الكل يتحدث في السياسة. الأغلبية تشارك في المليونيات سواء في التحرير أو العباسية أو ميادين المحافظات. المطالب الفئوية تزداد يوماً بعد يوم. ائتلافات هنا وثوار هناك.. الجميع ثائرون.. من هو ضد المجلس العسكري ومن هو معه. جميع فئات الشعب تدلي بدلوها في رحيل العسكري أو بقائه. تسليم السلطة لرئيس مدني أو تسليمها للبرلمان ومنا من يؤيد وآخر معارض.. تنابز هنا وسباب هناك. شعارات يرددها بعض الثائرين وضدها يرددها المؤيدون.. أصبحت السياسة هي كل شيء في حياتنا.. الكل يشكك في الكل. والشعب يريد إسقاط الشعب. ولا هم لنا إلا المكتسبات الفردية في أي موقع وأي مكان. لا أحد يعنيه ما يحدث لمصرنا وما يحاك ضدها من مؤامرات.. فالتيار الديني يحاول جني المكتسبات واحدة تلو الأخري فبعد اكتساحه لانتخابات الشعب يسعي لحصاد أكبر قدر من مقاعد الشوري. والليبراليون بعدما استشعروا أنهم فقدوا الكعكة بأكملها يحاولون أن يضربوا الكرسي في الكلوب كما يقولون ويرددون لا شعب ولا شوري الإخوان بره الميدان. فراحوا يخترعون من الروايات التي جاء بها كبيرهم بعد تنازله عن الترشيح للرئاسة بإختيار رئيس مدني للبلاد أمام رفض شديد من بقية التيارات.. الغريب.. وأمام هذا التصارع الرهيب علي النيل من المكتسبات لم نجد من يتحدث عن مرض الإقتصاد المصري مع توصيف العلاج بل بالعكس أجد من يخفف من حدة المرض وآثاره رغم أن الأرقام لا تكذب والحقائق واضحة وضوح الشمس في الظهيرة. فالاحتياطي النقدي تراجع من 36 إلي 18 مليار دولار والبطالة زادت إلي 25% وتوقف أربعة آلاف مصنع عن العمل وأن التقارير الأجنبية تشير إلي إفلاس مصر وتهاوي قيمة الجنيه.. والجميع يتجاهل ذلك.. ولا حديث لنا إلا السياسة وهذا معناه أننا نسير إلي مستقبل غامض.. وقانا الله شر الفتنة!! *** وختاماً: قالوا: عندما نتألم من كلام الذين نحبهم. نصاب بالألم مرتين.. مرة من كلامهم وأخري لأننا عاجزون عن الرد بنفس أسلوبهم.