بنظرة واقعية بعيدة عن الهوي والتعصب متجردة للحق علي واقع المسلمين اليوم ويري مشاهد الدم التي غزت المشهد تفجير هنا وقتل هناك واعتداء علي الحرمات والأعراض لعلمنا أن الجزء الأكبر من كل هذه يتحمل إثمه تلك الفئة الضالة المضلة التي أفتت بغير علم فضلت غيرها وأضلت نفسها . نعم إنهم فقهاء الدم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. هؤلاء الضالون المضلون . وفقهاء الدم لهم تاريخ حافل بكم كبير من جرائم الإغتيال والتي تمت بسبب ما أفتوا به لمجموعة عطلت عقولها . فرأينا دماء زاكية لأفاضل الفقهاء تراق بسببهم . فدم الإمام علي رضي الله عنه الذي أريق علي يد الشقي ابن ملجمپلعنه اللهپخير شاهد علي ذلك . فخلف مقتل الإمام علي فتوي منحرفة من واحد من فقهاء الدم وما أكثرهم في كل عصر ومصر فقام علي إثرها إنسان مجازا غيب عقله ووعيه بتفيذ الجريمة البشعة . إن فقهاء الدم إلههم الهوي . ويا له من إله يصل بصاحبه إلي ما لا تحمد عقباه . قال تعالي: "أَرَءيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً " "الفرقان : 43 " وقال سبحانه : "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَي عِلْمي وَخَتَمَ عَلَي سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَي بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ" "الجاثية: 23" .پيقول العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير: حفّهم بأسباب الضلالة من عقول مكابرة ونفوس ضعيفة . اعتادت اتباع ما تشتهيه لا تستطيع حَمل المصابرة والرضي بما فيه كراهية لها . فصارت أسماعهم كالمختوم عليها في عدم الانتفاع بالمواعظ والبراهين . وقلوبُهم كالمختوم عليها في عدم نفوذ النصائح ودلائل الأدلة إليها . وأبصارُهم كالمغطاة بغشاوات فلا تنتفع بمشاهدة المصنوعات الإلهية الدالة علي انفراد الله بالإلهية وعلي أنَّ بعد هذا العالم بعثاً وجزاء . ومعني "علي علم" أنهم أحاطت بهم أسباب الضلالة مع أنهم أهل علم . أي عقول سليمةي أوْ مع أنهم بلغهم العِلم بما يهديهم وذلك بالقرآن ودعوة النبي صلي الله عليه وسلم إلي الإسلام . احذروا فقهاء الدم فلهم تأثير أقوي من تأثير السحر علي عقول الشباب فهم متخصصون في قلب الحقائق وإلباس الباطل لباس الحق . وهدفهم دم الفقهاء لأنهم وحدهم يعرفون حقيقتهم المزيفة وتدينهم المغشوش.