نلبس صيني أو نركب صيني أو نلعب صيني أو نشتري أجهزة كهربائية محمول صيني، كل ده عادي وتعودنا عليه لكن نأكل صيني لا ليس لهذه الدرجة! وأثناء الجولة لمتابعة الأسعار الغذائية بسوق السمك بالعباسية، سألنا البائع عن اللافتات التي كتب عليها الأسعار جمبري مصري كبير 120 جنيها أو جمبري صيني كبير 40 جنيها أو كاليماري مصري غير منظف 40 جنيها أو كاليماري صيني منظف 17 جنيها، فيليه مصري «متوسط الجودة» 50 جنيها، فيليه صيني «عالي الجودة» 17 جنيها. فقد أجاب البائع انه لم تكن لديه أي فكرة علي الإطلاق حول وجود أسماك مستوردة من الصين حيث توقفت معلوماته عن البضاعة الصينية عند الاجهزة الكهربائية والسلع الاستهلاكية وتابع قائلا: إنه كان يحكي ذات مرة أمام مجموعة من زملائه البائعين عن ركود حركة البيع والشراء وأن الأسماك أو المأكولات البحرية بوجه عام ليست سلعة هذه الأيام لأن حالة المتسهلكين المادية لا تسمح لهم بتحمل نفقات أكلة سمك. وأضاف مصطفي بائع أكل صيني أن أحد البائعين علي معرفة وطيدة به أخبره بأن عليه أن يمشي مع الموجة، وأن يراعي جيوب الزبائن ونصحه بأن يعرض إلي جانب بضاعته التي يحصل عليها من بورسعيد بعض أنواع الأسماك الأخري المستوردة من الصين. وهنا سألناه عن مدي اقبال الزبائن علي السمك المستورد؟ فقال إن عليه اقبالا كبيرا لأن الفرق كبير في السعر. كما ان السمك أكلة غالية، بمعني أن الزبون الذي يجد أنه من الممكن أن يدخل علي أسرته باثنين كيلو جمبري، مهما كانت جنسيته فهو بالتأكيد لن يتردد في شرائه. ويقول حسن كامل بائع آخر في حلقة السمك أن انتشار السمك الصيني مازال محدودا حتي الآن ولا تجده إلا في الحلقات، أما المحلات فهي لا تشير إلي أن السمك الذي لديها صيني أم من القناة خاصة ان الزبون لا يستطيع التفريق. الفواكه أيضا! وقد تربينا جميعا ونحن نعرف أن أجود تفاح هو الأمريكاني وان الموالح المصرية من البرتقال واليوسفي لا ينافسها أحد علي الإطلاق. ولكن المشهد الآن في الأسواق شكك في هذه الحقائق بعد غزو الفواكه الصينية للبيوت المصرية! ويقول محمد العربي تاجر بسوق العبور إنه طالما الزبون دائما يفضل المستورد فلماذا التفرقة بين ما هو صيني أو أمريكاني أو كوري، وبعد السمك والفواكه وداخل متاجر بيع السلع الغذائية توقفنا أمام الفول وهو أكلة شعبية مصرية مشهورة فمهما تفاوتت المستويات الاجتماعية والاقتصادية سوف تجد أن هناك اجماعا علي طبق الفول، ولكن يبدو في جولة سريعة داخل اي مجمع استهلاكي حكومي أو حتي هايبر ماركت خاص فلن يخلو القسم الذي يعرض الفول من ماركة صيني.