عندما توفي الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي ناضل بالكلمة وبنسج الحروف نضالا أزعج الإسرائيليين ، ومازالت كلماته محفورة في الوجدان الفلسطيني خرجت بعض قيادات حماس معلنة كفره ، ولولا أن تدارك العقلاء من حماس خطورة ورد فعل الشارع الفلسطيني تجاه هذه التصريحات وعالجت الموقف بأن شارك موفود منها في جنازته ، نجد هذه الأيام تصريحات من جماعات التأسلم علي مواقعهم علي الانترنت أن عقاب الله نزل علي نصر أبو زيد فأصابه بمرض لعين قبل وفاته ، ويعلنون عن شماتتهم في موت الرجل متهمين إياه بالكفر ، ولن أعود إلي الموقف الشرعي من موقفهم لأن كثيراً من علماء الأزهر الشريف قد فندوا هذه المقولات وردوا عليهم ردودا شرعية ومنها ما ورد في صحيفة الشروق بتاريخ 9/7/2010 قول محمود عاشور وكيل الأزهر السابق ""بعد موت الشخص لا يجوز حسابه من الناس، فلا ينبغي أن يوصف الراحل بأوصاف لا يجوز الحديث بها" من جهته أكد الشيخ فوزي زفزاف، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن "الإسلام صريح في عدم تكفير الإنسان الذي ينطق الشهادتين. وهنا يجب أن يسكت الجميع عن الحديث عن إيمان أبو زيد، كما يجب احترام حرمته كميت، إلي جانب أنه الآن بين يدي خالقه، فالله هو من يحاسب من مات وليس البشر". وهذه الظاهرة التي تتكرر وهي تكفير المستنيرين الذين لايسيرون علي نهج الظلاميين تستدعي منا نظرة متأنية حيث إن العصور الوسطي التي لفظتها كل العقول والديانات والتي انتشرت فيها صكوك الغفران لتجعل رجل الدين يهيمن علي الأحياء لفرض سلطانه عليهم ولابتزاز أموالهم تعود مرة أخري ولكن مع الأموات يستخدمونها للترهيب وهذا الأمر استهجنته البشرية ، وقالت كلمة الفصل فيها ، وإن عودة المتأسلمين لاستخدام هذه الصكوك مع الأموات لهو أمر يحتاج منا أن نردعه ، وأن تتخذ الدولة إن كانت جادة في أن تسير نحو مجتمع مدني يحاول احترام الفكر أن تضع قانونا رادعا لكل محاولات العودة بنا للعصور الوسطي ومحاسبة كل من يحاول استخدام صكوك الغفران ضد مفكرينا ومبدعينا في محياهم أو مماتهم والدليل علي أنها صكوك غفران فإنه إذا مات شيخ من مشايخ المتأسلمين بمرض يقولون إنه ابتلاء من الله ومحبة من الله ليغفر له ذنوبه بهذا المرض وبعد موته يترحمون عليه ويحاولون إقناع الناس بأنه من الأبرار والصديقين بدليل أن الله ابتلاه قبل موته بالمرض اللعين أما نصر أبو زيد فالمرض عقاب له من الله، فتعسا لهم ولصكوكهم ولمن سلمهم مفاتيح الجنة والنار.