* يسأل أشرف سيد احمد - موظف ما الفرق بين الإسراف والتبذير؟ وما المراد من قول الله تعالي: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"؟ وهل يكون إسراف في المباحات؟ ** قال الله تعالي: "وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" "الأنعام: 149" لقد أرشدنا الله تعالي في هذه الآية الكريمة: إلي الطريق السوي الذي ينبغي ان يسلكه أصحاب الأموال لكي يحفظ لهم حياتهم. ويهب لهم راحة البال. وصلاح الحال وقال جل شأنه "ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا" "الإسراء:19".. روي ان عبدالملك بن مروان قال لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه حين زوجه ابنته فاطمة ما نفقتك؟ فقال له عمر الحسنة بين الشيئين ثم تلا قول الله تعالي: "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" "الفرقان 67" وكفي بالتبذير قبحا وشفاعة ان الله تعالي ماثل بين المبذرين والشياطين في عمل الشر وجعلهم قرناء في كفران نعم ربهم قال تعالي: "ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا" "الإسراء 26.27". قال بعض العلماء الإسراف يكون في كل شيء. حتي في المباحات. وبذل الصدقات وقوله تعالي: "كلوا من ثمره إذا أثمر" أي من رطبه وعنبه وفائدته الترخيص للمالك في الأكل منه. قبل أداء حق الله تعالي. وقوله: "وأتوا حقه يوم حصاده" أريد به ما كان يتصدق به يوم الحصاد بطريق الوجوب. من غير تعيين المقدار. لا الزكاة المفروضة. فإنها فرضت في المدينة. والسورة مكية. وقيل: الزكاة. والأية مدنية. وإنما أمر بأتيانها يوم الحصاد ليهتم بأداء الحق في حينه حتي لا يؤخر عن وقت الأداء وقوله "ولا تسرفوا" أي في التصدق قال: السدي: معناه: "لا تعطوا كل أموالكم وتقعدوا في الفقراء". وقوله: "إنه لا يحب المسرفين" أي لا يرضي إسرافهم وروي النسائي وابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : "كلوا واشربوا وتصدقوا مالم يخالطه: سرف ولا مخيلة" أي عجب وخيلاء.