامن مارسوا ضغوطا عليها للحيلولة دون اتخاذها قرارا متسرعا بمهاجمة ايران قد يؤدي الي عواقب وخيمة ولكن القرار النهائي اتخذوه مسبقا بمنع حصول ايران علي سلاح نووي بصرف النظر عن الوسائل الضرورية لتنفيذه. هكذا تسير العملية الولاياتالمتحدة وحلفاؤها يمارسون الضغوط وايران تسعي لازالة الشكوك .. الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ابدوا قدراً من المرونة لاحراج ايران المتشددة فقدموا عرضا نوويا لايران يسمح لها بامتلاك تكنولوجيا محدودة بما في ذلك عرض ببيع مفاعل نووي غربي لايران يعمل بالماء الخفيف اي لا يصلح لانتاج سلاح وفي المقابل تقول ايران انها تدرس العرض مع اطلاق التصريحات النارية باستمرار بانها لن تتخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم علي اراضيها. ويبدو من التحركات الدولية ان المجتمع الدولي يسعي لكسب وقت ما قبل الدخول في عنق الازمة الضيق الذي تنسد فيه كل سبل التفاوض وكسب الوقت ليس هدفا في حد ذاته ولكنه سلاح مزدوج يعمل مع كل طرف وضده في نفس الوقت يمعني ان ايران تنتظر انفراجة عن طريق تراجع الطرف الاخر، والاخرون ينتظرون وصول المجتمع الدولي الي يأس من تراجع ايران يبرر استخدام القوة معها .. ولا احد يعلم النوايا الا الله .