واجهنا المهندس سامح بدير المسئول عن بوابة الحكومة الالكترونية بكل المشكلات التي تواجه المشروع واسباب تأخير التنفيذ. * في عام 2002 بدأ الحديث عما يسمي بالحكومة الالكترونية في بداية عام 2006 ما الذي تحقق علي ارض الواقع خلال السنوات الاربع الماضية؟ ** بداية احب ان اوضح ان الحكومة الالكترونية هي ثقافة اكثر منها مشروع مادي ذلك ان الثقافة تبقي وتستمر اما المشروعات فلها نهاية.. وخلال تلك الفترة نجحنا في زرع اهم ثقافات الحكومة الالكترونية متمثلة في ان الحكومة تنتقل للمواطن بخدماتها المختلفة لا العكس فنحن كحكومة الكترونية نسوق لسلعة ونريد الجمهور ان يقبل عليها تماما مثل القطاع الخاص. * لكن ما الذي تحقق علي ارض الواقع؟ ** في خلال تلك الفترة استطعنا انشاء اول محافظة الكترونية الا وهي محافظة الاسكندرية وجار الآن العمل في ست محافظات منها القاهرة والسويس والجيزة وقمنا بعمل ميكنة لبطاقات التموين لتوفير مزيد من الدعم يرتد اثره علي عدد كبير من الافراد الذين يستحقون الدعم ولا يحصلون عليه.. كذلك ربط نظام بطاقة الاسرة بقواعد البيانات الاخري الخاصة بالاسرة حتي يصبح الرقم القومي التعريفي الوحيد للمواطن في جميع تعاملاته اضف لذلك نظام السجل العيني للعقارات الذي يقدم حزم خدمات للمتعاملين وادخال الثروة العقارية لدائرة الاقتصاد القومي هذا الي جانب فتح العديد من القنوات لتقديم خدمات الحكومة الالكترونية منها الانترنت والتليفون والSMS والاكشاك الالكترونية. * لكن الا تتفق معي ان المشروع لم يلق الجماهيرية المتوقعة بعد؟ ** نعم هذا صحيح لكن الامر يرجع لسببين رئيسيين اولهما مستويات التعليم والثقافة ونحن نتكلم الآن عن اكثر من 50% من الشعب المصري يعاني من الامية والسبب الثاني يتمثل في فقدان الثقة من جانب الشعب في الحكومة فالشعب المصري غير مصدق حتي الآن ان الحكومة يمكن ان تقدم له خدمة.. ولكننا بدأنا استعادة هذه الثقة مرة اخري ونحن قادرون علي تطويرها وتدعيمها. * ألا يوجد حل لتجاوز عقبة الأمية المنتشرة بين جموع افراد الشعب المصري؟ ** نحن بالفعل نحاول تخطي هذه العقبة الآن من خلال تقديم خدمات الحكومة الالكترونية عبر قنوات اتصال متعددة كالتليفون والSMS والاكشاك الالكترونية المنتشرة علي مستوي المحافظات ولا نعتمد علي الانترنت فقط.. وبدأ الناس تقبل علي خدماتنا بالفعل. * هناك من يتهم الوزارة بالتعقيد في الجانب الاعلاني لخدمات الحكومة الالكترونية.. فما رأيكم؟ ** غير صحيح.. وهذا الاتهام قام لعدم وجود اعلانات مباشرة عن خدمات الحكومة الالكترونية.. ونحن جربنا هذا النوع من الاعلام لكن تكاليفه كانت مرتفعة.. فلجأنا لعمل برنامج علي اذاعة الشباب والرياضة يقدم اسئلة عن الحكومة الالكترونية وخدماتها والفائز نقوم بتدريبه مجانا علي احد برامج الكمبيوتر.. ونقوم الآن بعمل استبيان للتعرف علي مدي معرفة الناس ما الخدمات التي تقدمها الحكومة الالكترونية والوسائل التي تمكنهم من الحصول علي هذه الخدمات. * ما الذي تقدمه الحكومة الالكترونية خلال الفترة القادمة؟ ** في الرؤية الخاصة بنا والتي صيغت عام 2002 تم الاتفاق علي انه بانتهاء عام 2007 ستقدم معظم الخدمات الحكومية بفكر وثقافة الحكومة الالكترونية وهو ان المواطن لا يتواجد بمكان الخدمة وانما يحصل عليها من اي مكان في الدولة.. والوزارة برئاسة د.احمد درويش وزير الدولة للتنمية الادارية تسعي خلال الفترة القادمة لعمل مزيد من المشروعات التي لها تأثير مباشر علي المواطن وتحسين الخدمات المقدمة بالفعل مع عمل حملة توعية اوسع واشمل لخدمات الحكومة الالكترونية وتقديم مزيد من المشاركة المجتمعية في برنامج الحكومة الالكترونية. * هل معني ذلك الاستغناء عن مئات أو آلاف العمالة الموجودة في المصالح الحكومية؟ ** بالعكس فبرنامج الحكومة الالكترونية ثبت بالدراسة انه برنامج جاذب للعمالة وليس طاردا لان تحويل هذا الكم الهائل من الاوراق الموجود في المصالح الحكومية الي بيانات الكترونية يحتاج للعمالة الموجودة.. وقد لا نحتاج لمزيد من العمالة مستقبلا لكننا سنحافظ علي العمالة الموجودة باعادة تأهيلهم للتعامل وفق آليات برنامج الحكومة الالكترونية. * وهل يقضي ذلك علي بيروقراطية الموظف الحكومي؟ ** لا شك في ذلك.. فأسلوب الحكومة الالكترونية قائم علي الفصل بين الموظف الحكومي او بمعني اصح مقدم الخدمة وطالبها واعتقد ان ذلك كفيل بالقضاء علي بيروقراطية الموظف لان ما يحدث الآن امر غير طبيعي فالمواطن غالبا ما يحصل علي الخدمة طبقا لمزاج موظف الحكومة ونحن نسعي الآن لتغيير هذا الوضع. * وما دور القطاع الخاص في مشروع الحكومة الالكترونية؟ ** جميع مشروعات الحكومة الالكترونية تم تنفيذها بواسطة شركات القطاع الخاص.. فدورنا يقتصر علي التخطيط والمشاركة في التصميم ثم المراجعة والمتابعة ومراقبة الجودة للمشروعات المنفذة. فدورنا استراتيجي ورقابي وليس تنفيذيا.. ولدينا خطة الآن بان يشارك القطاع الخاص في تقديم الخدمات مباشرة للجمهور من خلال نموذج معين نسعي للتخطيط له الآن ولكن بأسلوب وفكر الحكومة الالكترونية. * الاسكندرية هي أول محافظة الكترونية.. كيف نحقق هذا الانجاز؟ ** في يوليو 2004 تم افتتاح مشروع ميكنة اعمال حي شرق في الاسكندرية وفي هذا التاريخ وعد رئس الوزراء انه في خلال عام سيتم تحويل كل احياء الاسكندرية للعمل وفق هذا الاسلوب وصدق الوعد وذهبنا في يولية 2005 نفتتح 7 احياء مميكنة بالاسكندرية وبذا اصبحت الاسكندرية اول محافظة تسير وفق فكر الحكومة الالكترونية. * وماذا عن باقي المحافظات؟ ** نحن نعمل الآن في ست محافظات اخري منها: القاهرة والجيزة والسويس ولدينا خطة طموح للانتهاء قريبا. * متي تختفي الأوراق من دواوين الحكومة؟ ** نحن نقدم أكلة جديدة والجمهور ذاق الطعم واعجب به ونحن في تطور مستمر.. وفي تقرير الأممالمتحدة عن الاستعداد الرقمي للدول احتلت مصر الترتيب ال59 علي العالم من ضمن 200 دولة بتقدم كبير عن العام الماضي.