أكد محمد العرابي سفير مصر في ألمانيا أن هناك مفاوضات بين المسئولين في ألمانيا ونظرائهم في مصر لتصدير الغاز الطبيعي المسال المصري إلي ألمانيا، وذلك بعد بدء العمليات التجريبية لتصدير الغاز المسال من ميناء دمياط إلي بعض الدول في أوروبا مثل أسبانيا بالإضافة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال العرابي في حواره مع "العالم اليوم" بمقر السفارة المصرية في برلين إن هناك جهوداً واتصالات مع جميع الهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع الألماني لدفع حركة التبادل التجاري والاقتصادي بين الدولتين.. مؤكداً أن الدبلوماسية لم تعد تقتصر علي الجهود السياسية والعلاقات الخارجية ولكن أصبح من الضروري أن تشمل أعمالها جميع مجالات التعاون سواء السياسي أو الاقتصادي أو التجاري وحتي السياحة والثقافة بمجالاتها المختلفة. وأوضح العرابي أن العلاقات المصرية الألمانية التي تتمتع بخصوصيات وميزات نسبية كان نتيجتها وصول حجم التدفقات السياحية الألمانية إلي 900 ألف سائح العام الماضي أمضوا عشرة ملايين ليلة سياحية. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد كما قال السفير محمد العرابي بل لأول مرة يصل حجم التبادل التجاري إلي 2 مليار يورو منها 500 مليون يورو صادرات مصرية تتمثل في الخضراوات والفواكه الطازجة والأقطان والمنسوجات مقابل 5.1 مليار يورو صادرات ألمانية إلي مصر، مشيراً إلي أن حجم الصادرات الألمانية لا يمثل قلقاً للجانب المصري علي اعتبار أن الجانب الأكبر منه عبارة عن معدات رأسمالية تحتاجها المشروعات الاستثمارية في مصر، كما أن هناك توقعات بزيادة هذا المبلغ إلي الضعف نهاية العام الجاري. وحول التعاون المصري الألماني في الفترة القادمة أكد السفير المصري في ألمانيا أن المعلومات التي تلقتها السفارة تشير إلي عزم عدد من الشركات الألمانية العاملة في مصر زيادة استثماراتها خلال الفترة القادمة مثل قطاع الاتصالات حيث قررت شركة "سيمنز" العاملة في مجال الاتصالات في ألمانيا ضخ استثمارات جديدة في مصر لم تحدد قيمتها كما أن هناك شركات تعمل الآن في مجال تنمية الساحل الشمالي مثل "تيوي" التي رصدت ما يقرب من 600 مليون جنيه لإقامة أضخم مشروع سياحي بالمنطقة، بالإضافة إلي شركات أخري مستثمرة في عدة مناطق سياحية أخري وعلي رأسها توماس كوك "نيكرمان" وريفاتورسيتك وفونيك، أما عن الاستثمارات الألمانية المباشرة في مصر فأشار السفير إلي أن ألمانيا تشارك في حوالي 295 مشروعاً بمصر وتبلغ قيمة المشاركة الألمانية في مختلف المشروعات الاستثمارية داخل مصر حوالي مليار جنيه. وأكد السفير ضرورة استغلال العلاقات المصرية الألمانية علي اعتبار أن ألمانيا تولي اهتماماً خاصاً بعلاقاتها مع مصر في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلي أن ألمانيا من الدول الأوروبية التي لم تقدم علي إصدار تحذيرات بشأن سفر مواطنيها إلي مصر عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها القاهرة ولذا فان التعاون معها أصبح ضرورة.. وقال إنه لا يترك أية فرصة تتاح له من أية جهة ألمانية إلا واستثمرها في الدعاية لمصر ودلل علي ذلك بقوله إن هناك طفلاً ألمانياً في السنة الخامسة من المرحلة الابتدائية بعث برسالة إلي السفير المصري مدوناً بها رقم تليفونه.. وقال هل ممكن للسفير المصري ان يحضر مناقشة بحث عن مصر لطالب في السنة الخامسة؟ وعلي الفور قمت بالاتصال بالطفل فإذا به يفاجأ ويرتبك ثم يترك سماعة التليفون لأحد أقاربه ثم قمت بالاتصال بإدارة المدرسة التي يدرس بها الطفل وأبلغتهم بموافقتي علي الحضور بصحبة زوجتي.. وبعد مناقشة البحث حصل الطفل علي تقدير امتياز ثم قدمت له هدية مصرية مكافأة له كان لها مفعول السحر عنده وعند زملائه. وقال السفير عن رواية أخري إنني دعيت لإلقاء محاضرة لطلاب في إحدي الولايات الألمانية عن الحضارة المصرية بحضور عمدة الولاية ورئيس الوزراء وأعضاء البرلمان الألماني في هذه الولاية.. وكانت المفاجأة عندما وجهت سؤلاً عمن زار مصر من قبل فكانت المفاجأة أن هناك طالبة تبلغ من العمر ما يقرب من 18 عاماً قالت إنني ذهبت إلي مصر عشر مرات ولم أذهب إلي برلين عاصمة ألمانيا ولا أعرف شيئاً عنها فما كان من السفير إلا أن قام بدعوتها لقضاء أسبوع مع أسرته في العاصمة برلين وتنظيم برنامج سياحي لها في أشهر معالم برلين ومعرض توت عنخ آمون في العاصمة.. فعادت هذه الطالبة إلي المدرسة بشعور وانطباع مختلف تماماً عن شعورها قبل دعوتها وكانت خير سفير لمصر في المدرسة. لكن الأهم من ذلك والكلام مازال للسفير المصري في إطار استغلال الجهود الدبلوماسية في الدعاية لمصر فقد تضمن مبني السفارة الجديد في برلين قاعة لعرض الفنون التشكيلية ليس فقط للفنانين المصريين بل للعرب والأجانب والألمان أنفسهم، مشيراً إلي أن السفارة ستستضيف معرضاً لمجموعة من الفنانين العراقيين في 24 من الشهر الجاري. وقال إن نسبة الحضور في المعرض تصل إلي 300 شخص شهرياً، كما أن هناك أكثر من 18 طلباً لإقامة معارض بمقر السفارة المصرية لم يحدد موعدهم بعد، وأشار السفير محمد العرابي إلي أن هناك تواجداً ثقافياً مصرياً في ألمانيا ويكفي أن معرض توت عنخ آمون الذي افتتحه الرئيس مبارك والمستشار الألماني جيراهارد شرودر العام الماضي في بون زاره أكثر من 900 ألف زائر في ستة أشهر فقط وذكر السفير أن نقابة الصحفيين الألمان قامت لأول مرة في ألمانيا باختيار السفارة المصرية كأول سفارة لزرع شجرة السلام بها نظراً للدور الذي تقوم به السفارة في جميع المجالات المختلفة في ألمانيا. وحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قال السفير إنه من الخطأ أن نتصور أن ألمانيا من الممكن أن تتخلي عن إسرائيل فهي مازالت تشعر بعقدة الذنب تجاه الهلوكوست "اليهود الإسرائيليين" ومع ذلك فاننا لا نعارض هذا الاتجاه لكن في المقابل لابد من دعم الفلسطينيين لأنهم كانوا أيضاً مسئولين عن عقدة وأزمة الشعب الفلسطيني في الحرب العالمية الأولي والثانية ولذلك فان ألمانيا عضو أصيل في أزمة الشرق الأوسط ولا يجب أن يتنكروا من إقامة الدولة الفلسطينية وأن عليهم أن يقوموا بدور حيوي لدعم الشعب الفلسطيني.. وهذا ما نؤكد عليه دائماً كسفراء عرب في كل لقاءاتنا الرسمية وغير الرسمية أيضاً في ألمانيا. وأكد السفير محمد العرابي أنه تم اختيار ألمانيا كضيف شرف في الدورة القادمة لمعرض القاهرة الدولي "2006" كما تم اختيار مصر ضيف شرف في الملتقي الاقتصادي العربي الألماني الذي سيعقد خلال النصف الثاني من الشهر الجاري وهو ما يؤكد عمق وقوة العلاقة بين البلدين وأن هناك تحدياً كبيراً لتعلية سقف العلاقات التجارية وجميع أوجه التعاون بين مصر وألمانيا خلال المرحلة القادمة كما أن العلاقات السياسية أكثر من ممتازة بدليل أن الرئيس مبارك زار ألمانيا ثلاث مرات العام الماضي مشيراً إلي أن ألمانيا تعد أهم بلاد المعارض في العالم حيث تستفيد مادياً منها كما تعتبرها إحدي دعائم الاقتصاد. وأشاد السفير بالمشاركة القوية والمميزة لمصر في بورصة السياحة الدولية ببرلين والتي يكون لها أثر إيجابي كبير في زيادة التدفقات السياحية لمصر، موضحاً أننا ندرس خلال الأيام القادمة إقامة معرض كبير عن صلاح الدين الأيوبي في ألمانيا ليكون أهم حدث ثقافي مصري في ألمانيا.