أثارت الكوارث الطبيعية التى وقعت خلال الأسابيع الماضية ببعض الدول قلقاً شديداً لدى مصر فيما يتعلق بوقوع سدين في مدينة درنة الليبية وتسبب في انهيار ما يقرب من 5 جسور كباري وهدم مبان كثيرة، حيث تتخوف القاهرة من تكرار ذلك مع سد النهضة الاثيوبى، خاصة بعد وقوع زلزال بقوة 5 ريختر في إريتريا في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء الماضى، على عمق 12 كم، وبالقرب من أثيوبيا، الأمر الذى حذر منه الخبراء منذ سنوات طويلة. وقد زادت المخاوف المصرية من انهيار السد الاثيوبى بعد الإعلان الرسمى عن انتهاء التخزين الرابع والمقدر ب 41 مليار متر مكعب، وهذه الكمية ضخمة، وفى حالة حدوث أي تشقق أو انهيار للسد بسبب الهزات الأرضية والزلازل، فهذا يعني كارثة كبيرة على السودان تصل إلى حد الطوفان. من جانبه، يرى دكتور أحمد فوزى دياب، خبير موارد المياه بالأمم المتحدة، أن ما حدث في ليبيا من كارثة تتعلق بانهيار السدود بسبب إعصار دانيال، كانت سدودا صغيرة ممتلئة بملايين المترات المكعبة من المياه، وبالتالي فإن سد النهضة الممتلئ ب 41 مليار متر مكعب سيكون آثاره مدمرة إلى حد كبير ويهدد بأضعاف الكارثة الليبية. وقال دياب، إنه فى حاله انهيار سد النهضة ستكون الكارثة طبقا للأرقام 10 آلاف ضعف ما حدث بسبب السدود الليبية، مهددا 20 مليون سوداني يعيشون على النيل الأزرق، هذا بجانب انهيار المنشآت السودانية، والسدود الخاصة بها على النيل، يعني أن كميات مياه إضافية ستضاف إلى الكارثة، حال حدث انهيار السد في الوضع الحالي، وبالتالي كيف سيكون الوضع حال وصول السد إلى السعة المستهدفة وهي 74 مليار متر مكعب، موضحاً أن حدوث زلازل أو أعاصير بالقرب من سد النهضة " أمر وارد"، ويهدد بكارثة، خاصة وأن هضبة الحبشة هي منطقة نشطة بالزلازل والهزات الأرضية، مشيراً إلى أن الصخور المبني عليها السد الاثيوبى هي صخور نارية ومتحولة وشديدة التشقق والتحلل، بجانب المبالغة الشديد في زيادة سعة خزان السد من 11.1 مليار متر مكعب كما جاء في الدراسات الأمريكية ل 74 مليار متر مكعب بدون دراسات دقيقة، ويبعد السد بحوالي 500 كم متر فقط عن أكبر فالق على سطح الأرض، وهو الأخدود الأفريقي العظيم والذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين، محذرا من أن إثيوبيا هى أكثر الدول الأفريقية نشاطا للزلازل حيث شهدت 8 زلازل فى الخمس سنوات الأخير من 4 إلى 5.2 ريختر، مشيرا إلى أن إحدى الدراسات الإثيوبية أكدت أن هناك العشرات من المشروعات والسدود التي انهارت، وهي سدود صغيرة، وبلغت نسبة فشل هذه السدود حوالي 70% من إجمالي السدود الإثيوبية، مضيفاً أن أي زلزال يضرب محيط سد النهضة ممكن أن يؤثر في المستقبل على سلامة السد، خاصة أن المنطقة التي أقيم فيها السد تشهد نشاطا زلزاليا، محذراً من مخاطر انهيار السد الذي سيكون له آثار مدمرة على السودان وربما مصر .