جامعة كفر الشيخ تحصد المركز 12 في تصنيف ويبومتركس الإسباني للاستشهادات المرجعية بإصدار يوليو 2024    رئيس مجلس الدولة الجديد يعيد تشكيل المكتب الفني    بدء الجمعية العمومية للأطباء بعد اكتمال النصاب القانوني لأول مرة منذ 5 سنوات    وزير التعليم يشدد على أهمية التحضير والاستعداد المبكر للعام الدراسي الجديد (صور)    اختبارات القدرات ونظام القبول.. إجراءات جديدة ل "الأعلى للجامعات" بشأن تنسيق 2024    شيخ الأزهر يوصي علماء إندونيسيا بتحصين أبنائهم ضد دعاة التشكيك في حجيَّة السنة    تكثيف الأنشطة الصيفية في مدارس الوادي الجديد    تنظيم 3 قوافل لإتاحة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية في أسيوط    وزير التعليم العالي: نواصل خطة للنهوض بالطالب الجامعي وتأهيله لسوق العمل    الشكاوى سببها زيادة الاستهلاك.. مصدر: الإعلان عن الأسعار الجديدة للكهرباء خلال أيام (تفاصيل)    خبراء الضرائب: الالتزام باتفاقيات منع الإزدواج الضريبي يُحسن سمعة مصر الدولية    ‫رئيس الإصلاح الزراعى يتفقد الجمعيات والمشروعات الإنتاجية بمناطق الهيئة فى محافظة البحيرة    موعد تسليم عمارات مشروع سكن مصر بالمنصورة الجديدة    الرئيس الإيراني المنتخب يتسلم مرسوم التنصيب.. 15 يوما أمام بزشكيان لتقديم حكومة لنيل ثقة مجلس الشورى    حماس: نتنياهو يعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    رئيس الوزراء المجري: ترامب سيحل الحرب الروسية في أوكرانيا    "إذا واصلت دعم روسيا".. بايدن: الحلفاء الأوروبيون مستعدون لخفض الاستثمارات في الصين    قائد منتخب الدراجات يدافع عن شهد سعيد| من حقها المشاركة في الأولمبياد    انتشال جثتي سيدة وابنتها من ترعة الإبراهيمية بالمنيا    تفاصيل حفل ماجدة الرومي بمهرجان العلمين، وهذه أسعار التذاكر    بلدية غزة: الاحتلال دمر 35% من المبانى والمرافق السكنية فى الشجاعية    شيخ الأزهر يؤكِّد ضرورة التَّعاون لدعم إعادة بناء المؤسَّسات الصحيَّة والتعليميَّة في غزة    محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى المبرة للتأمين الصحي    "استغاثة الست اعتماد"| تدخل عاجل من محافظ أسيوط لإنقاذ حياة مريضة.. ماذا حدث؟    الكرملين يصف تصريحات بايدن تجاه بوتين ب "غير المقبولة على الإطلاق"    وزير الخارجية يلتقى غدا مستشارة الرئيس الفرنسى وأمين مجلس التعاون الخليجى    تعرف على إيرادات فيلم اللعب مع العيال ل محمد إمام    الهجرة النبوية وأنشطة صيفية ضمن فعاليات قصور الثقافة بالجيزة    محافظ الجيزة يزور «معانا» لإنقاذ انسان ببولاق الدكرور لرعاية الاطفال والمواطنين بلا مأوى    آمال ماهر وفؤاد عبدالواحد.. وليلة غنائية لا تنسى في عروس المصائف "    المشاط: استمرار زيادة فجوة تمويل التنمية ومواجهة العمل المناخي تُشكل تحديا رئيسيا على المستوى العالمي    يوم عاشوراء 2024.. الموعد وفضل صيامه والأدعية المستحبة (كفارة لذنوب عام)    جماهير ألمانيا تتوقع تتويج إسبانيا بلقب يورو 2024    حزب الله يستهدف جنودا إسرائيليين فى محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية    وكيلة صحة بني سويف: الإعلام شريك أساسي في تحسين خدمات الصحة بالمحافظة    من غروب الخميس.. فضل قراءة سورة الكهف والوقت الأمثل لقراءتها    مفهوم الهجرة ومعانيها (2)    عمرو عرفة يضع وصفًا لكل أعماله ويتمنى تقديم السيرة الذاتية ل«النقشبندي» (فيديو)    الرئيس النمساوي يودع الفريق الأولمبي المشارك في دورة الألعاب الصيفية في باريس    مصرع سائق اشتعلت به السيارة بسبب ماس كهربائي بالجيزة    نصائح لموجهة الموجات الحارة.. كيف تحافظ على برودة منزلك وصحتك| شاهد    "الصحة": انتهاء البرنامج التدريبي في الحوكمة الصحية بالتعاون مع كلية "ثاندر بيردا" الأمريكية    أولمبياد باريس.. استعدادات «فراعنة الأولمبي» قبل خوض غمار المنافسات    تفاصيل زيارة وزير التعليم لمحافظة المنيا (صور)    جثته متفحمة.. تحديد هوية ضحية سيارة الصحراوي المشتعلة    مصرع سائق تريلا تفحمت سيارته على الطريق الصحراوي جنوب الجيزة    خلال 24 ساعة.. ضبط 14 طن دقيق مدعم داخل المخابز السياحية    انطلاق القوافل العلاجية الشهرية اليوم لمبادرة حياة كريمة بقرى ومدن البحر الأحمر    اتحاد الدراجات يحسم مصير مشاركة شهد سعيد في أولمبياد باريس 2024    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين بالعريش    الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الرسل.. اليوم    ضبط تشكيل عصابي بحوزته كمية كبيرة من المخدرات والشابو والهيروين بالأقصر    موضوع خطبة الجمعة اليوم.. «لا تحزن إن الله معنا»    «معندناش اتحاد كرة».. تحرك جديد من المقاولون العرب بشأن مباراة بيراميدز    صلاح سليمان: السعيد الأفضل في مصر..وجوميز اكتشف ناشئين مميزين    عبدالناصر زيدان يهاجم رئيس اتحاد الدراجات بسبب أزمة جنة وشهد    أمير عزمي: الزمالك يلعب دون ضغوط.. وهذا الثنائي يعجبني    تعرف على توقّعات برج الميزان اليوم 12 يوليو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس طارق الملط المتحدث باسم حزب الوسط:
لم نخرج من عباءة الإخوان والتحالف مصيره الفشل!
نشر في آخر ساعة يوم 18 - 10 - 2011

المهندس طارق الملط رغم وضوح مواقف حزب الوسط إلا أن ذلك لا يمنعنا من الحيرة في تصنيف وضعه بين القوي السياسية أحيانا يبدو لنا أقرب للتيار الإسلامي وأخري نراه متسقا مع التيار الليبرالي. في هذا الغموض تكمن حقيقة حزب الوسط في رأي المهندس طارق الملط عضو الهيئة العليا والمتحدث باسم الوسط.. موضحا أن الحزب يقف في المنطقة الوسطي ويعبر عن الشريحة العريضة من الشعب المصري المتدين باعتدال وهو ما يريد الحزب المحافظة عليه ويرفض أن يكون مسخا سواء للشخصية الغربية أو الخليجية.
مؤكدا أن الحزب وإن خرجت بعض قياداته من الإخوان إلا أن هؤلاء لايمثلون الآن سوي واحد في الألف من أعضاء الوسط.
ويفتح الملط النار علي الإخوان متهمهم باستبدال مبارك بالمجلس العسكري.. وأنه نظام حديدي صارم مؤكدا أن استمرار التصاق حزب الحرية والعدالة بالجماعة سيصيبه بالضعف مستقبلا.
ويري أن حزب الإخوان فرض سطوته علي قائمة التحالف الديمقراطي الانتخابية وهو ما تنبه إليه الوسط ورفض الدخول في هذا التحالف.
ويعترف أن المنافسة في الانتخابات القادمة ستكون قوية ولن تخلو من مخاطر.. لكن التمسك بروح الميدان ستكون دافعا للتصدي لتلك المخاطر..
❊❊ قبل الحديث عن الانتخابات من الضروري أن نتوقف عند الأجواء العاصفة التي سبقتها خاصة ماحدث أمام ماسبيرو والذي تعددت الآراء حوله بين من يشير بأصابع الاتهام للمجلس العسكري والحكومة وآخر يدين المتظاهرين وثالث يحمل مسئولية ماحدث لطرف ثالث الفلول وماشابه إلي أي الآراء تميل؟!
كل طرف من الأطراف التي ذكرتها ساهم بدور ويتحمل قدرا من المسئولية عما حدث للمتظاهرين الأقباط في ماسبيرو.. فبالنسبة للمسئولية الكبري يتحملها المجلس العسكري لأنه من يدير المرحلة الانتقالية والحاكم الفعلي في هذه المرحلة، أما المسئولية الأساسية فتقع علي الحكومة لتقصيرها في القيام بدورها الأمني، فما حدث عند ماسبيرو وهو مجرد عرض يشير لمرض خطير وهو الانفلات الأمني منذ قيام الثورة وحتي الآن.
تعاقبت الحكومات حتي حكومة الدكتور شرف الذي نقدره إلا أنه فعليا ثبت أنه لم يعد مناسبا لرئاسة الحكومة فالدين يحثنا علي اختيار القوي الأمين والدكتور عصام رجل أمين نثق في كفاءته ونزاهته لكنه ليس قويا بالدرجة التي تحتاجها البلاد الآن لحسم القضايا الآنية.. لذلك تتحمل الحكومة قدرا من المسئولية جنبا إلي جانب المجلس العسكري الذي كان من المفترض أن يمارس ضغوطا علي وزير الداخلية لعودة الأمن للشارع.
نأتي بعد ذلك إلي الطرف المسئول الذي أشعل الحريق.. ومن الواضح أن هناك بالفعل طرفا ثالثا وهو التحليل الذي طرحه الدكتور سليم العوا.. ونري أنه تحليل صائب وهو يري أن هناك طرفا ثالثا تدخل لإشعال الحريق.. والمعروف أن المظاهرات تخرج للمطالبة بحقوق مشروعة لكن بالطبع من الصعب التحكم فيها ومنع من يندس وسط هؤلاء المتظاهرين ويتعمد إحداث ما لا يمت لهؤلاء بصلة خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي سمح بدخول كميات كبيرة من السلاح في الفترة الماضية، وأصبحت سهلة التداول.
❊❊ ومن يحرك هؤلاء؟؟
بالطبع المتضرر من سقوط النظام السابق ومن يتضرر لو ذهبت البلد نحو الاستقرار.. هم بالطبع الفلول وكل من ينتمي للنظام السابق سواء من رجال أعمال كبار جدا نعرفهم ونعرف أنهم كانوا وراء ماحدث بموقعة الجمل.. هؤلاء يقاتلون ليس للدفاع عن مبارك وإنما للإبقاء علي مصالحهم.. الكل يعلم أنهم حققوا أموالا طائلة نتيجة الفساد السياسي ويعلمون جيدا أن احتمال وقوعهم تحت طائلة القانون مازال واردا أو علي الأقل يدركون عجزهم عن تحقيق مكاسب خرافية مثلما كانوا في النظام السابق ومن ثم فمن مصلحتهم أن تبقي البلاد في حالة فوضي.
❊❊ هل ربطت بين ماحدث في ماسبيرو وبين تهديداتهم بالفوض في حالة إقرار قانون الغدر أو العزل السياسي؟
بالطبع وهنا أحب التأكيد علي أن ما نحتاجه حقيقة في تلك المرحلة هو عودة هيبة الدولة وسيادة القانون ففيه يكمن الحل لجميع المشاكل نحتاج إلي تطبيق القانون بصرامة علي الجميع وبعد ذلك نحتاج إلي شفافية في إظهار النتائج.
❊❊ ولكن ألا تري أن تطبيق قانون العزل السياسي كان كفيل بالتصدي لأحلام هؤلاء؟
بالتأكيد فلا شك أن قوة هؤلاء ستتأثر كثيرا لو تم التعامل مع رموز النظام السابق بمنتهي الصرامة لما خرجوا علينا الآن بكل تلك الجرأة التي بدوا عليها.
❊❊ في ظل هذه الأجواء المتوترة والملغومة هل تري أن المناخ مهيأ لإجراء الانتخابات أم تنضم إلي بعض الأصوات المطالبة بالتأجيل؟
المعروف أن الأحزاب الليبرالية والكتلة المصرية هم من يتبنون الدعوة إلي تأجيل الانتخابات.. لكن حزب الوسط ضد هذا الاتجاه تماما فعلي العكس كل الأحداث التي تقع تؤكد علي أهمية الإسراع بإجراء الانتخابات لسبب بسيط جدا وهو أن جميع القوي السياسية الموجودة الآن لاتمثل الشعب المصري.. فمن منا يستطيع إدعاء ذلك بالطبع لايحق لأي منا القول بأنه يمثل الشعب المصري إلا إذا أجريت الانتخابات ليستمد وجوده وشرعيته من صندوق الاقتراع.
❊❊ دعنا ننتقل الآن للحديث عن حزب الوسط والذي تصيبنا مواقفه بالحيرة أحيانا نراه أقرب للقوي الإسلامية وأحيانا نراه متجها بقوة للأحزاب الليبرالية دخل تحالف مع الإخوان ثم خرج ليلمح لاقترابه من الكتلة المصرية فأين يقع حزب الوسط تحديدا من القوي السياسية؟
طالما وصلت إلي هذه الحالة من الغموض فأنت وصلت إلي حقيقة حزب الوسط.. فمن الواضح من اسمه هو وسط فلماذا هو كذلك لأنه لا يميل للقوي الإسلامية ولا الليبرالية، وإنما له مكانة خاصة فهو يعبر عن الشريحة العريضة من الشعب المصري المتدين بوسطية سواء من مسلميه أو مسيحييه.
هو تدين باعتدال هي السمة الأبرز للأغلبية، فنحن لانريد للشخصية المصرية أن تذوب في الشخصية الغربية ولا في الشخصية الخليجية، لانريد شبابا ذوي السراويل الساقطة أو هؤلاء الذين يرتدون الجلباب القصير. نحن نرفض كليهما .. لانريد أن ننساق وراء الغرب أو الخليج نحن شعب لنا حضارتنا وشخصيتنا المستقلة.. ولسنا مسخا لنقلد هذا ولاذاك.
أعود إلي سؤالك عن موقفنا من التحالفات وأؤكد أن حزب الوسط كان علي قناعة منذ بداية الحديث عن التحالف الديمقراطي أن هذا التحالف قائم علي أساس تحقيق مطالب سياسية معينة وليس علي أساس انتخابي.. وحال تحوله إلي ذلك في الفترة القريبة السابقة امتنع حزب الوسط عن حضور أي من اجتماعات التحالف الديمقراطي.
❊❊ وماذا عن الكتلة المصرية تردد أن حزب الوسط بصدد الانضمام للكتلة المصرية؟
هذا غير صحيح ربما جاء ذلك نتيجة إلي اختلاط الأمور نتيجة أننا في فترة من الفترات كانت لنا مواقف مع ماسميت بكتلة الأحزاب الوسطية العدل والحضارة ومصر الحرية اتحدنا علي أكثر من موقف وأصدرنا أكثر من بيان معا.. لكن عندما بدأ الحديث علي الانتخابات والذي كان أبرز مافيها أن عددا كبيرا من الأحزاب سعت إلي حزب الوسط لمناقشة هذه القضية.. جاء السلفيون وحزب النور وكذلك أحزاب العدل والحضارة ومصر الحرية واستمعنا للجميع لكننا في النهاية فضلنا عدم اتخاذ قرار فوقي للانضمام لأي تحالف إلا بعد الرجوع لأعضاء الحزب حيث أجرينا استطلاع رأي جديدا.. وكنا قد أجرينا استطلاعا سابقا لمعرفة رأي الأعضاء في الشخصية التي سيدعمها الحزب في الانتخابات الرئاسية، وكانت النتيجة حصول الدكتور محمد سليم العوا علي نسبة 2.08٪ وجاء في المرتبة الثانية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بنسبة 7.6٪ أي بفارق كبير ومن ثم أعلن الحزب علي دعم الدكتور العوا.
وعلي نفس الطريقة وتحت نفس الهدف أجرينا استطلاع رأي حول مدي قبول أعضاء الحزب لدخوله في تحالفات انتخابية؟ وكان السؤال الأول: هل تري أن يخوض حزب الوسط الانتخابات القادمة بالقائمة مستقلة أم يتحالف؟ وفي حالة اختيار الإجابة نعم يتحالف وضعنا قائمة بكل القوي السياسية فجاءت غالبية التصويت لصالح دخول حزب الوسط بقائمة مستقلة.. وهو ما التزم به الحزب وأعلناه منذ أسبوعين.
❊❊ لكن من المعروف أن حزب الوسط خرج من عباءة الإخوان ألا يجعله ذلك الأقرب إليه.. خاصة أننا لمسنا تقاربا لبعض الوقت.. وإن كنا لمسنا أيضا بعد فترة تنافرا.. فهل يمكن أن تحدد لنا شكل علاقة الوسط بالإخوان الآن وهل هي علاقة تنافس أم اختلاف رؤي ومواقف؟!
دعينا أولا نشير إلي معلومة تاريخية نصل بها للإجابة علي هذا التساؤل.. فالمعروف أن عدد من خرج من عباءة الإخوان الآن في حزب الوسط لايمثل أكثر من واحد في الألف من أعضاء الحزب بالتحديد يتراوح عددهم مابين 6 إلي عشر شخصيات في الهيئة العليا التي يصل عددها إلي 42 عضوا ربما يرد البعض بأن هذا العدد يمكن أن يشكل قيادة الحزب، وهذا غير صحيح فأنا علي سبيل المثال عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم الوسط لم يكن لي سابق انتماء لا لجماعة الإخوان ولا أي جماعة إسلامية أخري، فأنا دخلت الوسط كحزب سياسي له مرجعية إسلامية تأخذ من يهتم بالإسلام مايدفع المجتمع للأمام ليصبح علي غرار الدول المتقدمة فالهدف الأساسي للحزب هو تحسين أحوال المواطن المصري حتي يحيا حياة كريمة وسبيلنا في ذلك مستمد من المرجعية الإسلامية.. فبرنامج حزب الوسط منذ أن تقدمنا للحصول علي ترخيص له عام 69 كان المحور السياسي الذي اعتمد عليه يركز علي حقوق المواطنة وحق القبطي والمرأة للترشح في أعلي المراتب في الدولة وصولا لمنصب رئاسة الجمهورية، وهذا يعد فرقا جوهريا بيننا وبين الإخوان فهم حتي الآن لايوافقون علي ترشيح قبطي أو امرأة وإن حاولوا الالتفاف حول هذه القناعة بابداء موافقتهم علي ترشيح أحزاب أخري للأقباط أو المرأة لتولي منصب الرئاسة.
إذن المواقف الواضحة والثبات علي القناعات في الظروف المتغيرة هو ما يعطي المصداقية لحزب الوسط.. ففي ظل النظام السابق والحزب مازال تحت التأسيس وحتي الآن يتمسك بثوابته ورؤاه ومواقفه عكس آخرين الذين يسبون الآن النظام بعدما أصبحوا في مأمن وفي السابق كانوا يهللون له.
وحزب الوسط وإن كان يضم من بين أعضائه قيادات خرجت من عباءة الإخوان وهم بالطبع مصدر فخر للحزب ولايمكن اعتبارهم كما يحاول البعض التصوير يمثلون نقطة ضعف للحزب علي العكس فهؤلاء كانت لديهم رؤية وبعد نظر حيث كانوا يطالبون بفصل الوظيفة الدعوية للإخوان عن الوظيفة السياسية وهو ما رفضته الجماعة وقتئذ مما أدي إلي خروج هؤلاء وإن أثبتت الأيام بعد ذلك صحة رؤيتهم والتي انتهجها الإخوان الآن فسمحوا بإنشاء حزب الحرية والعدالة ليتولي الوظيفة السياسية بينما بقيت لجماعة الإخوان المهمة الدعوية.. فعلوا ذلك الآن بينما اتهموا في السابق من نادي بذلك بالعلمانية.. وهو الاتهام الذي يوجهونه بقوة لحزب الوسط وأحب هنا أن أشير إلي أن الشيء الوحيد الذي تضامن فيه الإخوان مع النظام الحاكم وهما العدوان اللدودان هي قضية حزب الوسط الذي تعرض أعضاؤه المؤسسون للاعتقال فور تقدمهم بأوراق حزبهم، فتم اعتقال المهندس أبوالعلا ماضي والدكتور محمد عبداللطيف والمهندس محمد السمان والدكتور صلاح عبدالكريم المرشح لنقابة المهندسين الآن وتولي الدفاع عنهم في تلك القضية المحامي الشاب في ذلك الوقت عصام سلطان والذي كان أيضا أحد الأعضاء المؤسسين.. ومارست جماعة الإخوان ضغوظا شديدة أيضا لسحب الأعضاء الذين خرجوا من الجماعة وفضلوا الانضمام لحزب الوسط ونجحت بالفعل في ذلك ولم يثبت سوي سبعة أو عشرة علي الأكثر ومع زيادة أعضاء حزب الوسط أصبح هؤلاء لايشكلون إلا واحدا علي الألف من أعضاء الحزب.
❊❊ لكن من الملاحظ أيضا أن أصوات التمرد بدأت تعلو داخل الإخوان وبدا واضحا أن شباب الإخوان يختلفون كثيرا عن قادتهم ربما يجعلهم ذلك أقرب لحزب الوسط هل تتوقع انضمامهم إليكم؟ أم هل فكرتم في استقطابهم؟
نحن لا نبادر بذلك لكننا نفتح أبوابنا لكل من يريد خدمة هذا البلد.. وشباب الإخوان ليسوا بعيدين عنا فتعرفوا بنا واقتربوا منا في ميدان التحرير فكان ذلك فرصة لكسر الصرامة التي فرضها نظام الإخوان الحديدي عليهم، والذي لايكف عن الإساءة لمن يخرج عن عباءته.. لكن أراد الله أن يلتحم شباب الإخوان بحزب الوسط أيام الثورة فتعرفوا علي أدائه واقتربوا من الشخصيات التي طالما لقنتهم جماعتهم عنها أنهم علمانيون فالحوارات التي حدثت أدت لخلق نوع من الفهم العميق واستيعاب بل وحب خاصة لعصام سلطان الذي بهر الشباب وجذبهم إليه. لذلك نحرص دائما علي دعوة هؤلاء الشباب إلي لقاءات في حزب الوسط ولايقتصر ذلك علي شباب الإخوان وإنما شباب الثورة بكافة أطيافه.
❊❊ هل يمكن إذن القول بأن الوسط ساهم في تغيير فكر شباب الإخوان؟
لا نريد إدعاء الفضل.. لكن كل مانريد قوله أن أحوال البلد كلها دفعت الشعب المصري لإعادة اكتشاف نفسه. وبالطبع هذا ماحدث لشباب الإخوان أيضا مثال بسيط علي ذلك أن أحد هؤلاء تحدث في أحد البرامج الحوارية قائلا إنه سيطرح رؤيته التي من الممكن أن تثير غضب قيادات الإخوان عليه مؤكدا إصراره علي الاستمرار في الاعتصام في ميدان التحرير ورفض المحاولات التي قام بها عمر سليمان بالاتفاق مع بعض القوي السياسية ومن بينها الإخوان لإقناع المتظاهرين بترك الميدان.. هذه القناعة التي عبر عنها هذا الشاب صراحة والذي ينتمي إلي جماعة أكبر مايميزها ذلك التنظيم الحديدي الذي يشكل أساسا لها .. والتي لاتقر بفضيلة الاختلاف في الرأي.. ورأينا كلنا مافعلوه في القيادي البارز الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ذلك الرمز الذي بذل حياته كلها لخدمة الإخوان.
❊❊ هم فعلوا ذلك لأنه خالف تعهدهم.. بعدم المنافسة في الانتخابات الرئاسية وخوض أبو الفتوح للانتخابات من شأنه بالطبع أن يضع مصداقية الجماعة علي المحك؟!
المصداقية كانت لن تتأثر أيضا لو اكتفي الإخوان بالتصريح أن الدكتور أبو الفتوح ليس مرشحنا للرئاسة لكن أن يصل الأمر للقول أن أبوالفتوح ليس منا ونحن لسنا منه.. هل يقبل أن يقال ذلك عن شخصية مثل الدكتور أبوالفتوح الذي وقع علي كاهله إحياء جماعة الإخوان المسلمين في السبعينات.. من الذي استقطب الشباب وكون الكوادر وأعاد الروح في الجماعة.
❊❊ هذه المكانة الكبيرة التي يتمتع بها الدكتور أبو الفتوح لدي حزب الوسط هل تنبئ باحتمالية ضمه للحزب؟!
لا أعتقد أن الموضوع مطروح.. فالحزب له قواعده ويدرك أن له مكانة متميزة عن الإخوان هذا لاينفي بالطبع أن الدكتور أبو الفتوح قامة كبيرة نكن له الحب والاحترام ونتعلم منه وهو رجل صاحب مواقف سياسية واضحة وثابتة.. وكما أن له دورا كبيرا في الصحوة الإسلامية بالجامعات.. لكن استقلالية حزب الوسط موضوع آخر.
❊❊ ما معني استقلالية حزب الوسط؟
معروف أن الدكتور أبو الفتوح منتم لجماعة الإخوان بشكل كبير.. ولم يطرح مطلقا فكرة انضمامه لحزب الوسط، فكما أشرت أن استطلاع الرأي الذي أجريناه لم يحظ فيه الدكتور أبو الفتوح إلا بنسبة ضئيلة عكس ماحصل عليه الدكتور العوا، فقواعد الحزب لو مالت لإحدي الشخصيات تميل للعوا كرئيس.. ومع ذلك يجب أن نؤكد علي مكانة الدكتور أبو الفتوح لدينا صحيح أننا لانسعي لضمه لكنه لو أراد فهذا شيء يشرفنا.
❊❊ نعود لعلاقة حزب الوسط بجماعة الإخوان ماهو شكلها الآن هل هي تنافس أم صراع؟
علاقة الوسط بالإخوان طيبة.. هي علاقة ود وتنافس شريف، لكن بالطبع هناك اختلافات واضحة بيننا وبينهم، أبرزها أن قرارنا من رؤوسنا وليس من مكتب الإرشاد.
❊❊ إلي أي مدي يؤثر ذلك علي قرار حزب الإخوان؟
أقرب مثال علي ذلك ماحدث في الاجتماع الأخير الذي ضم القوي السياسية ومنها حزب العدالة والتنمية والفريق عنان، فالحزب كان يتبني رأي الجماعة وعندما انقلب عليه الشباب بدأ يطفو الخلاف.. فحزب العدالة والتنمية ليس مستقلا.. وأري أنه مجرد حزب لجماعة.. أو يمكن القول إنها جماعة »طلع لها حزب« فهي ملتصقة به تماما وهو ملتصق بها تماما مثلما يلتصق النتوء بالجسد هل يمكن فصلهما بالطبع لا وأكبر دليل علي ذلك ما رأيناه عند تشكيل الهيئة العليا للحزب والذي تم ليس بناء علي انتخابات وإنما جاء باختيار الجماعة، الانتخابات حدثت فقط في الجماعة.
❊ هل يهدد ذلك مصير الحزب؟ ألا يدفعه ذلك للاستقلال عن الجماعة؟
أتمني ذلك وأتمني أن يكون حزب الحرية والعدالة قويا فمن مصلحة حزب الوسط أن يكون منافسه قويا.... ولا أنكر بالطبع أن الحزب بتاريخ الإخوان وثقلهم في الشارع هو الأقوي لكن هذا لا يمنعني من تمني استمرار هذه القوة وهو لن يحدث إلا بانفصالهم عن جماعة الإخوان ليبدأ ظهوره كحزب حقيقي يمارس السياسة بالطريقة الطبيعية من خلال مؤسسات الحزب وليس مؤسسات الجماعة.
❊ هل تتوقع ذلك؟
لا.
❊ البعض وصف علاقة الوسط بالإخوان بأنها حرب باردة هل هي كذلك؟
لا هي ليست كذلك.. ففي النهاية كلانا ينتمي لنفس الفصيل وهو التيار الإسلامي.. وما بيننا ليس حربا وإنما اختلاف في الرؤي والسياسات والقناعات. ونحن عملنا معا في ظل التحالف الديمقراطي ولم يحدث بيننا أي خلاف.
❊ متي يمكن أن يصل الخلاف لحد القطيعة بينكم وبين الإخوان؟
أتمني ألا يحدث ذلك.. وأعتقد أنه لن يحدث إلا في حالة واحدة وهي أن يتقدم الإخوان بمصلحة الجماعة عن مصلحة مصر.. وقتها سنقف لهم بكل قوة.
❊ لكن يوجه للإخوان دائما اتهام بتغليب مصلحتهم عما سواها؟!
لا لم ألمس ذلك.. ربما نختلف معهم في موقف الجلوس مع المجلس العسكري والموافقة علي بعض البنود التي جاءت في الوثيقة.. لكن هذا لا يعني أن يصل الأمر للقطيعة خاصة أن شبابهم اعترض عليها وعاد الإخوان ليقفوا في صف واحد مع جميع القوي السياسية. أؤكد أن الإخوان لم يغلبوا في هذا الموقف مصلحتهم علي مصلحة مصر لكنهم وغيرهم من القوي السياسية التي شاركت في الاجتماع الأخير مع الفريق عنان ساهمت في إنجاح محاولة المجلس في تشويه صورة القوي السياسية لأنهم عندما لم يخرجوا سوي بتعديل المادة الخامسة الخاصة بالانتخابات فقط يظهر ذلك وكأن الأحزاب لم تكن تسعي لمصلحة البلد ولا مطالب الثوار.. فبدوا أمام الشعب المصري أحزابا براجماتية نفعية لا تبحث سوي عن مصالحها.. وهو غير حقيقي..
❊ معني ذلك أنهم تورطوا بهذه الوثيقة؟
بالطبع.
❊ كيف وقعوا في هذا الفخ؟
السبب هو أن لهذه القوي التي فضلت الجلوس مع المجلس العسكري سقفا من المفترض أن تمارس أقصي درجات الضغوط لتحصل علي أقصي المكاسب.. لكن كان من الواضح أن هذه القوي وضعت لها سقفا محددا ولم تحاول تجاوزه.. ففي عهد النظام السابق اعتادت أن يصل لحد الرئيس مبارك ثم يقف ولا يتعداه.. لا أحد ينكر ذلك الكل يعلم التنسيق والصفقات التي جرت بين الإخوان والنظام السابق في انتخابات 5002.. نجحوا في الحصول علي 88 مقعدا هم أنكروا ذلك في البداية إلا أن المرشد السابق مهدي عاكف اعترف طرحه به.
فموضوع الصفقات في عرف الإخوان شيء وارد.. ولديهم دائما سقف يقف عند حد معين من مبارك في العهد السابق والمجلس العسكري حاليا.
❊ هذا هو سبب الخلاف إذن؟
بالطبع.. وأكرر سنقف بكل قوة في وجه ليس فقط الإخوان وإنما أي قوة تحاول تقديم مصالحها علي مصلحة مصر.
❊ هل تتوقع نجاح التحالفات أم تتوقع انفصالها في اللحظة الأخيرة؟
بالنسبة للتحالفات الانتخابية بدا واضحا انفصام عقدها من الآن.. الكل يريد قوائم مستقلة.. وهذه هي قناعة حزب الوسط من البداية، كنا علي يقين أن الإخوان والذي يعتد بقوته سيفرض شروطه ويحصل علي أعلي نسبة في القوائم ويترك الفتات للباقين.. وبالطبع هذا لا يليق بحزب الوسط ولا يقبله. فحتي لو حصلنا علي 02 أو 03مقعدا فقط سنحصل عليها بقوتنا وليس منا من أحد.
❊ وماذا عن التحالفات السياسية هل تلقي نفس مصير التحالفات الانتخابية؟
ما بعد الانتخابات أتوقع أن يحدث تنسيق وتعاون بين جميع القوي.. والكل سيسعي لمصلحة البلد.
❊ هل انتهيتم من تقديم القوائم الانتخابية؟
تم ذلك يوم الأحد الماضي.. وقبلها عندما كنا بصدد إعداد هذه القوائم فتحنا الباب لانضمام أي قوي سياسية لقائمة الوسط أو التنسيق معنا علي قوائم الفردي.
❊ معني ذلك أنكم تبنيتم موقف الإخوان القائم علي الاستحواذ الذي سبق أن عارضتموه؟
لا فنحن لم نسع لضم أحد.. وإنما فتحنا الباب لمن أراد أن ينضم لقائمة حزب الوسط اتساقا مع نفس المبدأ الذي يتبناه الحزب وهو تقديم المصلحة الوطنية علي مصلحة الحزب الضيقة.
فعلي سبيل المثال أنا سأرشح نفسي في بني سويف لكن يمكن أن يتقدم حزب العدل بمرشح يراه أكثر فائدة لمصلحة البلد وقتها لابد أن أتراجع في المرتبة الثانية ليحتل هو المرتبة الأولي. هذه هي الشريحة الأولي التي سنسعي لضمها.. أما الشريحة الثانية فتمثلها مجموعة من الرموز الوطنية القوية المستقلة والتي لا تنتمي لأي حزب ونستقطبها الآن للانضمام للحزب.
❊ هل يمكن أن تذكر بعض أسماء لهذه الشخصيات؟
لن نعلن ذلك الآن وانتظري مفاجأة بل مفاجآت.
❊ هل تتوقع في ظل أجواء ملتهبة أن تمر الانتخابات علي خير خاصة أن المؤشرات واضحة وتنبئ أنها ستكون عنيفة تهدد ربما اكتمالها؟
هناك بالطبع خطر يهدد الانتخابات البرلمانية القادمة ولن تخلو من كثير من المشاكل.. لكننا في حزب الوسط نخوضها بنفس الروح التي شاركنا فيها في الثورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.