أحمد فؤاد نجم هو أسطورة أرضية، له شبيه واحد فى الحياة الثقافية هو بيرم التونسي، لم يكن ينعم بالهدوء وإنما يعانى وقُدم لمحاكمات عسكرية بسبب قصيدة "بيان هام" كان نجم هو الشاعر المقلق، منذ نعومة أظفاره، كان يعاني، وتدل حياته على ذلك، تعلم الألحان والمقامات فى الملجأ وجرب السجون من أجل قضية بلده، بهذه الكلمة التى قدمها الشاعر شعبان يوسف بدأت الندوة التى أقيمت مؤخرا فى ورشة الزيتون لتكريم الشاعر الراحل الكبير أحمد فؤاد نجم. وفى كلمته قال الشاعر مسعود شومان: بدأت أقرأ نجم بروح موسيقية منذ أن أعطانى بعض دواوينه بينما أدرس فى الجامعة، ولاحظت أن معظم أشعاره تنحصر بين بحرين البسيط والمتدارك، التصق نجم بالناس والشارع، فهو بالفعل حكاية شعبية من أول الميلاد الأسطوري، ولد فى أجواء صعبة وواجه عقبات وحدثت تحولات حيث دخل المعتقلات، نجم علامة فى تاريخ النضال بالشعر، ولا نستطيع فصل حياته اليومية عن شعره وما أحوجنا الآن لأشعار نجم بوصفه زجالا عظيما وهو منحاز للجماعة الشعبية لأن ثنائية الغنا والفقر لن تذهب إلى الجحيم وستظل موجودة مدى الحياة، ينبغى أن نضعه فى سلسلة بن عروس، عبدالله النديم وأيضا بيرم التونسي، فهو واحد من سلسلة الكبار فى النضال الشعبي. ثم قدم المناضل فريد زهران كلمة عنه جاء فيها: نجم هو أكثر الشعراء الكبار المناضلين، الذين عبروا عن هموم هذا الشعب ومشاكله وهو الأكثر قدرة فى التعبير عن وجدان الناس، هو صلاح جاهين، بيرم التونسى علاقته بالشيخ إمام طورت لديه الملكات الإبداعية وجعلته يكتب أشعارا تحولت لأغان، 80% من شعره قابل للغناء، كما أن لديه مستويات فى شعره. وقال الشاعر يسرى حسان، ساهم شاعرنا الكبير بجزء كبير فى إعمار مدينة الشعر وهو شاعر متعدد، لديه المنشور السياسي، والقصائد التى تتسم بالصور الشعرية الجيدة، وإعجاز، ولا يعنى هذا أنه شاعر بسيط، فالبساطة فى الكتابة هى الاختيار الصعب حيث صنع من اللغة العامية التى يستعملها العامة والدهماء، صنع روائع شعرية، صنع فنا من كناسة الدكان كما قال يحيى حقى ساعده على ذلك تجاربه وخبراته الحياتية المريرة واستطاع أن يستفيد منها ويوظفها. ثم قرأت الأديبة سامية أبوزيد نماذج من أشعار نجم. واختتمت الندوة بكلمة من الشاعر محمود الشاذلى تحدث عن المواقف الطريفة التى جمعته بالفاجومي.