مجلس أمناء الحوار الوطني يتابع تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصياته    مدرب البنك الأهلي: لن أخوض مباراة زد قبل مواجهة سموحة    بسمة وهبة تتنقد تقصير شركة شحن تأخرت في إرسال أشعة ابنها لطبيبه بألمانيا    برواتب تصل ل11 ألف.. 34 صورة ترصد 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة    ملفات شائكة يطالب السياسيون بسرعة إنجازها ضمن مخرجات الحوار الوطني    بنها الأهلية تعلن نتيجة المرحلة الأولى للتقديم المبكر للالتحاق بالكليات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 1 يوليو 2024    13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل    برلماني يُطالب بإعادة النظر في قانون سوق رأس المال    مع بداية يوليو 2024.. سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم    التطبيق من 6:00 الصبح .. المواعيد الجديدة ل غلق وفتح المطاعم والكافيهات ب القليوبية    اتحاد العمال المصريين في إيطاليا يكرم منتخب الجالية المصرية في موندياليتو روما 2024    4 جنيهات ارتفاعًا في سعر جبنة لافاش كيري بالأسواق    رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يبحث مع العاملين مستوى النظافة بالعاصمة    بدء محادثات الأمم المتحدة المغلقة بشأن أفغانستان بمشاركة طالبان    الرئيس الكيني يدافع عن تعامله مع الاحتجاجات الدموية في بلاده    رودرى أفضل لاعب فى مباراة إسبانيا ضد جورجيا فى يورو 2024    زيلينسكي يحث داعمي بلاده الغربيين على منح أوكرانيا الحرية لضرب روسيا    انتخابات بريطانيا 2024.. كيف سيعيد ستارمر التفاؤل للبلاد؟    بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط    يورو 2024 – برونو فيرنانديز: الأمور ستختلف في الأدوار الإقصائية    رابطة الأندية تقرر استكمال مباراة سموحة ضد بيراميدز بنفس ظروفها    موعد مباراة إسبانيا وألمانيا في ربع نهائي يورو 2024    عاجل.. زيزو يكشف كواليس عرض بورتو البرتغالي    بسيوني حكما لمباراة طلائع الجيش ضد الأهلي    بسبب محمد الحنفي.. المقاولون ينوي التصعيد ضد اتحاد الكرة    من هي ملكة الجمال التي أثارت الجدل في يورو 2024؟ (35 صورة)    امتحانات الثانوية العامة.. 42 صفحة لأقوى مراجعة لمادة اللغة الانجليزية (صور)    حرب شوارع على "علبة عصير".. ليلة مقتل "أبو سليم" بسبب بنات عمه في المناشي    مصرع 10 أشخاص وإصابة 22 فى تصادم ميكروباصين بطريق وادى تال أبو زنيمة    صور.. ضبط 2.3 طن دقيق مدعم مهربة للسوق السوداء في الفيوم    إصابة 4 أشخاص جراء خروج قطار عن القضبان بالإسماعيلية    شديد الحرارة والعظمى في العاصمة 37.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بالصور والأرقام | خبير: امتحان الفيزياء 2024 من أسئلة امتحانات الأعوام السابقة    التحفظ على قائد سيارة صدم 5 أشخاص على الدائري بالهرم    تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة    بالصور.. أحدث ظهور للإعلامي توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري    ربنا أعطى للمصريين فرصة.. عمرو أديب عن 30 يونيو: هدفها بناء الإنسان والتنمية في مصر    عمرو أديب في ذكرى 30 يونيو: لولا تدخل الرئيس السيسي كان زمنا لاجئين    «ملوك الشهر».. 5 أبراج محظوظة في يوليو 2024 (تعرف عليهم)    محمد الباز يقدم " الحياة اليوم "بداية من الأربعاء القادم    في أول أعمال ألبومه الجديد.. أحمد بتشان يطرح «مش سوا» | فيديو    مدير دار إقامة كبار الفنانين ينفي انتقال عواطف حلمي للإقامة بالدار    من هنا جاءت فكرة صناعة سجادة الصلاة.. عالم أزهرى يوضح بقناة الناس    تعاون بين الصحة العالمية واليابان لدعم علاج مصابي غزة بالمستشفيات المصرية    علاج ضربة الشمس، وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها    ذكرى رأس السنة الهجرية 1446ه.. تعرف على ترتيب الأشهر    تيديسكو مدرب بلجيكا: سنقدم ما بوسعنا أمام فرنسا    وزير الري: الزيادة السكانية وتغير المناخ أبرز التحديات أمام قطاع المياه بمصر    رئيس الوزراء: توقيع 29 اتفاقية مع الجانب الأوروبي بقيمة 49 مليار يورو    أمين الفتوى: التحايل على التأمين الصحي حرام وأكل مال بالباطل    هل تعاني من عاصفة الغدة الدرقية؟.. أسباب واعراض المرض    فيديو.. حكم نزول دم بعد انتهاء الحيض؟.. عضو بالعالمى للفتوى تجيب    اعرف الإجازات الرسمية خلال شهر يوليو 2024    جامعة القاهرة تهنئ الرئيس والشعب المصري بثورة 30 يونيو    أبوالغيط يبحث مع وزير خارجية الصومال الأوضاع في بلاده    محافظ الإسكندرية يطلق حملة "من بدري أمان" للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن ..السفير علي محسن حميد يكتب :لمحة عن موقف أنظمة الشمال العدائي من ثورة اكتوبر ومن استقلال الجنوب
نشر في الأهالي يوم 22 - 10 - 2021

وفرت ثورة 26سبتمبر1962 والوجود المصري في اليمن فرصة تاريخية لقيام ثورة 14 اكتوبر1963 واعتبر اليمنيون كلا الثورتين مكملتين لبعضهما البعض. ولكن لم تجر الرياح دائما بما تشتهي سفن الثورتين اللتان واجهتامؤامرات داخلية وخارجية و صعوبات جمة من صنع خارجي وداخلي حالت دون تحقيق الكثير من اهدافهما.
ثورة 14 اكتوبر :
راهنت القوى التي ناصبت الكفاح المسلح العداء على قدرة البريطانيين على القضاء عليها ووقفت السعودية ضد انسحاب بريطانيا من الجنوب.وبعد شعورها بفشل مسعاها نجحت في. حشد السلاطين والمشائخ الجنوبيين لتشكيل منظمة تحرير جنوب اليمن في مدينة تعز عام 1965 وتمكنت قوى سلاطينية وظفها المال السعودي من إقناع القيادة العربية/المصرية/ في تعز فيما بعد للسعي إلى توحيدها مع الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتحت الضغوط على الجبهة القومية جرت مشاورات في الاسكندرية عام 1966 نتج عنها تشكيل جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل( ليس الجنوب اليمني) . ولكن سرعان ما أدرك مناضلو الجبهة القومية أن الهدف النهائي هو تجيير الثورة لصالح السعودية التي كانت تنشط وتمول في الظل ولتهميشهم خاصة أن الإعلام المصري المهيمن كان ينسب إنجازاتهم ومعاركهم لجبهة التحرير مما أدى إلى انفراط عقد التحالف الجبهوي سريعا.وبصورة عامة لم يكن السعي للتغيير في شمال وجنوب اليمن مقبولا من قبل قوى داخلية وخارجية قاومته وحاربته وتآمرت عليه. وبعد استقلال الجنوب عمدت إلى تشويه تاريخه. ولأنه لايصح إلا الصحيح فقد انفرط عقد التحالف مع جبهة التحريربسرعة كبيرة وأنجزت الجبهة القوميه بدماء شهدائها ومناضليها الاستقلال النظيف.النظيف.
ثورة واستقلال بمائة ألف دولار:
حوصرت الجبهة القومية ماليا وتسليحيا من قبل مصر ولكنها اعتمدت على نفسها وطبقا لمذكرات الرئيس علي ناصر محمد فقد كانت كلفة نضال الجبهة القومية المعتمد على مواردها الداتية مائة ألف دولار من عام 63 وحتى الاستقلال عام 67.
اعتذار عبد الناصر:
اعتذ عبد الناصر بعد الاستقلال لعبد الفتاح إسماعيل وزير الثقافة حينها عن مجمل سياسات مصر نحو الجبهة القومية وأوضح أنه كان ضحية معلومات وتقارير غير صحيحية من مخابراته التي كانت بعض مدخلاتها يمنية وخاصة في تعز. السعودية:
السعودية وقفت ضد الثورتين وكذلك الإخوان المسلمين وطيف جنوبي قبلي/ سلاطيني تضافرت مصالحه مع مصلحة السعودية ووقف الكل في خندق واحد معاد لثورة اكتوبرثم نظام الاستقلال ومن أنجزه وكان هذا هو نفس موقف قوى شمالية تعاملت مع الجنوبيين كمناضلين مؤقتين أو مقاولين ثوريين وعمال بدون أجر وحتى حقوق عليهم فور استكمال مهمتهم في تحقيق الاستقلال تسليم السلطة لهم ، تسليم مفتاح، بإسم الوحدة .هذه القوى حزنت عند إعلان الاستقلال وفورا تذكرت الوحدة. كان العقل الباطن الشمالي لايقبل بوجود كيان جنوبي مستقل أما إذا كان هذا الكيان بقيادة قوة جديدة لها رؤية مختلفة وامتدادات تنظيمية في الشمال فهذا هو الجحيم بعينه.لقد كان الحديث عن الوحدة العربية في الشمال يبز الحديث عن الوحدة اليمنية وكأن لاحاجة للحديث عنها لأن حدوثها تلقائي ولصالحها وحدها. هنا نتذكر أن المبدأ الخامس. مم مبادئثورة سبتمبر تحدث عن تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.. ولم يأت على ذكر الوحدة اليمنية تحديدا.الرئيس عبد الله السلال كان دائم الحديث عن الوحدة العربية فقط ولم ينبس ببنت شفة عن الوحدة اليمنية طوال رئاسته لليمن من عام 1962 وحتى عام 1967وقد قرأت كل خطبه في صحيفة الجمهورية التي تصدر بتعز . في هذا المقام لاننسى أن من دوافع التحالف الامريكي – البريطاني – الإسرائيلي ضد مصرفي حرب عام 1967 كان دعم مصر لثورة اكتوبر وخروج بريطانيا خروجا مذلا لايقارن بخروجها من كل مستعمراتها وحدوث بعض التصرفات غير الناضجة ضد امريكا في اليمن .وكعامل إضافي لتكتل قوى العدوان في يونيو 67 ضد مصر يجدر التأكيد هنا على أهمية عدن للاستراتيجية الغربية ضد السوفيت ولحماية المصالح الغربية في الخليج والشرق الأوسط. لقدطلب عبد الناصر قبل ثورة اكتوبر فتح قنصلية مصرية في عدن مقابل فتح قنصلية بريطانية في الاسكندرية ولكن بريطانيا لم تقبل وخَيّرته بين فتح قنصلية في الكويت أوفي هونج كونج لأنها لم تكن تريد وجودا مصريا تحت أي مسمى في عدن. وبعد الاستقلال وقفت قوى شريكة في نظام 5 نوفمبر1967 في الشمال ضد استقلال الجنوب وكانت ترى أن تقوم الوحدة فورا متجاهلة واقعين بينهما اختلافات نتيجة استعمارين تركي وبريطاني ونظام متخلف في الشمال له أشباهه في الجنوب/نظام السلاطين والمشيخات والإمارات/والفجوة السياسيه التي تفصلها عن الجبهة القومية التي تتطلب تجسيرا للالتقاء في نقطة وسط وماتتطلبه الوحدة من إعداد وتفاوض ومساومات. ولقدمارست قوى محافظة ضغوطا على الرئيس الإرياني لكي لايعترف بنظام الاستقلال أو يرسل مندوبا رسميا للمشاركة بالاحتفال به ولأنه كان لايزال وقتذاك يمتلك بعض القدره في صنع القرار أرسل وفدا بدرجة وزير .الوطنية اليمنية ووحدة المصير والوفاء للجنوبيين الذين دافعوا عن ثورة سبتمبر في إطار الحرس الوطني كانت مجتمعة توجب مشاركة الرئيس والحكومة ووفودا شعبية للتعبيرعن الفرحة باستقلال جزء من الوطن في عدن وليس فقط إرسال ممثلا عنه. لقد بدأ التوجس من نظام الاستقلال مبكرا وتلاه حبك المؤامرات ضده وكان من أشد أعداء ثورة اكتوبرالرموز القبلية والإخوان المسلمين. وبالمجمل كان النظام في الشمال يعتبر النظام في الجنوب نظاما عدوا يجب القضاء عليه أو إضعافه وبدأ بقمع وسجن وطرد موظفين مدنيين وعسكريين في الشمال دافعوا باستماتة عن الثورة منذ 1962 وحتى الانتصار في حصار السبعين نوفمبر 1967 ديسمبر 1968لعلاقتهم الحزبية بالجبهة القومية. كان نظام نوفمبر يريد القفز على المواقع والمزايدة بوحدة فورية مع نظام يقوده حزب وهو الذي ناصب الحزبية العداء وفي هذا الصددلم يكن ذلك النظام غافلا عن حقيقة أن من حقق الاستقلال كان حزبا. ليس هذا فقط فلقد رأى ذلك النظام في كل من يتعاطف مع النظام في الجنوب عدوا يجب أن يحارب بشتى الوسائل ولهذا الغرض قدم تسهيلات ودعم لقوى جنوبية قامت بأعمال تخريبية في الجنوب انطلقت من مدينة قعطبة الحدودية وكان ذلك سببا في اندلاع حرب سبتمبر 1972( مذكرات الأستاذ العيني واللواء محمد عبد الله الإرياني توضحان هذا). لقد بلغ الخوف من النظام في الجنوب التردد في السماح بفتح سفارة صومالية في صنعاءفي وسط السبعينات.حينها اعتبرالبعض أن وجودسفارة صومالية في صنعاء يعني وجود عيون وأذان للجنوب فيها وبعبارة أكثر دقة وجود سفارة جنوبية في صنعاء.وفي عهد الشهيد إبراهيم الحمدي الذي ساعدت السعوديةعلى وصوله إلى السلطة ثم اغتالته لأنها لم تعد ترى فيه رئيسا طيعا لسياساتها وأن يكون مطية لمخالبها المحلية تحسنت العلاقات مع الجنوب وأصبح الحمدي وسالمين الأمل في تحقيق الوحدة.وجد الحمدي بعد صبره وتحمله مالم يحتمل من ضغوط سعودية أنع لم يعد قادرا على تحمل إملاءات فاقت كل الضغوط السعودية السابقة ومنها الصغط لترسيم الحدود. شكى الحمدي السعودية إلى الرئيس السادات الذي توسط ومدح الحمدي لدبها ولكن الموقف العدائي السعودي منه لم يتزحزح.
الرئيس علي عبد الله صالح :
لم يكن ضد الجنوب وحده بل ضدكل مايقع ومن يكون جنوب وغرب صنعاء وعلى الأخص تعز وتهامة.كان يحتقر التهامي والتعزي في أحاديثه مع غير التعزيين والتهاميين ناهيكم عن الجنوبيين وقد عمل بدون كلل على كتابة تاريخ مختلف لثورة اكتوبر وفي كل مناسبة لهذه الثورة وللاستقلال في 30 نوفمبرعام 1967 كان يوظف إعلامه والعسكري منه على وجه الخصوص لكي يتحدث عن تاريخ كفاحي في الجنوب لم يوجد قط. وكانت صحيفة 26 سبتمبروهي صحيفة القوات المسلحة تستنطق جنوبيين معادين للجبهة القومية أوضباط شماليين ليتحدثوا عن معارك خاضوها هم ضد الإنجليز في مناطق لم تطأها أقدامهم. كتبتُ عن هذا التشويه المتعمد والممنهج والذي لم يتوقف وكان يتكرر في كل مناسبة لثورة اكتوبر مقالين في جريدة الوسط عام 2013.وفي كل الأحوال كان يغيب إسم الجبهة القومية ودورها وفي النادر يذكر إسم جبهة التحرير.وإذا كان الشيئ بالشيئ يذكر فإن للناصريين اليمنيين سردهم الخاص بهم للثورة وهو بعيد عن الحقيقة وينطلق من موقف عدائي لثورة اكتوبر لم يتغير حتى أمس 14 اكتوبر 2021 لناصري غير عضو في التنظيم اعتمد على سرد مشوه لثورة 14 اكتوبر. مركز الدراسات اليمنية: منوط به الاهتمام بكل ماهو يمني في الشمال وفي الجنوب وعلى حد علمي فإنه قصر في حق ثورة اكتوبر و لم يعطيها الاهتمام المنصف المتوقع منه لأنه لم يكن مستقلا وقد ارتكب خطأ وطنيا فادحا بتوثيقه دورا لاصحة له لصالح في ثورة سبتمبر وهو البعيد عنها بمسافات ضوئية حتى مقتله المؤسف.أما بعض ثوار سبتمبر فلم يأتوا مطلقا على ذكر الجنوب لاكجغرافيا ولا كقضية وطنية في مذكراتهم.
إخوان اليمن – حزب الإصلاح:
كحزب ماضوي وتكفيري في بداية نشاطه وحليف للقبيلة وقف ضد ثورتي سبتمبر واكتوبر وفي أدبياته يرى أن ثورة اكتوبر ثورة قبائل لم يقم بها تنظيم سياسي وعسكري له ميثاق وأهداف وهياكل تنظيمية وخاض معارك على مدى خمس سنوات تحت هذا الإسم.وعندما قامت الوحدة عام 1990 كان همه الأول هو نسف كل ماحققته ثورة اكتوبر من مكاسب بما فيها حقوق المرأة. كتبت صحيفة الصحوة الإخوانية في عددها بتاريخ 14 اكتوبر 1999 بمناسبة الذكرى 36لثورة اكتوبر مايلي " تحتفل بلادنا اليوم بالذكرى ال36 لانطلاقة ثورة 14 اكتوبر الظافرة من قمم جبال ردفان التي قادها تشكيل القبائل بقيادة المجاهد( لاحظ لغة التديين والقبيلة) غالب راجح لبوزة التي أفضت إلى التحرير من الاستعمار البريطاني وإعلان استقلال جنوب اليمن غير أنها سرعان ماتحولت إلى إعلان دولة شطرية ظلت 23 عاما حتى قيام الوحدةاليمنية".ومعلوم للكل عداء الإصلاح للوحدة ومقاومته لتحقيقها قبل وبعد نوفمبر 1989.
الخطاب السياسي والاعلامي الشمالي للثورتين :
للثورتين درجتين متمايزتين فثورة سبتمبر توصف دائما بالخالدة وثورة اكتوبرتوصف دائما بالمجيدة وبعد الوحدة كان يحتفل بسبتمبر في ساحة السبعين وبأكتوبر في المركز الثقافي بصنعاء. ومعلوم أن من حكم ل33 سنة بإسم ثورة سبتمبر كان همه الوحيد تصفية ثورة 14 اكتوبر.
الإصلاح وثورة اكتوبر:
له تسميته الخاصة لثورة اكتوبر ويسميها بالظافرة. من جهة ثانية وهذا أمرعلى درجة كبيرة من الأهمية فإن الإخوان المسلمين اليمنيين لايعترفون مطلقا لمصر بدور ولابجميل في دعم ثورتي سبتمبر واكتوبر ومن المؤكد أنهم من الذين صلوا شكرا لله على انتصار إسرائيل وامريكا مثل الشيخ الشعرواي في حرب 1976. عن الإصلاح وثورة سبتمبر كتب الأستاذ عبده سالم القيادي الإصلاحي بمدينة تعز مقالا أوضح فيه مالم يكن معلوما لنا وهو أن الإخوان المسلمين في اليمن كجزء من الحركة الإسلامية أي التنظيم الدولي للإخوان تحالفوا مع السعودية في محاربة الثورة اليمنية لأن عبد الناصر كان عدوا مشتركا للطرفين.
عهد صالح:
رغم الضجيج الثوري والوحدوي لنظام صالح فإن علي صالح كأسلافه كان لايرى شرعية لثورة اكتوبر وللحزب الاشتراكي ونظامه والشرعية الوحيدة لديه كانت هي لسلطته و الضم والهيمنة وليس الشراكة .والحقيقة هي أنه لو استطاع الشمال ضم الجنوب عسكريا قبل الوحدة عام 1990 لما تردد أوتوانى. وبعد اتفاق الوحدة في 29 نوفمبر1989 بعدن لم يخف صالح سياسته الحقيقية نحو الوحدة ونحو شريكه فيها،وفي وثيقة محدودة التداول لأعضاء المؤتمر الشعبي العام نشرت في ابريل 1990 أي قبل الوحدة بشهر لانقرأ فيها سطراعن الحزب الاشتراكي اليمني شريكه في صنع الوحدة . وبسرعة شديدة تنصلت الوثيقة من اتفاق الوحدة بعدن قبيل إعلانها في 22 مايو بالقول أن" التعددية السياسية التي نص عليها مشروع دستور دولة الوحدة لن تكون أهدافها خارج أهداف المؤتمر الشعبي وميثاقه الوطني". وللتعبير عن رفض التعددية السياسية التي نص عليها اتفاق الوحدة تقول الوثيقة" ليس في شعبنا تعددية اجتماعية!!!!!! ومن ثم لن تكون هناك تعددية منهجية!!!!!! تتعارض وقيم الشعب الواحد".إن إنكار التعددية الاجتماعية تعسف أما الحديث عن تعددية منهجية فغير مفهوم وتعبير صريح عن رفضه للتعددية السياسية التي قبلها صالح في عدن عام 1989 كشرط لاغنى عنه لقيام الوحدة. صالح كان يقول كل شعبنا قبائل وبالتالي فما سيسود هو نظام القبيلة.أما الشيخ الأحمر زعيم الإصلاح فقد صرح بأنه إذا ألحقت الديمقراطية والحزبية ضررا بالقبلية فنحن لانريدهما. وتضيف الوثيقة المؤتمرية أو بالأصح المؤامراتية على الوحدة وفي وقت مبكر وقبيل تحقيقها بأن "الوحدة هدف سبتمبري عظيم".فقط سبتمبري.. وهنا لاذكر لثورة اكتوبروالحزب الاشتراكي الذي وضع الوحدة على رأس أهدافه السياسية والتعليمية والتثقيفية اليومية وكحقيقة راسخة ماكان للوحدة أن تتم بدونه. وبعد حربه ضد الجنوب عام 1994 وجد صالح أنه لم يعد ملزما بالاعتراف بأن اتفاق الوحدة كان وليد إرادتين سياسيتين ونظامين لأنه كان يرى في نظام الجنوب نظاما مارقا. الوثيقة السالفة الذكر تلغي التاريخ والذاكرة الوطنية وتزعم أن اتفاق عدن كان وبنصها "تتويجا لجهود القيادة السياسية الحكيمة والمؤتمر الشعبي العام". ومن نافلة القول أن هذا المؤتمركان طبقا للبنك الدولي أحد أضلاع الفساد الثلاثة مع مؤسستي القوات المسلحة والخدمة المدنية وأنه لم يجعل الوحدة جزء من شعاره إلا في مؤتمره العام الرابع عام 1988 بإحلاله شعار " المشاركة الشعبية على طريق الديمقراطية والتنمية والوحدة اليمنبة" محل شعاره عند التأسيس عام 1982 " من أجل ميثاق وطني يجسد عقيدة الشعب وأهداف ثورته". هنا نلاحظ تأثير الإخوان والقبيلة ،فالعقيدة، البعيدة جدا عن ممارساته الفاسدة وضعت قبل أهداف الثورة أي قبل المشروعية الوطنية التي أتت به كحاكم .ومن السخافات الموتمرية وصف المؤتمر بخادم للميثاق وليس للشعب". وهكذا سارت احوالنا حتى النكبة الحالية
* جزء من هذا المقال القيته وفاء لمحة عن موقف أنظمة الشمال من ثورة اكتوبر ومن استقلال الجنوب
علي محسن حميد*
وفرت ثورة 26سبتمبر1962 والوجود المصري في اليمن فرصة تاريخية لقيام ثورة 14 اكتوبر1963 واعتبر اليمنيون كلا الثورتين مكملتين لبعضهما البعض. ولكن لم تجر الرياح دائما بما تشتهي سفن الثورتين فقد واجهتامؤامرات داخلية وخارجية و صعوبات جمة. وعن ثورة 14 اكتوبر وهي موضوعنا اليوم راهنت القوى التي ناصبت الكفاح المسلح العداء على قدرة البريطانيين على القضاء على ثورة اكتوبر.وبعد فشل الرهان نجحت في تشكيل منظمة تحرير جنوب اليمن في مدينة تعز عام 1965 وفي إقناع القيادة المصرية فيما بعد للسعي إلى توحيدها مع الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وجرت مشاورات في الاسكندرية عام 1966 نتج عنها تشكيل جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل . وسرعان ما أدرك مناضلوا الجبهة القومية أن الهدف النهائي هو تهميشهم خاصة أن الإعلام كان يسطوا على إنجازاتهم وينسب معاركهم لجبهة التحرير وبالتالي انفرط عقد التحالف سريعا.وبصورة عامة لم يكن السعي للتغيير في شمال وجنوب اليمن مقبولا من قبل قوى داخلية وخارجية قاومته وحاربته وتآمرت عليه وبعد استقلال الجنوب عمدت إلى تشويه تاريخه. ولأنه لايصح إلا الصحيح انفرط عقد التحالف مع جبهة التحريربسرعة كبيرة. وبعد الاستقلال اعتذر عبد الناصر لعبد الفتاح إسماعيل وزير الثقافة حينها عن مجمل سياسات مصر نحو الجبهة القومية لأنه كان ضحية معلومات وتقارير غير صحيحية. كانت ثورة اكتوبر يمنية وعربية كشقيقتها الثورة الجزائرية لأن دعم مصرلهما كان سخيا وشاملا. السعودية وقفت ضد الثورتين وكذلك الإخوان المسلمون وطيف جنوبي قبلي/ سلاطيني تضافرت مصالحه معها ووقف الكل في خندق واحد معاد لنظام الاستقلال ومن أنجزه وكان هذا هو نفس موقف قوى شمالية تعاملت مع الجنوبيين كمناضلين مؤقتين أو مقاولين ثوريين وعمال بدون أجرعليهم فور استكمال مهمتهم تسليم السلطة لهم ، تسليم مفتاح، بإسم الوحدة. نعاني في اليمن من عقدة تسمى "المركز المقدس" الذي يرى أنه هو الأجدر تاريخيا ووظيفيا بالسلطة.هذه القوى حزنت عند إعلان الاستقلال وفورا تذكرت الوحدة. كان العقل الباطن الشمالي لايقبل بوجود كيان جنوبي مستقل أما إذا كان هذا الكيان بقيادة قوة جديدة لها رؤية مختلفة وامتدادات تنظيمية فهذا هو الجحيم بعينه.لقد كان الحديث عن الوحدة العربية في الشمال يبز الحديث عن الوحدة اليمنية وكأن لاحاجة للحديث عنها لأن حدوثها تلقائي. المبدء الخامس لثورة سبتمبر تحدث عن تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة ولم يأت على ذكر الوحدة اليمنية تحديدا.الرئيس عبد الله السلال كان دائم الحديث عن الوحدة العربية فقط ولم ينبس ببنت شفة عن الوحدة اليمنية طوال رئاسته لليمن من عام 1962 وحتى عام 1967 . في هذا المقام لاننسى أن من دوافع التحالف الامريكي – البريطاني – الإسرائيلي ضد مصرفي حرب عام 1967 دعم مصر لثورة اكتوبر وخروج بريطانيا خروجا لايقارن بخروجها من كل مستعمراتها وبعض التصرفات غير الناضجة ضد امريكا في اليمن.وكعامل إضافي لتكتل قوى العدوان في يونيو 67 يجدر التأكيد هنا على أهمية عدن للاستراتيجية الغربية ضد السوفيت ولحماية المصالح الغربية في الخليج والشرق الأوسط. لقدطلب عبد الناصر قبل استقلال الجنوب فتح قنصلية مصرية في عدن مقابل فتح قنصلية بريطانية في الاسكندرية ولكن بريطانيا لم تقبل وخَيّرته بين فتح قنصلية في الكويت أوفي هونج كونج لأنها لم تكن تريد وجودا مصريا تحت أي مسمى فيها. وبعد الاستقلال وقفت قوى شريكة في نظام 5 نوفمبر1967 في الشمال ضد استقلال الجنوب وكانت ترى أن تقوم الوحدة فورا متجاهلة الفجوة السياسية والفكرية التي تفصلها عن الجبهة القومية وماتتطلبه الوحدة من إعداد وتفاوض ومساومات. ومارست قوى محافظة ضغوطا على رئيس نظام انقلاب 5 نوفمبر 1967 لكي لايعترف بنظام الاستقلال أو يرسل مندوبا رسميا للمشاركة بالاحتفال به ولأنه كان لايزال وقتذاك يمتلك بعض القدره في صنع القرار أرسل وفدا بدرجة وزير .الوطنية اليمنية ووحدة المصير والوفاء للجنوبيين الذين دافعوا عن ثورة سبتمبر في إطار الحرس الوطني كانت مجتمعة توجب مشاركة الرئيس والحكومة ووفودا شعبية للتعبيرعن الفرحة باستقلال جزء من الوطن. لقد بدأ التوجس من نظام الاستقلال مبكرا وتلاه حبك المؤامرات ضده وكان من أشد أعداء ثورة اكتوبرالرموز القبلية والإخوان المسلمين. وبالمجمل كان النظام في الشمال يعتبر النظام في الجنوب نظاما عدوا يجب القضاء عليه أو إضعافه على الأقل ولذلك بدأ بقمع وسجن وطرد موظفين مدنيين وعسكريين دافعوا باستماتة عن الثورة منذ 1962 وحتى الانتصار في حصار السبعين نوفمبر 1967 ديسمبر 1968. نظام نوفمبر كان يريد وحدة فورية ومع ذلك ناصب الحزبية العداء ولم يكن غافلا عن حقيقة أن من حقق الاستقلال هو حزب. ليس هذا فقط فقد رأى في كل من يتعاطف مع النظام في الجنوب عدوا يجب أن يحارب بشتى الوسائل وقدم تسهيلات ودعم لقوى جنوبية قامت بأعمال تخريبية في الجنوب انطلقت من مدينة قعطبة الحدودية وكان ذلك سببا في اندلاع حرب سبتمبر 1972. لقد بلغ الخوف من النظام في الجنوب التردد في السماح بفتح سفارة صومالية في صنعاءفي وسط السبعينات.حينها اعتبرالبعض أن وجودسفارة صومالية في صنعاء يعني وجود عيون للجنوب فيها وبعبارة أكثر دقة وجود سفارة جنوبية في صنعاء.وفي عهد إبراهيم الحمدي الذي أوصلته السعودية إلى السلطة ثم اغتالته لأنه لم يعد قادرا على تحمل ضغوط وإملاءات الأمير سلطان "أمير ملف اليمن" لأنه اتبع سياسة وطنية مستقلة أدت إلى تخفيف التوتر بين الشطرين .أما الرئيس علي عبد الله صالح فلم يكن ضد الجنوب وحده بل ضد مايقع ومن يكون جنوب وغرب صنعاء وعلى الأخص تعز وتهامة. عمل صالح بدون كلل على كتابة تاريخ مختلف لثورة اكتوبر وفي كل مناسبة لهذه الثورة وللاستقلال في 30 نوفمبرعام 1967 كان يوظف إعلامه والعسكري منه على وجه الخصوص لكي يتحدث عن تاريخ لم يوجد قط وكان صحيفة 26 سبتمبروهي صحيفة القوات المسلحة تستنطق جنوبيين معادين للجبهة القومية أوضباط شماليين ليتحدثوا عن معارك خاضوها ضد الإنجليز في مناطق لم تطأها إصبع واحدة لأي منهم وقد كتبت عن هذا التشويه مقالين في جريدة الوسط عام 2013.وفي كل الأحوال كان يغيب إسم الجبهة القومية ودورها وفي النادر يذكر إسم جبهة التحرير.وإذا كان الشيئ بالشيئ يذكر فإن للناصريين اليمنيين سردهم الخاص بهم للثورة أما مركز الدراسات اليمنية المنوط به الاهتمام بكل ماهو يمني في الشمال وفي الجنوب فلم يهتم مطلقا بثورة اكتوبروارتكب خطأ وطنيا بتوثيقه دورا لصالح في ثورة سبتمبر.أما بعض ثوار سبتمبر فلم يأتوا مطلقا على ذكر الجنوب لاكجغرافيا ولا كقضية وطنية في مذكراتهم.
إخوان اليمن – حزب الإصلاح: كحزب ماضوي موغل في المحافظة وحليف للقبيلة وقف الإصلاح ضد ثورتي سبتمبر واكتوبروفي أدبياته يرى أن ثورة اكتوبر ثورة قبائل لم يقم بها تنظيم سياسي وعسكري له ميثاق وأهداف وهياكل تنظيمية وخاض معارك على مدى خمس سنوات تحت هذا الإسم.وعندما قامت الوحدة عام 1990 كان همه الأول هو نسف كل ماحققته ثورة اكتوبر من مكاسب بما فيها حقوق المرأة. كتبت صحيفة الصحوة الإخوانية في عددها بتاريخ 14 اكتوبر 1999 بمناسبة الذكرى 36لثورة اكتوبر مايلي " تحتفل بلادنا اليوم بالذكرى ال36 لانطلاقة ثورة 14 اكتوبر الظافرة من قمم جبال ردفان التي قادها تشكيل القبائل بقيادة المجاهد( لاحظ اللغة) غالب راجح لبوزة التي أفضت إلى التحرير من الاستعمار البريطاني وإعلان استقلال جنوب اليمن غير أنها سرعان ماتحولت إلى إعلان دولة شطرية ظلت 23 عاما حتى قيام الوحدةاليمنية". في الخطاب الشمالي للثورتين درجتين متمايزتين فثورة سبتمبر توصف بالخالدة وثورة اكتوبر بالمجيدة والإصلاح سمى الأخيرة بالظافرة. من جهة ثانية وهذا أمرعلى درجة كبيرة من الأهمية فإن الإخوان المسلمين اليمنيين لايعترفون مطلقا لمصر بدور ولابجميل في دعم ثورتي سبتمبر واكتوبر ومن المؤكد أنهم من الذي صلوا شكرا لله على انتصار إسرائيل وامريكا في حرب 1976. وقبل أشهر قليلة كتب عبده سالم القيادي الإصلاحي بمدينة تعز مقالا أوضح فيه مالم يكن معلوما لنا وهو أن الإخوان المسلمين في اليمن كجزء من التنظيم الدولي للإخوان تحالفوا مع السعودية في محاربة الثورة اليمنية لأن عبد الناصر كان عدوا مشتركا للطرفين.
عهد صالح: رغم الضجيج الثوري والوحدوي لنظام صالح فإن علي صالح كأسلافه كان لايرى شرعية لثورة اكتوبر وللحزب الاشتراكي ونظامه والشرعية الوحيدة لديه كانت هي سلطته و الضم والهيمنة وليس الشراكة .والحقيقة هي أنه لو استطاع الشمال ضم الجنوب عسكريا قبل الوحدة عام 1990 لما تردد أوتوانى. وبعد اتفاق الوحدة في 29 نوفمبر1989 بعدن لم يخف صالح سياسته الحقيقية نحو الوحدة ونحو شريكه فيها،وفي وثيقة محدودة التداول لأعضاء المؤتمر الشعبي العام نشرت في ابريل 1990 أي قبل الوحدة بشهرلانقرأ فيها سطراعن الحزب الاشتراكي اليمني شريكه في صنع الوحدة . وبسرعة شديدة تنصلت الوثيقة من اتفاق الوحدة قبيل إعلانها في مايو بالقول أن" التعددية السياسية التي نص عليها مشروع دستور دولة الوحدة لن تكون أهدافها خارج أهداف المؤتمر الشعبي وميثاقه الوطني". وللتعبير عن رفض التعددية السياسية التي نص عليها اتفاق الوحدة تقول الوثيقة" ليس في شعبنا تعددية اجتماعية ومن ثم لن تكون هناك تعددية منهجية تتعارض وقيم الشعب الواحد".إن إنكار التعددية الاجتماعية تعسف أما الحديث عن تعددية منهجية فغير مفهوم وتعبير صريح لرفض التعددية السياسية لأن صالح كان يقول كل شعبنا قبائل). وتضيف الوثيقة بأن "الوحدة هدف سبتمبري عظيم" وهنا لاذكر لثورة اكتوبروالحزب الاشتراكي الذي وضع الوحدة على رأس أهدافه السياسية والتعليمية والتثقيفية اليومية وبدون مبالغة ماكان للوحدة أن تتم بدونه. وبعد حربه ضد الجنوب عام 1994 لم يعد صالح ملزما بالاعتراف بأن اتفاق الوحدة كان وليد إرادتين سياسيتين ونظامين لأنه كان يرى في نظام الجنوب نظاما مارقا. وتلغي الوثيقة السالفة الذكر التاريخ والذاكرة الوطنية وتزعم أن اتفاق عدن كان "تتويجا لجهود القيادة السياسية الحكيمة والمؤتمر الشعبي العام". ومن نافلة القول أن هذا المؤتمركان طبقا للبنك الدولي أحد أضلاع الفساد الثلاثة مع مؤسستي القوات المسلحة والخدمة المدنية وأنه لم يجعل الوحدة جزء من شعاره إلا في مؤتمره العام الرابع عام 1988 بإحلاله شعار " المشاركة الشعبية على طريق الديمقراطية والتنمية والوحدة اليمنبة" محل شعاره عند التأسيس عام 1982 " من أجل ميثاق وطني يجسد عقيدة الشعب وأهداف ثورته". هنا نلاحظ تأثير الإخوان والقبيلة ،فالعقيدة، التي لم تردع فساده ، وضعت قبل أهداف الثورة أي قبل المشروعية الوطنية التي أتت به كحاكم حاول تحويل الجمهورية إلى نظام وراثي المؤتمر وصف نفسه بادبياته بخادم للميثاق وليس للشعب".!!!!!.
*جزء من هذا المقال ألقيته في ندوة بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجنوب بمقر حزب التجمع الوحدوي في القاهرة في2 ديسمبر 2017
**سفير سابق للجامعة العربية في الهند وبريطانيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.