يعتبر اليمنيون أنفسهم أصولا لأمة العرب فمن بلاد اليمن القديمة هاجر كثير من القبائل شمالا بعد انهيار سد مأرب ومازال كثير من الأسر فى مختلف البلدان العربية تحتفظ بأسمائها اليمنية ويفخر العرب الذين فرقتهم اتفاقية «سايكس بيكو» عندما يكشفون أن أسماء أسرهم مازالت تطلق على أسر موجودة فى اليمن الذى كان سعيداً. كانت عدن عاصمة الإقليم الجنوبى لليمن مدينة تجارية مزدهرة حتى استقل الجنوب عن بريطانيا عام 1967 وحكمها الحزب الاشتراكى حيث أعاقت صراعات السلطة الحزبية استقرار ونمو البلد غير أن سيطرة القانون فى الجنوب قضت على المجتمع القبلى ووحدت الجنوب تحت سيطرة حكومة مركزية قوية. أما فى الشمال فقد استمرت الصراعات القبلية وصراعات السلطة تمنع التطور فى الجمهورية التى ساعدت مصر بقيادة عبدالناصر على قيامها بين ممالك النفط عام 1962 وشهدت اليمن تطوراً ملموسا لمدة أربع سنوات بقيادة الزعيم إبراهيم الحمدى حتى اغتاله على عبدالله صالح عام 1978 الذى عرف ببطشه وعدم تلقيه أى تعليم فى أى مدرسة سواء علمية أو عسكرية. وفى عهده تحولت اليمن إلى ملكية أسرية واختزلت البلد فى شخص الرئيس واستمرت الحروب بين شمال اليمن وجنوبها يتخللها فترات قصيرة من السلام المتوتر حتى توحدت اليمن سنة 1990 وتكون مجلس رئاسى من أربعة أشخاص برئاسة على صالح ولم تطل تلك الوحدة كثيراً بل تخللها كثيراً من القتل والاغتيال لقادة فى الحزب الاشتراكى شريك الوحدة، وفى عام 1994 فجر على عبدالله صالح الحرب الذى سماها حرب الشرعية ضارباً عرض الحائط بكل الاتفاقيات وآخرها وثيقة العهد والاتفاق التى وقعت فى عمان وحضرها جميع الأطراف اليمنية وكثير من الزعماء العرب ولم يجف خبرها بعد حتى غزا صالح جميع أراضى الجنوب وأهلك كل شركاء الوحدة وعدل الدستور وصار حاكما وحيدا مستبداً طاغيا يسخر كل ثروات البلاد جنوبا وشمالا لمصلحة أسرته وحاشيته استولى على الثروات النفطية والمعدنية ومنها الذهب والغاز الذى باعه لكوريا الجنوبية بأبخس الأسعار وتحولت كل مواقع الحكم فى الدولة المسلوبة إلى هبات يمنحها صالح وابنه أحمد وأبناء إخوته للموالين لهم بدون أى مواصفات ومؤهلات. كشخص لم يتلق أى تعليم حرص صالح على تحطيم التعليم على كل المستويات تولى القيادات التربوية والتعليمية الموالون له وهم غير مؤهلين لمناصبهم وأصيب التعليم فى اليمن بكارثة من الصعب إصلاحها وانتشرت الأمية على كل المستويات فى اليمن وحتى خريجى تلك الجامعات والمدارس بقى كثير منهم يقدرون ب الآلاف بدون أعمال وانتشرت البطالة ومعها انتشر الإرهاب وقطع الطرق وخطف الأجانب وسرقة المنازل وانتشرت ممارسات دنيئة لم تعرفها اليمن قبل على عبدالله صالح. كانت الثورة التونسية والثورة المصرية شعاع أمل لاح فى أفق اليمن وسقط الزين وتبعه حسنى فى ليلة تنحى حسنى خرج الشباب فى ليلة 11 فبراير إلى شوارع تعز وبدأت الثورة اليمنية ضد طاغية اليمن الذى واجه الثورة بالعنف والحرب واستخدم جميع الأسلحة لقمع الثورة بما فيها سلاح المدرعات والمدافع والطيران إلى قذف بصواريخه قبائل يافع فى الجنوب وقبائل نهم فى الشمال استشهد المئات من الشباب الثائر فى كل أراضى اليمن. الغريب فى كل هذا أن الثورة اليمنية لم تجد من الثورة المصرية أى عون أو مساندة ولو ببيان أو بالكلام ويستغرب الشباب فى الساحات اليمنية هذا الموقف من شباب مصر، غير أنهم مازالوا يأملون بأن جماهير مصر وخاصة التكتل المصرى لمساندة ثورة اليمن سيضغط على الحكومة المصرية لمساندتهم أو على الأقل لإعطائهم مجالاً للتحرك من عاصمة العرب القاهرة للدعوة لمساندة ثورة 11 فبراير اليمنية التى لم تجد عونا من أحد وتقف شامخة تصارع طغيان صالح رغم الشعور باليتم.؟ أستاذ مساعد فى كلية الطب جامعة تعز- اليمن