أجدني مدفوعا إلي الإشادة هنا بهذه اللفتة الإنسانية العظيمة للرئيس التونسي منصف المرزوقي وحرصه علي استقباله بعثة النادي الأهلي في قصر قرطاج ليهنئهم بالفوز بكأس البطولة الأفريقية علي حساب فريق بلده «الترجي» قائلا كنتم رائعين.. ألف مبروك لكم تستحقون الكأس والتتويح.. شكرا لكم وللاعبي الترجي علي هذه الصورة الرياضية الحضارية الكبيرة. هذه العبارات الرقيقة التي تناقلتها وكالات الأنباء وأبرزتها الصحف التونسية في صفحاتها الأولي تزيد من قيمة وأهمية هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه فريق النادي الأهلي.. وتأكيد تفوقه وحقه المشروع في الفوز بالبطولة المؤهلة لكأس العالم للأندية أبطال القارات في اليابان، متغلبا بذلك علي كل الظروف المعاكسة التي واجهته وتوقف النشاط الكروي.. والضغوط النفسية التي تعرض لها اللاعبون والجهاز الفني منذ كارثة المذبحة البشعة «المدبرة» في استاد بورسعيد وراح ضحيتها 72 شهيدا من شباب جماهير الأهلي. هذا الإنجاز الذي يضرب به المثل في العزيمة والإصرار.. وأسعد كل مصري محب لبلده يؤكد أن لاعبي الأهلي الذين تعاهدوا فيما بينهم علي مواجهة كل التحديات ومواصلة مشوار هذه البطولة الأهم بعد بطولة الأمم الأفريقية، وإهداء الكأس إلي أرواح الشهداء.. قد أوفوا بما وعدوا به ويستحقون منا جميعا التقدير والاحترام. وبقدر المفاجأة التي أعدها حسام البدري المدير الفني للفريق ولم يعلن عنها قبل المباراة وتم الكشف عنها عمليا في أرض الملعب باستاد رادس في هذه الصورة المبهرة لأداء اللاعبين وفرص تفوقهم وسيطرتهم علي مجريات اللعب منذ اللحظات الأولي في الشوط الأول للمباراة.. كان أبلغ رد علي كل المشككين ممن تسرعوا في انتقاداتهم لحسام البدري وحملوه مسئولية التعادل في مباراة الذهاب ببرج العرب.. وأن فريقه بات في موقف يصعب تخطيه في مباراة العودة.. أمام فريق في قوة وحجم الترجي علي اعتبار أن التعادل في ملعب الفريق «المضيف» نتيجة مطمئنة للفريق «الضيف» وتمنحه الفرصة الأكبر وهو يلعب في ملعبه ووسط جماهيره، وهي الحسبة التي اعترف حسام البدري عدم دقتها وأن كرة القدم لا تعترف بالأحكام والتقديرات المسبقة وأن الفريق الذي يتطلع إلي منصة التتويج يلعب من أجل تحقيق هدفه داخل وخارج بلده.