إن الإسلام سيظل دائماً وأبداً دين الوسطية والاعتدال ودين القسط والميزان. بهذه المعاني الرفيعة والمبادئ السامية تميز الإسلام علي غيره في كل نواحي الحياة لذلك كان التوسط والاعتدال أصلاً من أصوله التشريعية قال تعالي: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" "البقرة: 143". وكذلك من هذه الأصول ايضا حفظ ما هو ضروري ويشمل الدين. النفس. المال. العرض. العقل ومن هنا جاءت النصوص القرآنية تحذر من الإسراف وتنهي ايضا عن البخل والتقتير قال تعالي: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" وقال تعالي: "ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً". ومن الجدير بالذكر أن الإسلام يسعي دائماً وأبداً إلي اقتصاد دائم ومتين ينبع من المعاملات الشرعية لذلك حرم كل ما من شأنه الإخلال بهذه المعاملات فنهي عن الإسراف والتبذير نهياً شديداً. وقد جاء في الأثر "ما عال من اقتصد" وفي الأثر ايضا "من اقتصد اغناه الله ومن بذر أفقره الله" وهنا يقول سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد فالإسراف والتبذير طريق من طرق كفران النقمة يؤدي إلي الهلاك والتدمير وهنا يقول الله تعالي: "وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" النحل 112 نسأل الله تعالي أن يوفقنا جميعاً للخير دائماً وأبداً وألا يجعلنا من المسرفين.