مع قرب انتخابات مجلس الشعب القادمة تزداد سخونة المرشحين في الدوائر بين تقديم المنح والعطايا لأهالي الدائرة في شكل هدايا وخدمات وهي في الحقيقة رشاوي انتخابية لتأييدهم بداية من إقامة موائد إفطار في شهر رمضان الماضي وتوزيع شنط تحتوي علي سلع تموينية في شكل مساعدات إنسانية للأسر الفقيرة وإقامة شوادر لبيع اللحوم الحمراء بأسعار تترواح بين 33 و35 جنيها للكيلو علي المزارعين واستخراج قرارات علاج علي نفقة الدولة وانتهاء بتوزيع الحشيش علي الناخبين. يمتلك بعض أعضاء مجلس الشعب خاصة القدامي منهم وسائل متعددة في الضغط علي وزراء معينين واستقطاع جزء من الميزانية العامة لإنشاء بعض المشروعات لأهالي الدائرة كإنشاء «كباري» واستكمال مشاريع صرف صحي وتوصيل مياه شرب نقية أو كهرباء للمناطق المحرومة.. ففي محافظة المنيا استطاعت إحدي المرشحات عن الحزب الوطني، بالتعاون مع أحد قيادات الحزب بتوزيع الحديد علي بعض أهالي الدائرة لاستكمال منازلهم تحت الإنشاء وإقامة مساجد لكسب أصوات الدائرة. ندوات وحلقات يصف حسنين سيد برعي مدير جمعية مصر والحضارات والسلام بالسيدة زينب، التي تعمل في مجال رصد ومراقبة الانتخابات المحلية، الوضع في دائرته قائلاً إن الصراع علي كسب أصوات الناخبين في دائرة مصر القديمة بدأ يشتد بين التيارات السياسية المختلفة حيث يقوم الحزب الوطني بتنظيم رحلات مجانية، في المقابل يعقد الإخوان ندوات وحلقات في المسجد لتعليم القرآن دون مقابل.. وأوضح برعي أن الإخوان في مصر القديمة استخدموا في الانتخابات السابقة لمجلس الشعب كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لكسب الأصوات بداية من عمل مبالغ مالية شهرية للمحتاجين لاستغلالهم وحتي تقديم مخدر الحشيش رشوة لضمان أصوات البلطجية وأصحاب المزاج.. وكشف حسنين برعي عن صفقة تمت بين أحد النواب عن الدائرة وأحد مشايخ الشياخات في الدائرة لكسب أصوات الناخبين لديه مقابل 120 ألف جنيه صباح يوم التصويت.. ويضيف حسنين أن أحد مرشحي الحزب الوطني قام باستغلال أحد الشوادر التي تقيمها محافظة القاهرة لبيع اللحوم بأسعار مخفضة في الترويج له وكتابة الأمانة التابع لها وهي تؤيده في شكل استغلال سيئ لمقدرات الدولة في الدعاية الانتخابية والنصب علي المواطنين. افتكاسة وتنتوع وتتطور الرشاوي الانتخابية فبعض المرشحين من رجال الأعمال يقدمون عطاياهم لأهالي الدائرة حسب احتياجهم فمنهم من يقدم وجبات «كباب وكفته» علي الفقراء الذين لا يأكلون مثل هذه الأطعمة وربما لا يمنحهم الحظ ولو بالمصادفة بمثل هذه الأكل، وأخرون يوزعون أجهزة تليفونات محمولة وشنطا مدرسية تحمل صورة المرشح مستخدمين الأطفال وتلاميذ المدارس في الدعاية وهو الأمر الذي يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.. أما صفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الإنسان يذكر ل «الأهالي» وقائع استخدام الرشاوي في دوائر أخري كالمطرية وعين شمس والوايلي حيث بدأ المرشحون خدماتهم للدوائر في شكل توزيع وظائف حكومية، ويبين صفوت أن البطاقة الدوارة واستخدام نصف العملة قبل التصويت والجزء الآخر بعده من أبرز مظاهر الرشاوي الانتخابية التي تم رصدها لشراء الأصوات خلال الانتخابات السابقة.