البداية كانت من ثورة 14 أكتوبر 1963 التى حدثت فى اليمن الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني، وأنطلقت من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة. وأعلن وزير الخارجية البريطاني "جورج براون" في 14 نوفمبر 1967 أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني وبدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية التى كانت الممثل عن الجنوب اليمنى ووفد الحكومة البريطانية في 21 نوفمبر 1967 من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من الجنوب، وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد بريطانيا برئاسة اللورد شاكلتون. بعد الاستقلال كان اليمنى الجنوبى يطلق عليه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية,كانت دولة اشتراكية سابقة بنظام الحزب الواحد في المحافظاتالجنوبية والشرقية في الجمهورية اليمنية، وكان يطلق عليها في الفترة بين 30 نوفمبر 1967 و1 ديسمبر 1970 جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حتى غُيِر إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. بداية الوحدة تم إعلان الوحدة رسميا في 22 مايو 1990 وإعتبار علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد وعلي سالم البيض نائب لرئيس الجمهورية اليمنية,كان اتفاق الوحدة سريعاً ولم يخضع لفترة إنتقالية لدرجة أن كوريا الجنوبية استبشرت بالوحدة اليمنية ورأت الوحدة مع كوريا الشمالية ولكن الخلافات المتزايدة بين السياسيين اليمنيين دفعت الكوريين للتعليق بأن "أي وحدة وطنية تقوم لمنافع سياسية صرفة ومفتعلة لن تنجح ويجب أن تخضع لفترة إنتقالية طويلة لإزالة الشكوك والخصومة المتبادلة بين السياسيين". قبل الوحدة في عام 1989 وقبله كانت القوى القبلية والدينية في شمال اليمن ترفض الوحدة بحجة أن الجنوب إشتراكي وسيؤمم الشمال وكانت لهم تحفظات إجتماعية كذلك بالإضافة للضغوطات السعودية الممارسة عليهم ويذكر أن من عام 1972 والسعودية تستعمل نفوذها على القبائل للإطاحة بأي حكومة في شمال اليمن تحاول المضي نحو الوحدة وكانت مصر وليبيا والعراق من أول الدول العربية التى دعمت الوحدة اليمنية. عودة مخططات الانفصال من جديد في عام 1994 شنت وحدات من الجيش اليمني في الجنوب تمردا مسلحا ضد ما يعتبرونه فسادا فى الحكومة المركزية بالشمال اليمني وضد ما أطلقوا عليه دكتاتورية علي عبد الله صالح، غير أن التمرد فشل نتيجة لقيام صالح بنشر عناصر من التيارات الإسلامية الأصولية للقتال ضد القوات الجنوبية التي دعمها الحزب الاشتراكي اليمني. عادت الاحتجاجات من جديد في مايو 2007 لم تكن هذه المرة بواسطة عسكريين بل كانت من المواطنين يطالبون بالمساواة في الحقوق ووضع حد للتهميشالاقتصادي والسياسي في الجنوب، واستمرت الاحتجاجات حتى تم رفع شعارات تطالب بالانفصال الكامل عن اليمن أستمرت الاحتجاجات داخل الجنوب اليمنى حتي تصاعدت خلال الثورة اليمنية فى فبراير 2011. وفى عام 2013 تزايدت أعمال العنف ضد المواطنين فى جنوب اليمن وتزايد حضور الناس ، ووضعت مطالب الاحتجاجات إلى الانفصال الكامل من اليمن. تصاعد الاحتجاجات والتهديد ب"30نوفمبر" البداية كانت فى 14 أكتوبر الماضى حيث أعلن الحراك الجنوبى جمعة غضب بجنوب اليمن وحتشدوا الآلاف من أنصارهم لتأدية صلاة الجمعة في ساحة العروض بعدن,واعتبر أنصار الحراك أن هذا اليوم كان تدشيناً للتصعيد الثوري الجنوبي للمطالبة بالانفصال عن السلطة المركزية في صنعاء، وما أسموها استعادة الدولة وحق تقرير المصير. بدأت مكونات الحراك الجنوبي في اليمن تحشد في محافظة عدن وبقية المحافظات المجاورة مع قرب الذكرى السابعة والأربعين لعيد الاستقلال من الاستعمار البريطاني 30 نوفمبر، وهو آخر يوم من المهلة التي منحها الحراك في بيان أصدره، دعماً لجهود استقلال الجنوب واستعادة الدولة السابقة التي إندمجت مع اليمن الشمالي في وحدة طوعية عام 1990م. ووصل إلى مدينة عدن خلال الأيام القليلة الماضية العديد من قيادات الحراك الجنوبي منهم رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر "عبدالرحمن الجفري ويحيى غالب الشعيبي مستشار الرئيس اليمني الجنوبي السابق وعلي سالم البيض ومدير مكتبه أحمد الربيزي والشيخ عبدالرب النقيب شيخ مشايخ مديريات يافع والناشطة زهراء صالح، بالإضافة إلى عدد من قيادات ومشايخ جنوب اليمن. وكانت لقاءات مكثفة جرت بين جميع مكونات الحراك الجنوبي، المطالبين باستعادة الدولة الجنوبية السابقة بشأن التشاور عن الخطوات التصعيدية التي من المتوقع أن تدشن مع قرب حلول ال30 من نوفمبر القادم. وتم الاتفاق على تنفيذ عصيان مدني شامل في محافظة عدن وبقية المحافظاتالجنوبية في اليمن، لشل الحركة كلياً في جميع المرافق والمؤسسات الحيوية، بالإضافة إلى تشكيل لجان شعبية مسلحة تقوم بحماية المحافظات من مسلحين مفترضين من القاعدة أو الحوثيين، والبدء بترسيم الحدود التي كانت تفصل دولتي اليمن قبل العام 1990 مع نشر مسلحي اللجان في هذه المعابر الحدودية.