أكتب إليكم من بقعة جميلة ورائعة من أرض البلقان جنة الله الأرضية فى أوروبا الشرقية سلوفاكيا التى انفصلت عن التشكيك فى الأول من يناير 1993 نحن الآن فى براتيسلافا العاصمة السلوفاكية، حيث استغرقت الرحلة ما يقرب من 10 ساعات سفر لعدم وجود طيران مباشر بين العاصمتين السلوفاكية والمصرية، وبسبب ذلك اضطررنا إلى السفر إلى ميونخ، ومنها إلى فيينا ثم بالسيارة إلى براتيسلافا وفى السفارة المصرية هناك استقبلنا السفير حسن الليثى وهو دبلوماسى مخضرم يعشق أرض البلقان. وقد كان مهتما بالأساس بالعلاقات الاقتصادية وهو أمر جديد لنا، حيث تزخر أوروبا الشرقية بالخيرات الوفيرة وقد بدأ السفير الليثى حديثه معنا قائلا: إن العلاقة بين مصر وسلوفاكيا تشهد نشاطا مكثفا، حيث من المتوقع أن يقوم وزير الاقتصاد السلوفاكى بزيارة مصر خلال الخريف القادم، كما يقوم المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بزيارة براتيسلافا قبل نهاية العام الحالى. ولفت إلى وجود إمكانيات كبيرة للتعاون بين البلدين موضحا أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ 80 مليون دولار خلال العام الماضى، حيث بلغت قيمة الصادرات السلوفاكية لمصر نحو 50 مليون دولار مقابل 30 مليون دولار من الصادرات المصرية لسلوفاكيا، مشيرا إلى أن هذه الأرقام أقل بكثير من الإمكانات التى يمتلكها البلدان اللتان يمتلكان الكثير من نقاط التميز. فى مجال السياحة، حيث تمتلك سلوفاكيا المعرفة والخبرة فى مجال السياحة العلاجية، فيما تمتلك مصر المعرفة فى صناعة السياحة، مضيفا أنه خلال شهرين سيتم الانتهاء من صياغة مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون فى هذا المجال، خاصة بعد زيارة زهير جرانة وزير السياحة للبلاد فى يناير الماضى خلال المعرض السياحى الذى كانت مصر ضيف الشرف فيه وحصلت على الجائزة الأولى به. وأضاف أنه من المنتظر أن تشهد الفترة القادمة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية التى من شأنها تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات ومنع التزاوج الضريبى، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا مع سفير سلوفاكيا فى مصر السيد بيتر جولدوش على بحث إقامة مجلس رجال أعمال مصرى – سلوفاكى، وتحدد رجال الأعمال المهتمين بهذه الأمور والقادرين على تنشيط مثل هذا المنتدى وجذب المزيد. وألقى السفير حسن الليثى بالضوء على الإمكانات الاستثمارية الأخرى التى تمتلكها سلوفاكيا والتى تعد الدولة الأولى على العالم فى إنتاج السيارات لعدد السكان، حيث بلغ حجم الإنتاج إلى 107 آلاف سيارة لكل ألف مواطن العام الماضى مقابل 67 ألف سيارة لكل ألف مواطن فى ألمانيا. وأشار إلى وجود العديد من مصانع السيارات العالمية التى تعمل فى سلوفاكيا من مثل كيا وسكودا وفولكس فاجن وبيجو، مضيفا أن أكثر من 50 شركة كورية قامت بضخ استثمارات كبيرة فى مجال الصناعة المغذية للسيارات الذى تمتلك فيه مصر باعا لا بأس به، مما يؤلها للتعاون مع سلوفاكيا فى هذا المجال. صرح السفير محمد العرابى مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية، بأنه سيمثل مصر فى القمة الصناعية المقرر عقدها فى إيطاليا فى يونيه المقبل بعد دعوتها للمشاركة به مع الدول الثمانى الصناعية الكبرى والدول الخمس الأسرع نموا (الهند- الصين - المكسيك – البرازيل – جنوب إفريقيا)، مما يعكس التميز الفريد لدور مصر الرائد فى منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن وزير الكهرباء حسن يونس ووزير البترول سامح فهمى، قاما بزيارة إيطاليا هذا الأسبوع لعقد المباحثات التحضيرية للقمة. وقال العرابى – الموجود فى العاصمة السلوفاكية حاليا فى إطار متابعات لسفارات مصر فى منطقة البلقان – إن العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول شرق أوروبا تعتمد على البعد التاريخى إلى الجانب استفادتنا من الخبرة التقنية التى تتمتع بها هذه الدول بحكم أن أغلبها كانت ضمن الاتحاد السوفيتى السابق، فيما اعتمدت مصر على دول غرب أوروبا فى تحقيق التنمية والاستفادة من خبرتها الصناعية من خلال شراكة متبادلة الأطراف. وأكد العرابى فى لقاء بمجموعة من الصحفيين المصريين بمقر السفارة المصرية بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا، أن زيارته لسفارة مصر فى منطقة البلقان تأتى فى إطار مهمة تحمل تقديم العون واستشعار احتياجات البعثات المصرية إضافة إلى تعزيز العلاقات المصرية مع هذه الدول فى شتى المجالات، مشيرا إلى أنه وجد نشاطات مكثفة تقوم بها السفارة المصرية فى سلوفاكيا على الصعيدين الاقتصادى والثقافى تساهم بشكل كبير فى تعزيز التعاون بين البلدين. وأكد العرابى أن علاقة مصر بدول أوروبا الشرقية تجددت، حيث أصبح لها اقتصاد قوى بعد انفصالها عن التكتلات التى كانت تحكم المنطقة فى الماضى، ممثلا على ذلك بدولة مثل بولندا التى تسجل نموا اقتصاديا سريعا، وأيضا التشيك والمجر. وأوضح العرابى أن مصر فى علاقتها الاقتصادية بهذه الدول تركز على قطاع الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن مدينة شرم الشيخ ستشهد الشهر المقبل أول اجتماع من نوعه للتمهيد لإعلان منظمة دولية للطاقة المتجددة تضم 78 دولة من مختلف أنحاء العالم، ستكون على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ومن بين أهدافها القيام بالأبحاث اللازمة وإقامة المشاريع فى هذا المجال. ولفت مساعد وزير الخارجية إلى أن مصر لديها إمكانات كثيرة فى مجال الطاقة المتجددة من شمس ورياح، لكنها لم تستطع الاستفادة منها بالشكل الكافى بعد، متوقعا أن تصبح مصر وأغلب دول شمال أفريقيا المصدر الرئيسى لتصدير الكهرباء لأوروبا فى المستقبل باستخدام الطاقة المتجددة ومشددا على ضرورة تكاتف العالم لدفع العجلة فى هذا القطاع فى ظل التوقعات بنفاذ النفط. وتوقع العرابى أن تعطى خريطة الاستثمارات لدول أوروبا، وخاصة الشرقية نظرة تفضيلية لمصر على المدى المتوسط، حيث إن الأزمة المالية العالمية جعلت الجميع يبحث عن مناطق آمنة للاستثمار وهو ما تقدمه مصر من ودائع خاصة وحكومية مضمونة من جانب الدولة، ونظام مصرفى قوى. وقال إن مصر دولة "لديها صك الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى" بشهادة العالم، موضحا أن مناخ الاستثمار من قبل بداية الأزمة العالمية كان "جيدا جدا". وفى هذا الصدد وصف العرابى الأزمة المالية بأنها "غير مسبوقة" مما قد يستغرق وقت طويل للتكيف مع الوضع الجديد وإعادة ترتيب الأوراق والسياسات، متوقعا أن يبدأ الوضع فى التحسن خلال النصف الثانى من عام 2010، فيما تأتى القمة الاقتصادية العربية الأولى التى عقدت فى الكويت، كبداية جيدة لتشجيع الاقتصاد بين الدول العربية وبعضها بعضا، فى إشارة إلى اجتماع سيعقد فى 24 يونيه القادم فى مقر الأممالمتحدة لمناقشة تداعيات الأزمة المالية العالمية. وردا على سؤال من الوفد الصحفى المصرى حول مشاركة مصر فى خط أنابيب نابوكو الذى ينقل الغاز من دول آسيا الوسطى إلى وسط أوروبا، أكد العرابى أنه مشروع طموح لكنه لا يزال يواجه العديد من المصاعب فى التمويل، موضحا أن دور مصر سيكون تغذية هذا الخط بالغاز فى حال توصيله بخط الغاز العربى. وفيما يخص الجالية المصرية الموجودة فى سلوفاكيا أشار السفير إلى أن الأعداد المسجلة لدى السفارة لا تتجاوز المائة مصرى أغلبها يعمل فى وظائف جيدة ويتمتعون بحياة مستقرة، حيث تقدم الحكومة السلوفاكية كافة التسهيلات والضمانات للمواطن العربى خاصة المصرى، مشيرا إلى أن السفارة تجتمع مع الجالية المصرية مرتين سنويا ليعرفوا أن لديهم مكانا يلجئون إليه وقتما يشاءون ويساعدهم على حل مشاكلهم وفقا للقانون. وأضاف الليثى أن الوجود الثقافى المصرى قوى فى سلوفاكيا، حيث تعد مصر المقصد الأول للمواطنين السلوفاكيين المسافرين بالطائرات حيث بلغ عددهم العام الماضى 143 ألف سائح – ما نسبته 2.5% من إجمالى عدد سكان البلد – تليها اليونان بحوالى 140 ألف سائح، فيما تأتى كرواتيا فى المقدمة من حيث عدد السياح المسافرين بالسيارات.