طالب وعاظ الأزهر الشريف, بتفعيل دور المؤسسات الدعوية المنوط بها نشر الفكر الوسطي وتهيئة المناخ العام داخليا وخارجيا لهذه المؤسسات كي تؤدي دورها علي الوجه الأكمل وعدم السماح لغير دعاة الأزهر والمأذون لهم بممارسة العمل الدعوي. وطالبوا خلال المؤتمر الأول لمجمع البحوث الإسلامية والذي عقد أمس تحت عنوان' مواجهة العنف والفكر التكفيري' بمشاركة مفتي الجمهورية ووزير والأوقاف ونحو1200 واعظ بالأزهر الشريف أطياف الشعب المصري بتحمل مسئوليتهم الوطنية, والخروج للإدلاء بأصواتهم علي الدستور واعتبار هذا واجبا دينيا ووطنيا. ودعا المؤتمر في ختام أعماله إلي الاهتمام بمادة التربية الدينية بجميع المراحل التعليمية, والعمل علي بث روح التواصل بين العلماء والشباب, والوقوف صفا واحدا بجانب جميع مؤسسات الدولة للحفاظ علي أمن الوطن. وأكد وعاظ الأزهر دعمهم لقرارات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للعمل علي حقن الدماء, ولم الشمل واستقرار المجتمع وإعلاء المصالح العليا للوطن نحو تحقيق أمنه واستقراره. وشددوا علي سماحة الإسلام وبراءته من كل أنواع العنف التي تجتاح المجتمع والتي نجم عنها سفك الدماء والإفساد في الأرض. وحذروا من كل الفتاوي التكفيرية التي تستبيح الدماء والأعراض والتعدي علي الممتلكات, والتصدي لها بكل ألوان المقاومة المشروعة. من جانبه قال الدكتور محمد مختار جمعة, وزير الأوقاف, إن ما يحدث من عنف وتخريب ممنهج إنما هو محاولة لإسقاط الدولة المصرية لمصالح حزبية وشخصية تتلاقي مع مصالح ومؤامرات خارجية, تتخذ من إنهاك الشرطة والجيش المصري وسيلة لتحقيق مآربها في الحصول علي السلطة ولو أدي ذلك إلي تمزيق الدولة المصرية وكسر شوكتها, وضياع القوة الباقية للأمة العربية وقلب العالم الإسلامي, ولكن الله حافظ مصر, وسيرد كيد أعدائها في نحورهم. وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الأوقات العصيبة التي تتصارع فيها الأفكار, وتنتشر فيها الفتاوي الهدامة التي التي تحض علي القتل والتخريب, وأضاف, بأن هذه الفتاوي التكفيرية لا يرد عليها إلا بالفكر, وأشاد المفتي بدور وعاظ الأزهر في نشر الفكر الوسطي المستنير الذي يسهم في نشر وسطية الأزهر بعيدا عن التعصب والتطرف الذي انتشر بصورة مفزعة في هذه الأيام, مؤكدا أن دار الإفتاء ومؤسسة الأزهر يتعاملان علي قلب رجل واحد لنشر الفكر الوسطي الصحيح, وأكد أننا في هذه الأوقات العصيبة نحتاج إلي تضافر كل الجهود وبذل كل مافي وسعنا, وأشاد بدور وزارة الأوقاف في مسئوليتها تجاه هذه الأحداث, ومعالجتها بالفكر المستنير. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر, إن هذا المؤتمر يمثل تحديا للارهاب الإرهاب, وإن الأزهر وعلماءه لا يخشون إلا الله ويقفون له بالمرصاد. وطالب بتطبيق حد الحرابة علي المفسدين الذين يروعون ويقتلون الآمنين, ويعتدون علي قوات الأمن التي تسهر علي امن الوطن استنادا إلي فتاوي ضالة أو مضلة. وأشار إلي أن منهج الأزهر وسطي لا يعرف التشدد ويدين العنف والإرهاب وأن ما يحدث للمواطنين جريمة عظمي وإفساد في الأرض, مطالبا الجميع باتباع فتاوي الأزهر والإفتاء بصفتهما المنوط بهما الإفتاء في أمور الدين. وطالب وعاظ الأزهر في بيانهم الختامي للمؤتمر بعقد مؤتمر لبحث القضايا المعاصرة وعلاجها من منظور إسلامي, مباركين خطوات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ووزير الأوقاف في الإشراف علي الدعاة ومشاركتهم في القوافل الدعوية لنشر صحيح الدين. وشددوا علي ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية كي تقوم بدورها علي الوجه الأكمل وعدم السماح لغير أبناء الأزهر بممارسة العمل الدعوي, مع ضرورة إحياء العلوم الشرعية, وطالبوا بالضرب بيد من حديد علي كل من شارك في سفك الدماء وترويع الآمنين وتهديد الأمن. ودعوا لضرورة تحسين الأحوال المادية للأئمة والوعاظ حتي يتفرغوا لأعمالهم الدعوية دون أن يشغلهم عنها شاغل. وأكدوا في توصياتهم أن النزول للاستفتاء والمشاركة والوطنية واجب وطني.