تحقيق - ريم عبد المعز - سهير محمد: أكد عدد كبير من العاملين في البنوك العامة أنهم سيتوجهون لصناديق الانتخابات للادلاء بأصواتهم باعتباره حق من حقوقهم يحرصون علي ممارسته، كما أكدوا تأييدهم الكامل للرئيس حسني مبارك "لأن اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش". جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه عدد من المصرفيين انهم مع التغيير حتي ولو كان فقط من أجل التغيير، ويميل معظمهم إلي "نعمان جمعة" مرشح حزب الوفد للرئاسة في حين أكد عدد من المصرفيين أنهم سيقاطعون الانتخابات لأسباب عدة منها ما هو عام ومنها ما هو شخصي. بداية يقول أكرم يحيي مدير العلاقة البنكية بادارة التمويل المصرفي ببنك القاهرة انه سيذهب للادلاء بصوته لانه من الحريصين علي ممارسة حقه الانتخابي سواء في انتخابات مجلس الشعب أو عند الاستفتاء علي تعديل المادة 76 والمشاركة السياسية حق من الحقوق التي يحرص عليها، ولابد ان يمارسها، واضاف ان تجربة الاختيار بين أكثر من مرشح جيدة والعالم كله ينظر إليها، فلابد ان تكون صورتنا أمام العالم جيدة لذلك سيذهب للانتخاب ويختار من يراه الأصلح لتولي المسئولية. ويشير إلي ان البرنامج الانتخابية للمرشحين تتسم بأنها ركيكة ومتسرعة لأن الفترة بين الاستفتاء علي التعديل وحتي الانتخابات تعد قصيرة لم تسمح لهم باعداد برامج قوية ومدعمة بالأرقام ومحددة بفترات زمنية. ويضيف قائلا: إن المرشحين يفتقدون للشعبية بحكم ان أحزابهم محدودة وغير معروفة وبالتالي يفتقرون إلي القدرة علي اقناع الشعب ببرامجهم الانتخابية، كما انهم ليس لهم وجود يذكر في مجلس الشعب وليست لهم آراء واضحة فمعظمهم يرفض التصويت عند اتخاذ أي قرار بالاضافة لافتقارهم إلي الثقل السياسي داخليا وخارجيا فهم مازالوا في مرحلة التجريب، أما مبارك ففترة حكمه أهلته لأن يكون لديه بعد سياسي وقدرة علي إدارة الشئون الداخلية والخارجية لذلك فهو أصلح المرشحين. ويشير إلي أن التغيير يحمل في طياته نسبة عالية من المخاطرة حيث توجد مخاطرة في التغيير في حد ذاته، ومخاطرة إذا كان التغيير الشخصي غير مناسب، وغير قادر علي تحمل المسئولية ويري يحيي ان التغيير سيؤثر علي القطاع المصرفي ككل حيث ان هناك علاقة وثيقة بين السياسة والاقتصاد والبنوك فعندما يكون هناك تغيير في الرئاسة فإن المستثمرين يترقبون حتي تمر فترة كافية تمكنهم من الحكم علي أداء الرئيس الجديد وقدرته علي احداث استقرار سياسي، وهذا بدوره يساعد علي حدوث حالة ركود في السوق وينعكس علي الجهاز المصرفي الذي يتوقف عن تمويل المشروعات الاستثمارية، وبالتالي لا يحقق أرباحاً. ويضيف قائلا ان التغيير لابد وان يحدث في فترة ما ولكن لابد ان يقدم الرئيس الجديد فكرا جديدا ومختلفا وان يكون لديه ثقل سياسي علي المستوي الداخلي والخارجي. وتقول سامية توفيق موظفة بقطاع الائتمان بنك القاهرة انها ستنتخب مبارك لأنه افضل المرشحين وأقواهم في حين ان برامج المرشحين الآخرين ضعيفة، ولا تزد علي مجرد كونها وعوداً وكلاماً فقط، ولا يوجد أي تناسب بينهم وبين مرشح الحزب الوطني. أما أحمد صالح مراقب التمويل المصرفي ببنك القاهرة فيؤكد أنه سيدلي بصوته لأن هذه هي المرة الأولي التي سيكون أمامه فرصة للاختيار بين أكثر من مرشح. ويشير إلي أن تجربة الاختيار بين أكثر من مرشح افضل كثيرا من الاستفتاء علي شخص واحد، حيث أصبحت هناك تعددية وتنافس بين أكثر من مرشح، وهذا كله في صالح المواطن العادي حيث ان كل مرشح يحاول تقديم أفضل ما لديه لكي يفوز بالرئاسة. ويضيف قائلا ان هناك بعض المرشحين قاموا بتقديم برامج قوية ويمكنهم تحمل مسئولية حكم مصر مثل أيمن نور، ود.نعمان جمعة حيث ان حزب الوفد قديم وله قاعدة شعبية كبيرة، ولكنه علي الرغم من ذلك لا يتوقع فوز أي منهما، لأنهما لا يرتقيان لمستوي مبارك من حيث الخبرة السياسية والوعي والقدرة علي ادارة الأمور داخليا وخارجيا، بالاضافة إلي أن فكره متطور وليس متحجراً. فخلال السنوات الأخيرة حدثت طفرة في البنوك العامة من ناحية الخدمة والادارة والنظام وأعطاها قدرا كبيرا من الحرية مقارنة بالماضي، حيث كان الروتين الحكومي مسيطرا علي كل شئ في هذه البنوك، كما عمل علي زيادة أجور العاملين فيها خلال السنوات العشر الماضية وزادت بصورة أكبر هذا العام لذلك فهو يتوقع فوز مبارك بفترة رئاسية قادمة. تجربة جديدة ويقول مدحت زكريا مدير عام قطاع الائتمان والتسويق المصرفي ببنك الاسكندرية ان ذهابه للانتخاب أمر مؤكد لأن تجربة الاختيار بين اكثر من مرشح لم تحدث في مصر منذ 7 آلاف سنة، وهي تمثل نقلة شديدة للديمقراطية الحقيقية حتي ولو لم تحقق هذه المحاولة الغرض المطلوب منها، إلا انها تجربة سخية لابد ان تفخر الأجيال القادمة بها.