تعيش الأحزاب الاسلامية حالة غير مسبوقة في تاريخها من الترقب والقلق والتوتر لتحركات المشهد السياسيي ويبدو ذلك من خلال لجوء قادته لآخر الأوراق التي يمكن اللجوء اليها في لمواجهة التطورات علي الساخة .. خاصة بعد تأُزم الموقف سياسيا وسقوط ضحايا واراقة الدماء وحرق مقار جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بالقاهرة وبالعديد من المحافظات 0 بدت حالة الارتباك واضحة علي تصريحات كل من قيادات التيار السلفي والجماعة الاسلامية وأحزاب النور والوطن والاصالة وغيرها . وهو ما يجعل الامر في غاية التعقيد في ظل الصمت المريب للرئيس والذي بدت خطاب متحدثيها مرتبكا ومخيبا للامال فيما حث الجميع الرئيس علي استصدار قرارات تنقذ الموقف . ومع تعقيد المشهد ورغم تداخلاته الكثيرة بقيت الجماعة الاسلامية متصدرة لجوار جماعة الاخوان في واجهة رابعة العدوية و اضطرت ت لاصدار بيان قالت فيه أنها لم تأمر أحدا بحمل السلاح .. مؤكدة أنها مستمرة في رسالتها السلمية والتظاهر السلمي دعما للشرعية التي أتت بالرئيس المنتخب. مشددة علي أنها لم تأمر أحدا من أعضائها بحمل السلاح. وأضافت ت أن الاعتداء المتكرر علي الملتحين في المواصلات العامة البعض قد يدفع لحمل أداة يدافع بها عن نفسه. وأن محاولة الإعلام الكاذب تضليل الشعب بنشر أخبار غير دقيقة هو من قبيل الدعاية الكاذبة المعتادة عن هذه الفضائيات وعرض أمين عام البناء والتنمية الشيخ علاء أبوالنصر أن المتظاهرين يُغلقون الطرق ومحطات المترو بالقوة وقاموا بغلق محافظة الجيزة. مما يُعد إنتهاكاً لحقوق وملكية الأخرين - حسب وصفه.. مشيرا إلي أن مايحدث اليوم من تظاهرات بمختلف أنحاء مصر لن تؤثر في شرعية الرئيس المنتخب. لافتاً الي أن الجميع عليه الإحتكام الي الصندوق. لأنه الفيصل الوحيد الذي يمكن من خلاله تداول السلطة.وأضاف. أن الداعين لتظاهرات يونيو يقولون ¢لا للعنف¢ ويدعون الي الذهاب الي قصر الإتحادية وإقتحامه مما يعد تناقضا واضحا في أقوالهم وأفعالهم. وبقي حزب الوطن علي عهده مناصرا للاخوان ليؤكد علي لسان متحدثه الرسمي الدكتور أحمد بديع أن الأوضاع تميل إلي السلمية. مستبعداً وجود أي مشادات بين معتصمي التحرير ورابعة العداوية.. موضحا أن الرئيس ¢مرسي¢ يحاول السيطرة علي الأمور من خلال عقد اجتماع طاريء لمناقشة التطبيق العملي للأمور التي تطرق لها في خطابه الأخير. مؤكداً أن الرئيس سيناقش أمر لجنة المصالحة الوطنية. وتعديل الدستور. و أن مواقف الرئيس سترتبط بتصاعد الأحداث في الفترة القادمة. ورغم موقفه المناصر للإخوان وأنه لم يسلم من الاسقاطات.. طالب نائب رئيس الحزب الدكتور يسري حماد الرئيس مرسي بتقديم تنازلات وذكر أنه ليس من بينها التنازل عن الرئاسة كما يطالبه البعض واشار الي قصة عثمان بن عفان "رضي الله عنه" الذي حقن الدماء بصرفه الصحابة عن حمايته حتي لايراق دم بسببه وفي نفس الوقت. رفض التنازل عن الحكم . وقال حتي لاتكون سنة. أي كلما تجمع بعض المعارضين يقوم الحاكم بالتنازل عن الحكم. وهكذا لن يستقر أمر حكم البلاد. وقال: مبادرة حزب الوطن وخطابي في 26يونيه يؤكد إعترافي الكامل بشرعية السيد الرئيس وتثبيته في الحكم حتي يقوم هو بالاصلاح المنشود خاصة أنني شخصيا لاأري غيره صالحا للالتفاف الوطني في الوقت الحاضر. أما الرئيس السابق للأصالة وعضو مجلس الشوري اللواء عادل عفيفي فأعتبر أن الإحتمالات جميعها واردة.. مطالبا الرئيس بإعلان الأحكام العرفية .وحل مجلس الشوري .وتسلم سلطة التشريع .وفرض إعلانات دستورية حسب تطور الأمور كما كان يفعل المجلس العسكري. وفي معسكر مختلف وموقف خارج منصة التيار الاسلامي.. وجه الدكتور خالد علم الدين عضو الهيئة العليا لحزب النور رسالة إلي الرئيس مرسي قال له فيها ¢يا ريّس .. أنت أقدر المصريين علي تجنيب البلاد ويلات الغد. يا ريّس .. أعل مصلحة الوطن علي مصلحة الجماعة. يا ريّس.. خّذ قرار.. تحقن به دماء المصريين. وتحافظ به علي مقدرات الوطن¢. وخاطبه قائلاً ¢هو حق دستوري لك وحدك. ولا أريدك أن تجبر عليه. وسيذكر لك التاريخ هذا القرار وقال حزب النور في بيان له بشأن الأزمة السياسية الحالية أعرب فيه عن بالغ أسفه لسقوط ضحايا وجرحي وإراقة الدم الحرام وأن نسفك دمائنا بأنفسنا ونود في ذلك الصدد أن نعيد علي ما سبق بيانه من عظم شأن الدماء عند الله وتذكير أن كل مشارك بفعل أو قول أو تحريض سوف يسأل عن ذلك أمام الله عز و جل. دعا ¢النور¢ مؤسسة الرئاسة إلي النظر بعين الاعتبار إلي أعداد المتظاهرين والتنوع في توجهاتهم حتي تدرك أن هناك مطالب مشروعة للشعب المصري لابد من الاستجابة لها وأن وجود قوي ذات أجندات خاصة أو وجود مجموعات تتبني العنف لا يخل بمطالب الجموع الغفيرة من الشعب المصري والذي يجب أن تضعها كل من الحكومة والمعارضة فوق رؤيتهم السياسية. قال:ننتظر من الرئاسة خطوات عملية وجريئة وسريعة في رأب الصدع ومستعدون للمساهمة في أي حل يلقي قبولا عاما. وننتظر من شعب مصر العظيم أن تكون جموعه غير المسيسة هي عنصر الأمان الذي يمنع اندساس المخربين ويرشد طيش الطائشين ويحافظ علي وجهه الحضاري العظيم. وهكذا تبدو ردود الفعل متباينة بين التيار الاسلامي في ظل تزايد اراقة الدماء . ويا تري الي اين سيتجه الامر بالتيار الاسلامي . وهل سينتبه الرئيس الي أنه الآن أصبح بقرار واستيعابه منقذا للتيار الاسلامي ولجماعة الاخوان ولمصر من الضياع أم سيدمر كل هؤلاء.. سؤال تبقي اجابته رهن بما ستأتي به الأيام القادمة.