بل 48 ساعة من القمة المصرية الإسرائيلية في شرم الشيخ وقع قع حادث علي الحدود راح ضحيته اثنان من قوات الأمن المصرية كانا مكلفين مع آخرين بحراسة خط الحدود بين مصر واسرائيل، وكان الجنديان قد تعرضا لاطلاق نار من جانب القوات الاسرائيلية التي زعمت انهما تسللا الي داخل اسرائيل لمسافة (150) مترا. وفي رواية اخري تبناها الجانب المصري ان اطلاق النار علي الجنود المصريين وقع اثناء قيامهما بدورية علي الجانب المصري وان الاسرائيليين سحبوا جثمان الشهيدين الي داخل الأراضي الاسرائيلية لدفع تهمة تعمد القتل عن القوات الاسرائيلية. ولاشك ان حوادث الحدود واردة، والتوتر الذي يخيم علي مناطق الحدود في سيناء موجود بسبب تسلل عناصر ارهابية وعمليات تهريب اسلحة ومتفجرات ومخدرات وغير ذلك من الاسباب التي قد تدعو حرس الحدود من الجانبين الي الاشتباه واطلاق النار. ولكن المثير حقا ان يقع هذا الحادث قبل ساعات من لقاء قمة كان مقررا من قبل بين الرئيسين المصري ورئيس الوزراء الاسرائيلي لأول مرة بعد توليه الوزارة وعقب عودته من واشنطن محملا بمباركة امريكية لحكومته وسياساتها وخططه احادية الجانب. وقد تكون مصادفة حقا ان يقع هذا الحادث في هذا التوقيت، ولكنها تبقي مصادفة غريبة حقا. والواقع ان زيارات المسئولين الاسرائيليين لمصر لا تلقي ترحيبا شعبيا بسبب اضطهاد اسرائيل لسكان الاراضي المحتلة من الفلسطينيين والسبب رفض حكومة اسرائيل منذ تولي شارون قبل عدة سنوات استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ورفضه قبول المبادرة العربية للسلام التي انطلقت من بيروت في عام 2003. واذا كانت الاوساط السياسية والشعبية في مصر لا ترحب بزيارة المسئولين الاسرائيليين فان حادث الحدود اثار موجة من التشاؤم وعزز الانطباع لدي المصريين بان اسرائيل تستهدف بالقتل حتي حرس الحدود المصري رغم وجود اتفاقية سلام وعلاقات بين البلدين منذ عقود وخاصة انها ليست المرة الأولي التي يقع فيها مثل هذا الحادث. ولاشك ان الحادث القي بظلاله علي المحادثات التي لم يعلن المؤتمر الصحفي عن خطوات محددة قررتها القمة الا فيما يتعلق باجراءات التحقيق في الحادث عن طريق لجنة مشتركة واتخاذ تدابير تحول دون وقوع مثل هذا الحادث مستقبلا. واستطيع القول ان موضوع المحادثات بين الجانبين المصري والاسرائيلي رغم اهميتهالشديدة ويتعلق بالموقف العام من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكيفية الخروج من أزمة التوقف والاتجاه الي العنف، رغم اهمية هذا الموضوع الا ان الرأي العام المصري لم يستطع ان يخفي مرارته من حادث الحدود الذي اكد للمصريين ان اسرائيل مستعدة للقتل دائما حتي مع وجود اتفاقية سلام، فهل كانت رسالة مقصودة ام انها مجرد واحدة من عجائب المصادفات؟