ضمن سلسلة حوار التحرير التى تنظمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة دارت حلقة لقاء الثلاثاء أمس حول تحديات المرحلة الانتقالة التى تخوضها مصر الآن على طريق التحول الديمقراطى .. شارك فى النقاش الدكتور عمرو الشوبكى مدير تحرير مجلة أحوال مصرية والباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام والدكتور سامر سليمان أستاذ الاقتصاد السياسى والخبير إبراهيم العيسوى، مستشار معهد التطيط القومى والدكتورة نيفين مسعد الباحثة فى العلوم السياسية. ذكر الدكتور عمرو الشوبكى أنه رغم صعوبة التحديات التى تواجهنا الآن فى المرحلة الانتقالية من حيث الانتقال المتعسر نحو التحول الديمقراطى إلا أننى متفاءل لأن تجارب التحول المتأخر نحو الديمقراطية فى الكثير من الدول لم تستأصل النظام القديم بأكلمه على طريقة الثورة الفرنسية أو البلشفية فى روسيا والتى قامت على تفكيك كل أركان النظام السابق لكن فى الواقع المصرى لم تكن هناك إمكانية لهذا وذلك رغم عبقرية الثورة المصرية التى خرج فيها فى أحد أيامها نحو 12مليون مواطن وهو رقم قياسى عالمى لم يتحقق فى أى ثورة من ثورات البشر على مر العصور فالثورة الإيرانية مثلاً التى لم يكن لها نظير فى حجمها الشعبى كان عدد من خرجوا فيها نحو 6 مليون فقط أما الثورة المصرية فقد كسرت كل التقديرات ورغم البداية المثالية للثورة إلا أن هناك قدر من الصعوبات والتحديات الخاصة بمرحلة التحول الديمقراطى لكن هذا أمر طبيعى وهذا الصعوبات تتعلق بداية بمدى الاتفاق حول التعديلات الدستورية وما شابها من بعض العيوب أيضاً قانون الأحزاب الجديد خاصة فيما يتعلق بشرط العضوية فى تأسيس الأحزاب ولكن رغم ذلك أرى أنه بمزيد من الجهد والانتشار يمكن تكوين ال5 آلاف عضو وأنا أدعو أن ينسحب هذا الشرط على الأحزاب القديمة وهذا معناه أنه ربما يتم إلعاء نحو 18 حزبا منها. ويقول إبراهيم العيسوى: الوضع الآن مقلق للغاية وبدأ القلق من مسألة التعديلات الدستورية فالحوار حولها لم يأخذ العمق الكافى كما صارت هذه التعديلات مصدراً للتأويل من جماعات المصالح مثل الجماعات الدينية التى اعتبرتها واجباً شرعياً أيضاً هناك حالة من التسرع فى صياغة ووضع القوانين الجديدة مثل قانون منع الاضرابات وقانون الأحزاب الجديد ولذلك ما نراه الآن هو أقرب للترميمات فى النظام القديم أيضا ستحدث مشكلة أخرى من الاضطراب وعدم الاستقرار السياسى فما لزوم هذا الاجهاد فى إهدار الطاقة فى ثلاث انتخابات فى مجلسى البرلمان ثم فى انتخابات الرئاسة حيث أنه بعد كل ذلك سنجد أنفسنا فى حاجة لدستور جديد حيث سنقوم بوضع هيئة تأسيسية له ثم نجد أنفسنا فى مأزق وهو هل سنستقر على الجمهورية الرئاسية أم البرلمانية بل أننا قد نحل البرلمان مرة أخرى وربما نلغى مجلس الشورى ولذلك كان الأولى أن نأخذ مرحلة اوسع فى التفكير وننشىء مجلس رئاسى يدير البلد حتى نستقر على شكل نظام الحكم, أيضاً هذه الثورة تبلورت حول شعارين أساسين وهما شعار : تغيير، حرية، عدالة، اجتماعية وشعار: عيش، خبز، كرامة إنسانية أى ان المطلب لم يكن مطلباً سياسياً بحتاً والديمقراطية لم تكن مطلوبة لذاتها وإنما كانت وسيلة لبلوغ هذه الأهداف أيضاً الشىء المقلق الآخر هو تصريح الدكتور عصام شرف والدكتور سمير رضوان بأنه لا خروج ولا رجوع عن سياسة الاقتصاد الحر فإذا كانت الثورة قد قامت لكى تحقق العدالة التى لم تتحقق فى ظل هذا النظام فما معنى بقاءه وما ضوابط عدم إخلاله بالعدالة الاجتماعية مرة أخرى إذن هناك حزمة من الاجراءات التى ينبغى أن تؤخذ فى الحسبان فى هذه المرحلة وهى أنه من الضرورى وضع برنامج واضح المعالم ومتعدد المراحل للتعامل مع المشكلات الفئوية ووضع حد أدنى للأجور وزيادة موارد الدولة ووقف الممارسات الاحتكارية وإنهاء برنامج الخصخصة ومراعاة التخطيط القومى الشامل وللأسف عنصر التخطيط تم اهماله فى العهد السابق وكانت النتيجة هى ما رأيناه. أما الدكتورة نيفين مسعد، فتقول: الطرف الأضعف فى المعادلة السياسية الآن هو الطرف المدنى المتمثل فى الأحزاب والقوى الاجتماعية الأخرى أما القوى الدينية فهى منظمة جدا .. الثورات لا تعرف الاستقرار ومن المقلق حتى الآن أن هناك أصوات كثيرة طالبت بإلغاء مجلس الشورى وتحديد صلاحيات رئيس الجمهورية فقيل أن تحديد هذه الصلاحيات ستنقلنا للنظام البرلمانى مع أنه كان يمكن تحديد الصلاحيات مع الاحتفاظ بالنظام الرئاسى مثل النظام الفرنسى ، أيضاً قانون الأحزاب فيه ثغرات كثيرة فإذا كان لا يمكن تأسيس الأحزاب على أساس دينى فكيف يمكن السماح للحزب بالتأسيس على مرجعية دينية أى كيف سيكون الفصل بين ما هو سياسى مدنى وما هو دينى وهذا الكلام ينطبق على حزب الإخوان على كل حال هناك حالة إحباط فى التحول الديمقراطى فى مصر. أما الدكتور سامر سليمان باحث متخصص فى الاقتصاد السياسى وعضو مؤسس بحزب مصر العربى الديمقراطى فيقول: هناك حالة من عدم الرضا على المرحلة الانتقالية الحالية وواضح جداً أن الحالة الثورية "تعبت شوية" وأن فكرة ميدان التحرير موجود وممكن نرجع له فى أى وقت كانت فكرة خاطئة ولذلك المطلوب الآن من الشعب أن يكون يقظاً ومن المفروض أن ينضم كل مواطن مصرى لحزب سياسيى حتى نضمن حياة سياسية سليمة والآن هناك حالة بالفعل من الاقبال ويبدو أن الثورة قد فتحت شهية الناس للمشاركة السياسية فنحن بمجرد أن أعلنا عن حزب مدنى سياسى وجدنا آلاف الناس يسعون للمشاركة ولكن التحدى الذى يواجهه هذه الأحزاب بشكل عام هو فى عنصر التنظيم وتحدى آخر متعلق بفلسفة الحزب التى يجب أن تقوم على دعامتين هما الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.