سنة كاملة مرت علي ثورة 25 يناير.. سنة كاملة مرت ولم يتحقق من مطالب الثورة سوي خلع الحاكم وإجراء انتخابات برلمانية، رفعت الثورة شعارات (حرية.. كرامة انسانية.. عدالة اجتماعية) ولايزال حق المواطن المصري غائبا في حياة كريمة وإزالة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين طبقات المجتمع وتوفير معاملة عادلة وتوزيع عادل لخيرات البلد علي أفراد المجتمع. وقد استخدم النظام السابق كل أساليب القهر للتقليل من شأن المواطن المصري حتي في أبسط الأشياء، وتفننه في جعل هذا المواطن يتذوق كل أنواع الاهانة والتعذيب سواء في السجون أو في الحياة العامة لسنوات طويلة، ورغم ذلك لم يستطع هذا النظام محو تلك الأسس من طموحاته وأحلامه، فرفع في الثورة قائمة مطالبه عاليا.. والآن وبعد مرور سنة علي ثورتنا المجيد لاتزال كرامة المواطن المصري مهانه. لابد أن تعمل الحكومة لصالح الناس وتقديم خدمة حقيقية لهم في جميع المجالات وخاصة العناية الصحية الجيدة. هكذا تحدث «حافظ أبو سعدة» ناشط حقوقي رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حيث أكد أهمية تحقيق مطالب الناس، فهي سياسات لابد أن تنفذ وأيضا الحق في محاكمات عادلة ومنصفة لكل من ظلموا وأفسدوا وبشكل عام تحويل هذه الشعارات الذي نادي بها ثوار 25 يناير إلي سياسات تتحقق بصدق وبسرعة أمام البرلمان. أما «مروة» فاروق» ناشطة سياسية وعضو بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، فتري أن الكرامة الإنسانية لن ترد إلي المواطن المصري إلا في حالة حل المشكلة الطبقية.. فالكرامة الانسانية ليست مجرد مطلب من مطالب الثورة بل هي جوهر الثورة، فهي مرتبطة بكل شيء حتي «بلقمة العيش» ثم حياة نظيفة وسكن وفرص عمل وتيسير الزواج للشباب، وهي مرتبطة بجميع الاحتياجات الرئيسية لكل الناس، ولكي تتحقق الكرامة للمواطن المصري لابد أن نهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية. فهي المخرج الوحيد وهي البداية التي ستنقلنا لتحقيق الكرامة، فهي دائرة مغلقة تبدأ بالعدالة الاجتماعية علي مستوي القانون والمطالب المالية والاجتماعية وتحقيق حد اقصي وحد أدني للاجور، وتحقيق العدالة الاجتماعية في الانظمة والمؤسسات الخاصة والحكومية أو النقابات وفي النظام الاقتصادي كله. وتحويله من نظام اقتصادي مبني علي خدمة رجال الأعمال إلي نظام اقتصادي يخدم الايدي العاملة واحتياجات الناس وأن تتجه ميزانية الدولة لخدمة تنمية البشر.. ولو تحقق هذا سوف تتحقق الكرامة الإنسانية تلقائيا. أما «نجاد البرعي» ناشط حقوقي وسياسي فيري أن الحل في الديمقراطية فكلما اتسعت دائرة الديمقراطية احتفظنا بكرامتنا. وكلما انتشرت المساواة والعدل والحرية بمضمونها الشامل للرأي والتعبير وحرية العمل. كلما استطعنا استرداد كرامتنا المسلوبة منا لأعوام. «أيفيت صموئيل» ناشطة حقوقية لها وجهة نظر أخري . فالكرامة الإنسانية للمواطن المصري قد تحققت بالفعل.. حيث انتزع هو كرامته عندما كسر حاجز الخوف وخرج ليثور. والكرامة لكي تتحقق بشكل كامل تحتاج لشقين: شق مادي: وهو شق يحتاج لبعض الوقت لكي يتحقق ولكي تزيل نظام مؤسسي وتستبدله بآخر، أما الشق المعنوي فهو يتمثل في قدرة الشعب المصري علي التصدي لكل الحركات التشويهية والتخوينية، وكلما قلصنا الفجوات الموجودة بيننا كان افضل لنجتمع معا ضد أي مخرب، وأن تتم محاكمة كل من له يد في تخويف وترويع المواطن، وهذا بالفعل عمل القائمين علي شئون البلد ، وأن يتم اتخاذ قرارات مبنية علي وعي حقيقي وأن يتوافر لكل مواطن فرصته في معرفة ما يريد بشفافية وأن يقوم اختياره عن دراسة ووعي.