في تصعيد نوعي لاحتجاجاتهم المتواصلة ضد وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز, اعتصم عدد من كبار المثقفين المصريين داخل مقر وزارة الثقافة, مطالبين بسرعة اقالته وتعيين آخر يؤمن بالقيم الحضارية والثقافية العالمية, في حين حاول بعض من الموظفين بالوزارة تشكيل جبهة مؤيدة للايعاز بأن للوزير معارضين ومؤيدين, ولكن قوات الأمن المركزي نجحت في فرض طوق أمني حول مقر الوزارة بشارع شجرة الدر بالزمالك. وأصدر المثقفون والفنانون والأدباء المعتصمون داخل مكتب وزير الثقافة, بيانا أمس اعلنوا فيه رفضهم الوزير الذي فرضته الفاشية الدينية الحاكمة, والذي بدأ فعلا في خطة تجريف الثقافة الوطنية, وأكدوا أنهم لن يقبلوا بوجود وزير لايلبي طموح المثقفين وتطلعاتهم للرقي بالثقافة اللائقة, بالثورة العظيمة, منذ بدء موجتها الأولي يوم25 يناير2011 حتي تحقق أهدافها وفي مقدمتها بناء الدولة الوطنية. وقرر المثقفون الاستمرار في الاعتصام, حتي يتولي زمام أمر الثقافة من يتعهد ويؤمن بالحفاظ علي قيم التنوع والمواطنة والثراء الذي هو سمة الثقافة المصرية, علي مر العصور, والمعتصمون هم: بهاء طاهر وسيد حجاب والفنان نبيل الحلفاوي, ومحمود قابيل ومحمد العدل, ومحمد هاشم, وصنع الله ابراهيم وسكينة فؤاد ويوسف القعيد, والمخرج محمد أحمد ماهر, وأحمد نوار, والمخرج عبد الخالق, والسيناريست سيد فؤاد ومحمد عبلة, وسامح الصريطي, وجلال الشرقاوي, والفنانة سهير المرشدي, والفنانة حنان مطاوع. وأكد الروائي الكبير بهاء طاهر, أن هناك نية واضحة لأخونة وزارة الثقافة وهدمها, مشيرا إلي أن ذلك اتضح بشدة من خلال القرارات التي اتخذها وزير الثقافة الحالي علاء عبد العزيز من إقالة قيادات الوزارة بطريقة عشوائية. وأضاف أن الهدف من قرارات الوزير الأخيرة هو إزاحة النخبة الثقافية من المشهد الحالي, موضحا أن اجتماع رموز الثقافة اليوم هو رسالة واضحة للعالم تؤكد رفض الرأي العام الثقافي لوزير الثقافة وسياساته, وانتشرت قوات الأمن امام وزارة الثقافة لتأمين المظاهرة التي يشارك فيها نخبة من المثقفين والمبدعين والتي أعلن عدد كبير منهم الدخول في اعتصام حتي إقالة الوزير. وقال الناقد الدكتور يسري عبد الله, أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة حلوان إن الثقافة المصرية في أزمة, تعيش لحظة مفصلية من اللحظات الفارقة في مسيرتها وفي عمر الأمة المصرية في آن واحد. واضاف ان التيار الديني يستغل شعارات التغيير لا من أجل القضاء علي الفساد والاستبداد الثقافي, ولكن من أجل الاستيلاء علي مقدرات الثقافة المصرية عبر أخونتها وانتاج استبداد جديد أشد سراسة واكثر انغلاقا وبما يعني أن ثمة رغبة عارمة لدي قوي الإسلام السياسي في الهيمنة علي الثقافة وإنتاج تصورات رجعية متخلفة ستعيدنا قرونا إلي الوراء وطرحها بوصفها فنونا وآدابا. ومن جانبه اكد الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة حرصه الكامل علي الاستماع لجميع الآراء والاطروحات والنقد آملا أن تتفق جميعها علي تقديم خدمة ثقافية متميزة تصل لكل مصري. رابط دائم :