أثار التضارب في الاخبار حول حاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو وعبورها قناة السويس الكثير من اللغط وردود الفعل المتباينة هذا علي الرغم من إعلان الهيئة انها قامت بتشكيل لجنة خبراء من جهاز شئون البيئة ومن الهيئة نفسها لمعاينة الحاملة قبل السماح بعبورها، غير ان الاخبار تتابعت وزادت بان عبورها يشكل خطورة كبيرة لانها تحمل مواد سامة عالقة بها تقدر ب45 طنا من الاسبوستس. "الاسبوعي" اعادت طرح القضية من جميع جوانبها وسألت الخبراء والمسئولين حول مدي الخطورة الذي يمثلها عبور حاملة الطائرات الفرنسية وناقشتهم في مختلف المخاوف التي اثارتها وسائل الاعلام مؤخرا حول هذه القضية. بداية ولرفع الالتباس حول حقيقة مانشر عن عبور كليمنصو من قناة السويس اكد القبطان جلال غنيم المرشد بالقنال ان حاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو لم تمر حتي الان معلقا بأن بعض الاقلام اختلقت في رايه هذه الواقعة للتسخين وان الامر اثار بلبلة وان الاعتماد علي مصادرة رسمية لتأكيد المعلومات امر ضروري حتي لا يتم استقاؤها من غير ذوي الاختصاص والعلم علي حد تعبيره. وفي نفس الاطار نفي وزير البيئة ماجد جورج وجود اية مخاطر او مخاوف من مرور حاملة الطائرات كليمنصو مؤكدا علي وجود أجراءات رقابية مفروضة علي نقل النفايات الخطيرة باعتبار ان مصر عضو في اتفاقية بازل التي صدقت عليها 166 دولة عام 1993.وعن حقيقة وجود مخاطر قد تسببها في حالة عبورها مياه قناة السويس اكد الدكتور سعيد عبد الخالق الخبير بشئون النقل البحري علي نقطة في غاية الاهمية تقلل من حالة البلبلة والمخاوف حيث اكد ان المواد الخطرة العالقة بجسم السفينة ليس لها اي خطورة طالما كانت ذائبة في الحديد المصنوع منه السفينة ويوضح ان الخطورة تبدأ في حالة واحدة فقط وهي حالة تقطيع السفينة باستخدام الاجهزة المختلفة ولذلك فان الهند التي ستقوم لهذه المهمة لديها استعدادات هائلة للقيام بتقطيع السفينة دون حدوث ضرر بالبيئة او بالبشر القائمين علي هذه المهمة ويشرح عبد الخالق كيفية التقطيع بحيث تدخل هذه السفن في احواض خاصة ويقوم العمال بارتداء ملابس خاصة وتستخدم اجهزة خاصة لحمايتهم من اي مواد مشعة وتكون درجة الاستعداد متوازية مع درجة الاشعاع الموجودة في بدن السفينة (من ناحية اخري اوضح عبد الخالق ان وزارة البيئة لديها اجهزة ذات كفاءة عالية للكشف عن الاشعاع وقد تأكد الفنيون بالفعل من خلو السفينة من المواد المشعة الضارة وبالتالي امكانية مرور السفينة. (الشروط) يؤكد المهندس وائل صالح مدير ادارة هيئة قناة السويس علي خضوع كل السفن التي تذهب للتخريد للشروط الاقليمية والدولية التي تضمن سلامة البيئة وكذلك لابد من استيفاء كل الاوراق المطلوبة للمرور وهذا يفسر لماذا رفضت الهيئة في البداية عبور كليمنصو مياه القناة واشتراط موافقتها باستيفاء الاوراق المطلوبة والتي تؤكد سلامة الحاملة، ويضيف انه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تمر هذه السفن دون الاطلاع علي هذه الشهادات وفي نفس هذا السياق يشير محمد داود المستشار السابق بهيئة قناة السويس الي ان حماية مياه قناة السويس مؤمنة تماما من خلال اتفاقيات دولية تم توقيعها منذ نشأة القناة اهمها اتفاقية القسطنطينية الموقعة 24 اكتوبر 1882 وكذلك قانون البيئة رقم 4 لسنة 1992 كما ان هناك لائحة داخلية خاصة بالملاحة في القناة وفقا للقانون 30 لسنة 1975 والذي يحكم عمليات نقل البضائع الخطرة مثل الاسلحة والذخائر والديناميت والمواد المشعة اضافة الي نقل البضائع الأمنة (ويوضح داوود ان قناة السويس لا تمنع مرور السفن التي تحمل المواد الخطرة الا انها لابد وان تكون مؤمنة داخل صناديق خاصة كما يتم تنظيم عبور خاص بها وتوقيت معين لمرورها) كما يؤكد ايضا. ان الصداقة بين مصر وفرنسا ليست مبررا لكي تسمح مصر بمرور السفينة وهي غير مطابقة للمواصفات وان هناك العديد من السفن مرت بقناة السويس في طريقها الي الهند ودول جنوب شرق اسيا لتخريدها لكن مصر مستهدفة في لوقت الحالي بصفة دائمة وهناك الكثيرون ممن يتمنون ان تقع مصر في الخطأ ومن المحتمل ان يكون الامر محاولة لدقة اسفين بين البلدين علي حد تعبيره الرأي الاخر اما عبد المنعم الاعصر رئيس حزب الخضر وعضو مجلس الشوري فيحمل الحكومة المصرية المسئولية بانها لا توضح للمواطنين حقائق الامور بما يثير الكثير من اللبس والبلبلة حيث يؤكد الاعصر انه لا يعرف اي تفاصيل عن حقيقة كليمنصو ولماذا رفضت القناة في البداية استقبالها ثم عادت ووافقت علي عبورها بعدها بيوم واحد ذلك رغم انه عضو بمجلس الشوري علي حد تعبيره لكن الاعصر يؤكد رفض الحزب التام لاستقبال مياه قناة السويس لهذا النوع من السفن الخطرة علي البيئة وحياة المواطنين مهما كانت الشروط المطلوب استيفاؤها. ومن جهته يؤكد سمير معوض مستشار المنطقة الحرة ببورسعيد سابقا والخبير في شئون قناة السويس ان العالم كله شريك في الممر الملاحي لقناة السويس لانه مرفق تجاري دولي هام حيث ان اي ضرر سيلحق بمجري القناة سيأتي بالضرر علي كل الدول المستفيدة من هذا المجري ومن ثم فان مصر والدولة الاخري مسئولة عن حماية المجري من اي اضرار يمكن ان تلحق به نافيا من ناحية اخري ان تقوم مصر بالتساهل في مرور كليمنصو او المجازفة باي احتمال او للاضرار بالمجري الملاحي للقناة واذا قالت الهيئة انه لا ضرر من مرور هذه الناقلة فلابد لنا ان نصدقها علي حد تعبيره ويضيف معوض ان قناة السويس يمر بها سنويا ما يزيد علي 400 مليون طن من البضائع وتحرص الهيئة بشكل دائم علي التفتيش علي السفن المارة في خلال فنيين خبراء واجهزة حديثة حفاظا علي حياة المواطنين القائمين في مناطق الاسماعيلية وبورسعيد والسويس وعن رفض الهند لاستقبال السفينة يؤكد معوض ان هناك احتمالا كبيرا ان تكون الهند في انتظار ما ستسفر عنه المعاينة التي تقوم بها الحكومة المصرية علي بدن السفينة.