حادث مروع خلف عددا من شهداء أبرار ضمن الكثير من حوادث الطرق وغيرها من الحوادث والأحداث التي باتت تطاردنا في اليقظة قبل المنام يعقبها حزن شديد يعتصر قلوبنا وحالة من الأسي تملأ حياتنا فتعلو الأصوات وتتوالي الصيحات بمعاقبة المقصرين ومحاكمة المتسببين والضرب بيد من حديد علي أيدي المستهترين وسرعان ما تمضي الأيام وتطوي معها الأحزان ونُفجع بحادث جديد من جراء إرهاب فكري أو عدو خارجي أو حادث سيارة سببه مخمور أو مسطول وكأننا قد كتب علينا أن نعود من جنازة لننتظر تجهيز أخري تري ما السبب قد يجيبك البعض قدر الله وقد يجيبك آخرون تقصير من الدولة وقد يصمت الآخرون بلا إجابة وأتأمل كتاب الله تعالي وأنا أستحضر الواقع فإذا بي أجد قول الله تعالي "أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةى قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّي هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلي كُلِّ شَيْءي قَدِيرى " "آلِ عمران 561" نعم قدر الله ولكن ما كان إلا بسبب قصرنا في جوانب فكان قدر الله تعالي قصرنا في سيرنا فأصبحت سرعة السيارة كسرعة أحدنا في البحث عن مكسب سريع وفير بمجهود قليل. أو كسرعة عين حاسد رمقت ذكيًا فأردته صريعًا .أو كسرعة لص سطي علي خزينة فالتقمته رصاصات الشرطي فسقط قتيلا نعم قصرنا لأننا ما رقبنا الله تعالي فمهدنا الطرق كما تعلمنا من عمر . تُري هل نعرف من عمر؟ ولماذا عمر "رضي الله عنه" ألأنه قال: ¢لو عثرت بغلة في شط العراق لسألني الله لما لم تمهد لها الطريق يا عمر؟¢ فلا داعي لذكر عمر فلنكن في طرقنا كمن نتشبه بهم أقصد كأوروبا أو كأمريكا لا بل كجنوب أفريقيا أو حتي كموزمبيق التي علمها الاحتلال البرتغالي كيف تصلح الطريق و تحترم قانون الطريق . وربما كان سبب الحوادث كثرة السيارات وازدحام الطريق فلنكن إذا كالصين كيف اهتمت حكومتها بالطرق وكيف جعلت من شعب تخطي تعداده المليار وثلث المليار. إن بعض الأمراض تستدعي إعمال مشرط الطبيب والمريض يأتي علي نفسه فيتحمل ألم المشرط ومرارة الدواء فإن لم يقبل بعضنا نصيحة بعضنا لبعض ونضع من الضوابط والقوانين ما يجعل المهمل يتخلي عن إهماله والمستغِل يتقي الله في الناس ونحيي قيم وآداب الطريق فستبقي طرقنا طرق الندامة التي لن تُجْدي إذا فقدنا السلامة.