بشر الشيخ فوزي أحمد عباس القوصي - إمام أول مسجد البحاروة بقرية الخرانقة. مركز قوص بمحافظة قنا - الصائمين المجتهدين في الطاعات بالفوز بثواب شهر رمضان المعظم وجني أكبر ما يمكن من الأجر والثواب العظيم الذي أعده المولي عز وجل لعباده في هذا الشهر الكريم. وطالبهم بالاستمرار في فعل الخيرات والطاعات طوال العام وعدم التراجع عقب انتهاء الشهر الكريم. لنيل رضوان الله تعالي ورحمته. ولأن رب رمضان هو سبحانه وتعالي رب كل الشهور. وقال الشيخ فوزي في درسه لرواد المسجد: لقد حظي شهر رمضان بخير عميم وبارك الله سبحانه جميع أيامه ولياليه وشاءت إرادة الله تعالي أن يكون لبعض أيام الشهر العظيم منزلة خاصة ومن أبرز معالم الفضل أن فيه ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن والتي كرمها الله تعالي وأجزل فيها العطاء فجعلها خيراً من ألف شهر. وكيف لا وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن هدي للناس ومن أجل نزول القرآن في شهر رمضان كنعمة من أجل النعم أوجب الله تعالي صيامه شكراً له علي نعمته بجانب ما للصوم من ثمرات عديدة. من أجل هذا اكتسب شهر رمضان ميزة علي غيره وكان درة بين شهور السنة وكان هو الشهر الوحيد الذي ذكره الله تعالي في القرآن الكريم مصرحاً باسمه قال تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن". ليلة القدر أضاف موضحاً أن ليلة القدر هي ليلة نزول القرآن وعيد ميلاده الشريف. كانت الليلة غير محددة ولا معينة بميقات محدود معلوم وانما أبهمت وأخفاها الله تعالي ليستوعب جميع أيام الشهر بكثير من الطاعات يقول - صلي الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان. ليلة القدر في تاسعة تبقي وفي سابعة تبقي وفي خامسة تبقي" وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" رواه مسلم. ويستحب طلبها في جميع ليالي رمضان وفي العشر الأواخر آكد وفي ليالي الوتر منه آكد فقال النبي: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" ولذلك أيضاً وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" رواه مسلم. استطرد الشيخ فوزي قائلاً: واختلف أهل العلم في أرجي هذه الليالي فروي أنها ليلة إحدي وعشرين وروي أيضاً أنها ليلة ثلاث وعشرين وليلة أربع وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين وآخر ليلة. فقد وردت في كل هذه الليالي روايات وجمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات بأنها تتنقل في ليالي العشر. قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالي هذه الليلة علي الأمة ليجتهدوا في طلبها ويجدوا في العبادة في الشهر كله طمعاً في إدراكها كما أخفي ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كله وأخفي اسمه الأعظم في الأسماء وأخفي الأجل وقيام الساعة ليجد الناس في العمل حذراً منهما. وقد ورد في الحديث الشريف أنه "من علامات ليلة القدر أن تطلع الشمس لا شعاع لها وقيل لا حارة ولا باردة ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بالدعاء بما ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يارسول الله. أرأيت إن وافقت ليلة القدر بم أدعو؟ قال: "تقولين. اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني". زكاة الفطر وقال الشيخ فوزي: بقي من رمضان شيء نكمل به صومنا ونرضي به ربنا وهو إخراج زكاة الفطر. تخرجها عن نفسك وعن كل من تلزمك نفقته صاعا من بر أو شعير أو من غالب قوت البلد. ويجوز إخراجها نقداً.. روي البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: فرض رسول الله - صلي الله عليه وسلم - زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير علي العبد والحر والذكر والانثي والصغير والكبير من المسلمين.. وروي أبوداود وابن ماجة والدارقطني عن ابن عباس قال "فرض رسول الله - صلي الله عليه وسلم - زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" فالغرض منها كما ذكر ابن عباس: التوسعة في يوم العيد علي فقراء المسلمين ومساعدتهم. قال - صلي الله عليه وسلم: "أغنوهم عن ذل السؤال في هذا اليوم" رواه الدارقطني والبيهقي وكذلك "جبر" ما قد يقع في صيام المسلم من قصور. فزكاة الفطر للصيام كسجدة السهو للصلاة وفي العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف وهو سنة فقد روي عن النبي أنه اعتكف وأزواجه من بعده. والاعتكاف مستحب في كل وقت سواء في رمضان أم في غيره. وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء. أما ليلة العيد فعلي المسلم إحياؤها بحضور الجماعات والإكثار من الطاعات روي عن عبادة بن الصامت حديث "من أحيا ليلتي العيد أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب. وعلي المسلم حضور صلاة العيد مع إخوانه من المسلمين مشاركة لهم في فرحتهم ويلبس ما عنده من ثياب ويفطر في عيد الفطر علي تمرات وتر قبل أن يخرج للصلاة ويأمر أولاده وأهل بيته بالخروج للصلاة ويستحب الذهاب إلي صلاة العيد من طريق والرجوع من طريق آخر روي البخاري عن جابر قال: "كان النبي - صلي الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق. وكان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك. وقد واسي رسول الله في يوم العيد الفقراء والأيتام وأطعمهم الطعام وحث علي التزاور ونهي عن البخل وحذر من الإسراف. الستة البيض أضاف الشيخ فوزي موضحاً في درسه: وبعد رمضان وبعد العيد هناك صيام ستة أيام من شهر شوال عن أبي أيوب رضي الله عنه. عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "من صام رمضان ثم اتبعه ست من شوال فذاك صيام الدهر" رواه مسلم وأبوداود.. وانما كان له أجر من صام الدهر لقول الله تعالي: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" فإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها فشهر رمضان يعدل صيامه مع فضل الله تعالي عشرة أشهر كما تعدل الأيام الستة من شهر شوال شهرين لأن الحسنة بعشر أمثالها فمجموع ذلك عام كامل. وقد استحسن بعض الأئمة أن تصام هذه الأيام متوالية عقب يوم عيد الفطر فإن فرق الأيام أو أخر بعضها أو كلها عن أوائل شهر شوال إلي آخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه اتبعه ست من شوال والحكمة من مشروعية هذه الأيام من شهر شوال إنها تجبر النقص الذي قد يحدث في صيام رمضان.