الهوى أعدى أعداء الإنسان هو والنفس والشيطان، فأن أعدى أعدائك الشيطان والهوى ونفسك التى بين جنبيك. ومتبعو الهوى هم الذين ظلموا أنفسهم فقال:( بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) فنهانا - عزو جل - عنه فى قوله: (وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى) لأنه «فيضلك عن سبيل الله». وسمى الهوى هوى لأنه يهوى بصاحبه فى الناس كما قال السلف الصالح، والهوى يجعل صاحبه عبداً له: وذلك مصداقا لقوله- تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ) ? وكل المعاصى والبدع والعداوات والخصام والمشاكل والقضايا وما يحدث هذه الأيام من حرق وتدمير وسلب ونهب وقتل وتخريب سببه اتباع الهوى، لأن من يقوم بذلك يقدّم هوى نفسه على منهج الله ورسوله. بل أكثر الضلاله والغواية والغى مرجعه كله ذلك اتباع الهوى «ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى» وأهل البدع التى تخالف العقل والشرع والعرف يسمون فى الشرع أهل الأهواء. لذلك كان النبىصلى الله عليه وسلم أكثر خوفا على أمته من الهوى فقال: « إنما أخشى عليكم شهوات الغى فى بطونكم وفروجكم». وصاحب الهوى يعميه هواه عن الحق ويصحه عن قوله، فلا يستحضر أمر الله ورسوله فى أى موقف من المواقف . والهوى من المهلكات ولا نجاة إلا بخالفته، فإذا كان داؤك الهوى فدواؤك ترك هواك ومخالفته. وترك الهوى طريق الجنة ففى القرآن: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) وفى السنة: «طوبى لمن كان هواه تبعاً لما جئت به». ولا نملك إلا دعاء النبى صلى الله عليه وسلم بذعوبه: «اللهم إنى اعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء».