طالب وعاظ الأزهر جميع أطياف الشعب المصري بتحمل مسئولياتهم الوطنية والخروج للإدلاء بأصواتهم علي الدستور واعتبار هذا واجبا وطنيا. أضاف وعاظ في ختام مؤتمرهم الذي عقدوه أمس تحت عنوان "وعاظ الأزهر في مواجهة العنف والفكر التكفيري" ان الاسلام برئ من كل أنواع العنف التي تجتاح المجتمع والتي نجم عنها سفك الدماء والافساد في الأرض محذرين الخاصة والعامة من كل الفتاوي التكفيرية التي تستبيح الدماء والأعراض والتعدي علي الممتلكات مؤكدين علي مواصلة التصدي لها. طالب المشاركون في المؤتمر بتفعيل دور المؤسسات الدعوية المنوط بها نشر الفكر الوسطي وضرورة أن تعمل الدولة علي توفير المناخ العام داخلياً وخارجياً للوعاظ كي يقوموا بدورهم علي الوجه الأكمل وعدم السماح لغير دعاة الأزهر بممارسة العمل الدعوي والعمل علي الاهتمام بمادة التربية الدينية بجميع المراحل التعليمية والاستعانة بالعلماء المتخصصين لتدريسها تجفيفاً لمنابع الفكر المنحرف. قال الوعاظ انهم يطالبون بتحسين الأوضاع الأدبية والمالية للأئمة حتي يتفرغوا لأداء مهامهم. تحدث في بداية المؤتمر الشيخ محمد زكي بداري أمين عام مجمع البحوث الاسلامية قائلاً ان الاسلام أصيب بدعاة هم نكبة عليه وسبة في جبينه والمجمع يقوم بمواجهة هؤلاء بمنتهي العنف فللأسف الشديد هذا النوع من الناس باركوا هتلك الأعراض واستباحوا الدماء وتركوا أهل الأوثان وقتلوا أهل الاسلام ونسوا الحديث الشريف "من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله". من جانبه قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ان المؤتمر جاء في وقت عصيب انتشرت فيه الأفكار الهدامة والفتاوي التكفيرية المرفوضة ولابد أن نعي ان مجابهة الفكر تحتاج إلي وقت طويل خاصة بعد أن تحول الفكر التكفيري إلي عقيدة بين قطاع من الناس والعقيدة من الصعب تغييرها إلا ببذل جهد كبير ومن هذا المنطلق أطلقنا مشروعنا في دار الافتاء لعمل مرصد لجمع الفتاوي والأفكار الشاذة ووضع أطر مواجهتها منهجياً. أضاف المفتي ان الأمة المصرية في جهاد ضد الارهاب وهذا الجهاد يحتاج لصبر من أجل تفتيت هذا الفكر الكتفيري ولو نجحنا في ذلك فسنكون قد نزعنا فكرة العنف من جذورها. تحدث في المؤتمر أيضا الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف قائلاً ان علاج الفكر التكفيري يستلزم منا مواجهة المصطلحات الغربية التي انتشرت في أوساط المصريين مؤخرا مثل الفاسق والكافر وهكذا. مشيرا إلي أن ما يحدث في مصر من عنف وتخريب ممنهج ويأتي كمعادلة من قبل التكفيريين لإسقاط مصر من أجل تحقيق مصالح حزبية وشخصية تتلاقي مع مصالح ومؤامرات أجنبية. من جانبه قال الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا والذي شارك في أعمال المؤتمر ان ما يحدث في مصر سبق وحدث في أوكرانيا حيث فوجيء المسلمون هناك بانتشار كتب وفتاوي تكفيرية سربها لنا من ادعوا انهم جاءوا إلي أوكرانيا من أجل نشر الفكر الدعوي وانهم أعضاء في جماعة دينية معتدلة ولكننا فوجئنا بهم ينشرون الفكر التكفيري ووصل الشطط الفكري بهم إلي القول بأنه إذا حكم الحاكم ولو بقانون وضعي واحد فليس هو الكافر فحسب بل كل الرعية التي يحكمها هذا الحاكم دخلوا في زمرة الكفار. أضاف الشيخ تميم أثناء مواجهتنا لهذا الفكر التكفيري فوجئنا بأنهم نشروا كتبا غريبة المحتوي فأحد هذه الكتب مثلا احتوي علي فتوي زعم صاحبها ان أبو جهل وأبو لهب أفضل توحيدا من المسلمين الذين يحتفلون بالمولد النبوي الشريف. وطالب مفتي أوكرانيا الأزهر بتوجيه دعاته إلي أوكرانيا لمواجهة هذا الفكر التكفيري. الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر تحدث في نهاية المؤتمر قائلاً ان الأزهر أصر علي عقد هذا المؤتمر بالقرب من جامعة الأزهر حيث يمارس التكفيريون عملهم في منع طلاب الأزهر من الدراسة حتي يؤكد للجميع ان الأزهر لن ولم يخش الارهاب وان الأزهر بخير. وطالب د. شومان المصريين بألا يحصلوا علي الفتوي إلا من أهل الاختصاص في الأزهر ودار الافتاء مؤكدا انه حتي الأزهريين ليسوا كلهم مؤهلين للافتاء في شئون الدين فالحلال والحرام يعرفه علماء الأزهر فقط علي حد قوله. أعلن شومان تأييد الأزهر لمبادرة دار الافتاء وتأييد الإمام الأكبر شيخ الأزهر لكل القرارات التي اتخذها وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة منذ تعيينه حتي اليوم.