[email protected] لم يعد الدعم السياسي الذي بات يحظي به قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يخفي علي أحد بل أصبح هذا القطاع يشكل رأس الحربة التي تسعي لزيادة معدل النمو الاقتصادي والذي بلغ نحو 7 % وفقا للتصريحات الأخيرة للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وذلك نتيجة حجم الاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية التي نجح في جذبها علي مدار العامين الماضيين والتي تجاوزت نحو 25 مليار جنيه ومن المتوقع أن يدر دخلا جديدا لميزانية الدولة لن يقل عن 15 مليار جنيه خلال السنوات الثالثة القادمة حسبما أكده الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات . وفي إطار تحليلنا لأهمية الزيارة التي قام السيد الرئيسي حسني مبارك لمشروع القرية الذكية مؤخرا وما تمثله من دعم كبير لجميع العاملين في هذا القطاع نتوقف اليوم أمام بعض ما طالب به الرئيس أثناء تجوله في القرية إذ أشار إلي أهمية استثمار مدخرات المواطنين لدي الهيئة القومية للبريد في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحقيق التنمية المنشودة من هذا القطاع وهنا نتصور أن أموال هيئة البريد يمكن استثمارها في عدة محاور أولها التوسع في البنية التحتية التي يحتاج إليها القطاع علي غرار مشاركتها في الشبكة الثالثة للتليفون المحمول كذلك يمكن استثمارها في تمويل نشر مشروعات القرية الذكية بالمحافظات خاصة في ضوء النجاح المبهر التي حققها مشروع القرية الذكية بالجيزة علاوة علي إمكانية تشجيع الصناديق المالية التي يمكنها احتضان أفكار الشباب والمشروعات الصغيرة لتتحول إلي كيانات كبيرة . ونعتقد أن ما أثاره الرئيس من ضرورة الاعتماد علي الأدوات التكنولوجية وثورة الاتصالات في مكافحة ظاهرة الأمية والقضاء عليها يجب أن يكون محل اهتمام من جميع الجهات المعنية سواء الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني فلا يعقل ونحن علي أعتاب الألفية الثالثة أن يكون لدينا أكثر من 20 % من المواطنين لا يجيدون القراءة و الكتابة وفقا للتصريحات الرسمية المنشورة - علي حين تحتفل بعض الدول بنجاحها في القضاء علي أمية التعامل مع الكمبيوتر ! وفي هذا المجال نود الإشارة إلي أهمية دعم وتطوير نجاح مشروع نشر نوادي التكنولوجيا في المحافظات والذي بدء في عام 2000 تقريبا ويستهدف إنشاء 300 مركز سنويا خاصة المحافظات خارج القاهرة الكبري والإسكندرية والتي تعاني من نقص كبير في الإمكانيات المالية والفنية المطلوبة لإقامة هذه النوادي ناهيك عن أن هذه المحافظات تحتضن النسبة الأكبر من ظاهرة الأمية وغالبية مواطنيها من الأسر محدودة الدخل. كذلك من المهم أن يكون لدينا برنامج عمل حول كيفية الاستفادة من الأدوات التكنولوجية الحديثة في معالجة مشكلة أمية القراءة وفي نفس الوقت اكتساب مهارة التعامل مع إمكانيات جهاز الكمبيوتر ويحضرني هنا ما نشاهده في بعض مقاهي الانترنت المنتشرة بالأحياء السكنية الشعبية من وجود الكثير من الأطفال والشباب سواء المتسربين من التعليم أو الذين يجهلون القراءة والكتابة وبالرغم من ذلك فهو مستخدم جيد لبعض إمكانيات جهاز الكمبيوتر وخاصة الألعاب الالكترونية والترفيه الأمر الذي يحتاج منا إعادة تأهيل مهارات هؤلاء المستخدمين بصورة علمية سليمة من خلال دورات تدريبية تسمح لهم بإيجاد مكان داخل سوق العمل.