حذر الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدي الفكر العربي من الأطماع والمشاريع التي تستهدف المنطقة العربية لتقويض المحاولات الجادة للإصلاح السياسي والاقتصادي ومن هنا تظهر أهمية التفاعل الفكري وتكامل الخبرات بين أبناء الأمة العربية والإسلامية التي يجمعها الهم والأمل والمصير المشترك. وأشار الأمير الحسن في تصريحات للصحفيين عقب لقائه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي أهمية ترسيخ مفاهيم وقيم المحبة والتسامح بين الناس ووضع أسس لمنظومة الحريات لتحقيق طموحات المواطنين العرب داعياً إلي تفعيل دور الفقه الإسلامي بحيث تؤدي مؤسسة الاجتهاد دورها في معالجة قضايا المجتمع المعاصر ومشكلاته علي مختلف الاصعدة وتنظيم شئون الفتوي من خلال مؤسسات مؤهلة قادرة علي الحد من فوضي الفتاوي لمواجهة ما نشهده هذه الأيام من تطرف في الخطاب الديني وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداماً خاطئاً مشيراً إلي عدد من المشكلات التي تواجه الدول العربية والإسلامية ومنها مشكلات الفقر والبطالة والأمية ونزيف العقول "هجرة العقول" والتي كانت سبباً رئيسياً في الحراك العربي الأخير. وطالب الحسن بضرورة إعداد جيل فاعل من الدعاة والأئمة وعلماء الدين والارتقاء بفكرهم وكفاءتهم ليسهموا في بناء مجتمعاتهم وتوجيه العقول والطاقات لتحقيق مضامين التعارف والاستخلاف ومحاربة الفتن والنزاعات التي راح ضحيتها أكثر من 92 مليون شخص منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية "وما يزيد الألم أن الدول الإسلامية كانت طرفاً رئيسياً وما زالت في النزعات والفتن!!!!! وأوضح أن الأزهر يقدم نموذجا للدور المرجو من المؤسسات الدينية والعلماء الذين يفهمون الدين حق الفهم ويتحملون توجيه الأمة وترشيد طاقتها وتهذيب سلوكياتها وتقويم حركاتها التغيرية ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي والإداري الذي يتعارض مع القيم الإسلامية والمشاركة الفاعلة في بناء الأمة وإعلان هوية الوطن لاسيما في هذه الأيام التي تشهد حراكا سياسياً وتطرفاً كبيراً في الخطاب الديني وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداماً خاطئاً. واقترح إنشاء "المؤسسة العالمية للزكاة والتكافل إقامة صندوق الحج مؤسسة تنمية أموال الأيتام تفعيل دور الأوقاف الخيرية" داعيا الأزهر إلي المشاركة في إخراج مشروع صندوق الزكاة العربي والإسلامي إلي النور لكي يساهم في تنمية المجتمعات العربية والإسلامية. ودعا الأمير الحسن إلي إطلاق مبادرة مشروع الميثاق الاجتماعي العربي الذي يتفق مع وثيقة الحريات التي أطلقها الأزهر والتي كانت مرجعاً أساسياً لمشروع الميثاق. داعياً الأزهر للمشاركة في الاجتماع الموسع القادم الذي سيقر وثيقة الميثاق بشكلها النهائي. كما اقترح إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان كمؤسسة تضمن النزاهة والمراقبة لجميع المؤسسات في الدول العربية والإسلامية. من جانبة أكد شيخ الأزهر علي ضرورة استعادة المواطن العربي لعزته وكرامته. التي صانها الشرع وجعلها شعاراً للمسلم القوي. وأهاب الطيب بأهمية عودة الروح لوجدان أبناء الأمة حتي يعودوا إلي ريادتهم وإلي خيريتهم التي اصطفاهم المولي عز وجل بها بين الأمم. لأنه لو كانت هذه الخصيصة موجودة بيننا الأن ما استمر شلال الدم علي أرض سوريا الشقيقة قائلاً "لو كان هذا الدم لحيوانات لانتفض الضمير العالمي. فما بالنا بأسمي مخلوقات الله" "هذا الإنسان الذي كرمه ربه. ونفخ فيه من روحه. واسجد له ملائكته وجعل هذه الحياة معبراً إلي الآخرة" "أليس من العار علي أبناء الأمة أن ينظروا إلي تلك المشاهد التي تقشعر لها الأبدان دون أن يتحرك الضمير العالمي بصورة فعالة لإيقافه".