فتحية العسال: قضيتنا ليست وزير الثقافة بل أخونة الدولة إبراهيم عبدالمجيد: أحذر من تحويل قصور الثقافة إلي مقرات لجماعة الإخوان تحقيق: نسمة تليمة مشهد نهاري خارجي، الكثير من الشباب يحملون لوحات وإمضاءات لمثقفين كبار وآخرين يحملون كتابات ترفض حكم الإخوان وتتضامن مع اعتصام المثقفين داخل مقر وزارة الثقافة وتنادي «اكتب علي جدران الأوبرا 30 يونية الثورة الكبري»، في ذلك الشارع الأنيق بالزمالك والذي يحمل اسم «شجرة الدر» الملكة المصرية العظيمة ازدادت الحركة والسيارات والتواجد الأمني المكثف منذ إعلان عدد كبير من المثقفين المصريين الاعتصام داخل المقر رفضا لسياسات وزير الثقافة الجديد علاء عبدالعزيز. مشهد جديد تماما علي الساحة الثقافية لكنه «مبهج»، «الأهالي» ذهبت لترصد المشهد وتتحدث عن قرب مع أبطاله المشهد يبدأ بغرفة كبيرة كتب عليها «ممنوع الدخول لغير المعتصمين» هي في الأغلب غرفة النوم والراحة، بجوارها غرفة الاجتماعات يوجد بجوارها لوحة أنيقة لراقصة باليه وبجوارها إحدي القصائد التي تحمل عنوان «باقي علي الحلو تكة».. تقول سطور القصيدة: كمل صبرك يا أيوب إياك تستسلم للخوف إياك تخضع للمكتوب خطوة في خطوة تهب تقوم.. حلم في حلم تقوم من النوم!! الكثير من المثقفين في حالة اجتماع دائم داخل القاعة نهارا أما ليلا فيتركون الحديث للفن والإبداع، ما بين شعر وإلقاء وأغان ورقص باليه أمام مقر الوزارة وبين حوارات ليلية مثمرة حول الاعتصام والوضع في مصر و«العيشة واللي عيشينها» ولأنه قد يكون الاعتصام الأول لمثقفي مصر في هذا المكان ولأنه يمثل خطوة جريئة وتصعيدية مهمة في وجه حكم الإخوان، ولأن المثقف المصري مازال عاملا مهما في الحركة المصرية.. يهتم الجميع باعتصامه حينما يقول لا.. وكما قال «باري هندسي» إن السلطة رغم أنها تثقل قدرات من يمتلكونها إلا أنها تصطدم بأشخاص آخرين حين تفرض عبئا ثقيلا علي حرية هؤلاء». الخطر تقول الكاتبة فتحية العسال والتي التقت بها «الأهالي» داخل مقر وزارة الثقافة إن الاعتصام مستمر حتي 30 يونيو القادم للخروج في صفوف الثورة مؤكدة أن اعتصام ضد أخونة الدولة بشكل عام وضد أخونة وزارة الثقافة بشكل خاص وضد من يدعي أن الثقافة في الأساس إسلامية مؤكدة أن قضيتنا ليست وزير الثقافة الحالي فقط مضيفة أن اعتصام المثقف المصري خطوة مهمة لأن الخطر زحف علينا. فيما أعرب الفنان مجدي عبيد عن سعادته بالاعتصام والذي اعتبره حالة ثورية تتوازي مع حركة «تمرد» وأنها موجة ثورية مختلفة ضد الإخوان وقال إن الاعتصام يرفض غزو ثقافة الصحراء لمصر ورفض المثقف المصري دخول حظيرة الإخوان وحتي وإن كانت المرة الأولي أن يعتصم داخل مقر الوزارة لكنها ليست المرة الأولي في الاعتصام بشكل عام فهو مشارك للشارع في كل شيء. ورفض «عبيد» ما ردده وزير الثقافة والإخوان أن الثقافة المصرية من الجامع والمصحف فقط واعتبر ذلك إعلانا عن الوجه القبيح للإخوان لأنهم عجزوا عن تقديم سياسات مفيدة لمصر فكيف يمكن لهم العمل علي وتر الثقافة. كل يوم أما الشاعر زين العابدين فؤاد فتحدث إلينا متحديا «موجودين كل يوم» المسألة بالنسبة لنا ليست مجرد شخص عديم الثقافة أصبح مسئولا عن الثقافة نحن ندافع عن الهوية الثقافية المصرية التي تهان في مجلس الشوري اعتراضنا ذات شكل إبداعي مختلف أمس الأول قدمنا الباليه في الشارع للناس ويوميا سنقدم الفنون للشارع وسنظل في الشارع حتي تتحقق أهداف الثورة. وأضاف زين العابدين فؤاد أن التصعيد الأمثل لردود أفعال وزير الثقافة علي اعتصامهم هو الاستمرار في الاعتصام وتقديم الفنون في الشارع حتي يستعيد المثقف كل الأمور في يديه. مؤكدا «سنستخدم كل الفضاءات الموجودة من الوزارة وحتي الأوبرا وسنقيم خلال الاعتصام احتفالات وفعاليات في أماكن ثقافية متعددة»، أما عن حداثة فكرة اعتصام المثقفين المصريين داخل مقر الوزارعة فرأي «فؤاد» أن هناك مواقف مشابهة في تاريخ مصر منها اعتراض أساتذة الجامعة علي فصل الإنجليز لطه حسين والآن لأننا في مرحلة جديدة من القهر نتعامل بأشكال جديدة من الاعتراض ونفي «فؤاد» أن يكون المثقف المصري صامتا أو خانعا لأي سلطة في أي زمن أو عهد وأنه عبر عن مواقفه بكل صدق وأن التاريخ ملئ بهؤلاء مثل سيد درويش، محمود أمين العالم، صلاح زكي، نصر حامد أبوزيد، فرج فودة وغيرهم واعتبر المثقف المصري هو الذي مهد الأرض للثورة حتي وإن كان هناك من ارتبط بأنظمة معينة لكنهم أقلية هناك مثقف تابع للسلطان وهناك مثقف حقيقي تابع للأمة. مقاومة أما الروائي إبراهيم عبدالمجيد فنفي إمكانية فض الاعتصام أو ترك المكان وأشاد بالفعاليات التي يقيمها المعتصمون يوميا من غناء وباليه وفنون مختلفة واعتبر ذلك «مقاومة ثقافية خاصة» واحتجاجا علي الطريقة الثقافية مضيفا أن هناك تزايدا في عدد الفنانين والكتاب المعتصمين داخل الوزارة للوقوف في وجه محاولات أخونة الدولة والاستيلاء علي وزارة الثقافة كما حدث في وزارة الإعلام وحذر «عبدالمجيد» من تحويل الإخوان قصور الثقافة إلي مقرات لجماعتهم، واعتبر الناقد محمود الغيطاني اعتصام المثقف المصري رفضا راقيا لسياسات د. علاء عبدالعزيز وزير الثقافة الحالي والتي اعتبرها تدميرا للثقافة بعد أن قام باستبدال قيادات ثقافية مشهود لها بالكفاءة بآخرين دون سبب واضح وهو ما يضع علامات استفهام حول مجيئه من الأساس للوزارة، لذلك اعتبر «الغيطاني» أن اعتصام المثقفين ضرورة تمني أن تؤتي ثمارها. أما الكاتب والروائي يوسف القعيد فرأي أن تجاهل وزير الثقافة لمطالب المثقفين ليس له قيمة لأن المطلب الأساسي هو رحيله، وإلغاء القرارات المتسرعة التي اتخذها أما تجاهل الدولة لمطالب الاعتصام فاعتبره «القعيد» تجاهلا طبيعيا لأن الوزير فعل ما لم يستطع وزير إخواني صرف أن يفعله وفاجأهم بأشياء لم يتوقعوها محاولا تدمير الثقافة المصرية وعلق «القعيد» علي خطاب الوزير في مسجد رابعة العدوية أنه ربما يكون أول وزير ثقافة في مصر بخطب في مسجد قائلا «أنا لست ضد المسجد لأنه مكان عظيم لكنني مع وضع الأشياء في أماكنها فخطيب المسجد هو القائم بالخطابة داخله وليس وزيرا مدنيا». وأضاف «القعيد» أن التصعيد الوحيد أما ما يحدث هو الاستمرار في الاعتصام حتي 30 يونيو القادم والنزول إلي الشارع والانضمام للثورة القادمة.