الدعوة إلي إعلان العصيان المدني من قبل بعض القوي السياسية لن يكون آخر ما في جراب الداعين لفرض وجودهم علي الساحة السياسية. ولكن كل الدلائل تشير إلي أننا سننتظر المزيد والمزيد من وسائل التهديد والوعيد والعصيان لشعب مصر وأرضها الطاهرة.. وكل هذه التهديدات بالعصيان المدني لا لشيء ولكن لأنهم استشعروا أنهم فقدوا كل شيء من المكتسبات التي كانوا في انتظار أن يحققوها بعد قيام الثورة.. ومن أهم هذه المكتسبات التي فقدوها هو تأثيرهم في صنع القرار السياسي في البلاد.. وأنهم كانوا يأملون في أن يرسموا خارطة الطريق لمصر الجديدة علي هواهم وأن يكونوا هم من يحكم مصر فعلياً.. لكن ما يشاهدونه وما نشاهده نحن علي الساحة الآن يختلف تماماً عن رغباتهم وتطلعاتهم المأمولة.. لذلك أري أن هذا الصدام والصراع الذي يختلقونه بين الحين والآخر والدعوات للعصيان المدني لن تنتهي بعد وسندفع نحن شعب مصر ثمن عدم حصول هؤلاء النفر علي مكاسب سياسية في البلد بعد أن "خلع" كبيرهم الذي علمهم العصيان. والحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع أن أمثال هؤلاء الذين فقدوا مصداقيتهم في الشارع لن يكونوا أوصياء علي البلد. فالشعب قام بثورته واختار من يمثله في البرلمان ومن يتحدث عنه بإرادة حرة ونزاهة تامة ولفظ أمثال هؤلاء الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر ولن يتحقق لهم ما يريدون من تفكيك مصر ووحدتها وبث بذور الفتن بين أفراد الشعب والبرلمان والمجلس العسكري. لكن ما حدث من أبناء الشعب تجاه الدعوة للعصيان وإخفاق هذا المخطط هو خير شاهد ودليل علي أن الشعب بكل فئاته مع الاستقرار والعمل والإنتاج.. لذلك أري أن هذه الحفنة القليلة لم ولن تسكت ولن يهدأ لها بال إلا إذا شاهدت مصر كما يريد أسيادهم.. ولكن أنا لهم ذلك.. فمصر وحدة واحدة في وقت الأزمات والشدائد ولن تفرقها الأموال الخارجية والمعونات الأجنبية تحت أي ظرف من الظروف. *** وختاماً: قال الشاعر: اصبر علي كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله