حلمي طولان نجم لامع من جيل المواهب يحمل تاريخا حافلا بالإنجازات الكروية والعطاء الجميل مع منتخب مصر ونادي الزمالك، صاحب أخلاق عالية ومدرسة تدريبية خاصة، يعمل في هدوء وصمت لحصاد الانتصارات وتقديم كرة جميلة، وبالفعل تحققت علي يديه أفضل النتائج مع الأندية التي تولي تدريبها ومنها الزمالك، حرس الحدود، اتحاد الشرطة، ونظراً لسوء النتائج في المباريات الأخيرة هدد لاعبيه بالاستقالة الشفوية، لكن سرعان ما نجح المهندس محمد فرج عامر رئيس النادي في إذابة جليد الخلافات ولم الشمل، وعاد طولان من جديد ليستكمل مهمته التدريبية مع الفريق، متحملا مسئولية إعادة تنشيط ذاكرة اللاعبين التهديفية بفكره التدريبي العالي، وجاهز للعودة والدخول في المربع الذهبي مرة أخري بعد لقاءي طلائع الجيش والزمالك أملا في فوزه بأحقية المشاركة في البطولة الكونفيدرالية خاصة في ظل استناده علي حدوث مفاجآت في المباريات المتبقية لفريق وادي دجلة الذي ينافسه علي اللعب في البطولة الأفريقية. ، وفي حواره مع آخر ساعة فتح قلبه وتحدث فيها عن كل ما يدور علي ساحته الرياضية. • ما حقيقة استقالتك من تدريب سموحة.. وما سر العودة مرة أخري؟ - لم تكن استقالة بالمعني المفهوم وما حدث أنني تحدثت مع لاعبي الفريق بشدة بعد الهزيمة في مباراة المقاولون العرب، وألمحت شفوياً باستقالتي لعدم تنفيذهم التعليمات بحذافيرها وتقديمهم عرضاً سيئاً لا يتناسب مع وضع فريق سموحة وأشاع من يهوون الصيد في الماء العكر بأن هناك خلافات مع المهندس فرج عامر رئيس مجلس إدارة النادي، وسرعان ما قضي رئيس النادي بحكمته علي هذه الشائعة، وأنهينا كل شيء خلال جلسة ود وتفاهم، وتراجعت عن استقالتي الشفوية وعدت مرة أخري لتدريب الفريق. وهل تعتبر ماحدث من تغريمات للاعبين أسلوب عقاب مطلوباً؟ - تغريمات اللاعبين جاءت لسوء أدائهم ونسيانهم ذاكرة الانتصارات في المباريات الأخيرة- وإهدارهم فرصة أكيدة للتواجد والمنافسة علي المربع الذهبي، حتي نحظي بفرصة اللعب في البطولة الكونفيدرالية، وهذا بدوره أدي لإعلان رئيس النادي بشأن التغريمات الأخيرة- تجميد المستحقات المالية للاعبين المتمثلة في نسب عقودهم حتي نهاية الموسم، وأعتبر هذا جرس إنذار للاعبين حتي يفيقوا من غفوتهم، ويبذلوا المستحيل للعودة لانتصاراتهم السابقة وتحقيق أمل اللعب بالكونفيدرالية. هناك من كان يردد اضطهادك للاعبين جاءوا قبل توليك مهمة التدريب؟ - أخلاقي لا تسمح باللجوء لمثل هذه التصرفات فجميع اللاعبين عندي متميزون ومستواهم عال، ولا أعرف مجاملة لاعب علي حساب آخر فالمعيار عندي هو العطاء في التدريبات والمباريات.. وللعلم قمت بضم ستة أو سبعة ناشئين وأؤكد أنهم ثروة حقيقية للنادي وللكرة المصرية وقريبا سيظهرون علي الساحة ونحن بصدد عمل عقود لهم حتي نضمن حق النادي خاصة أن عيون السماسرة لا تتوقف عن إغراءات الصغار وخطفهم لصالح الأندية الأخري، والخلاصة من كل هذا أني لا أشرك سوي اللاعب الجاهز بدنيا وفنيا. وهل تشعر بداخلك بأنك وجدت ضالتك مع سموحة رغم كل ظروف الموسم؟ - بلا شك، فنادي سموحة من الأندية الكبيرة التي تتميز بالاستقرار في ظل وجود مجلس إدارة متميز يرأسه المهندس محمد فرج عامر، يوفر لنا كل الإمكانات هذا بخلاف امتلاكي لمجموعة لاعبين متميزين أمثال الحارسين الهادي سليمان وعلي فرج ومحمد حمدي زكي، أيمن أشرف ومحمود عزت، أحمد تمساح، حسام باولو، ومانجة وهاني العجيزي وإبراهيم صلاح وياسر إبراهيم وإسلام محارب بالإضافة لجهاز فني وإداري متعاون للغاية. وأؤكد أن مزايا العمل في سموحة أنه يستنفر طاقات المدرب ويجعله أكثر طموحاً وحرصاً علي التطوير من أجل تحقيق الانتصارات التي يحلم بها ما الجديد في خططك التدريبية لتحقق هدف الوصول للكونفيدرالية؟ -أعتمد في خططي عموماً علي التركيز علي النواحي الهجومية مستغلا الثغرات التي تظهر في خطوط الفريق الخصم، مع التركيز علي التسديد علي المرمي من وضع الثبات والحركة واللعب بخطة متوازنة تعتمد علي السيطرة علي منطقة المناورات بأكبر عدد من اللاعبين والاستفادة من الهجمات المرتدة بسرعة إحراز الأهداف بجانب امتلاكي لبعض الخدع النفسية التي لها دلالتها في سحب البساط من تحت أقدام لاعبي الفرق الأخري. ..ويضيف حلمي طولان: إن خطط اللعب تختلف من مباراة لأخري بل تختلف داخل المباريات نفسها حسب ظروف كل مباراة وخطة الفريق المنافس وأعمل حساباً لكل الفرق المشاركة، وأهتم جداً في أجندتي التدريبية بدفاع المنطقة وبناء الهجمات السريعة واستغلال أي فرصة حتي لو كانت من خرم إبرة ويفوق ذلك اعتمادي علي رفع الروح المعنوية لأعلي درجة عند ال11 لاعباً ومعهم البدلاء الجالسون علي دكة الاحتياطي. ما رأيك في ظاهرة ترك المدربين لأنديتهم وسط الموسم؟ -لا شك أنها ظاهر ة سلبية، لكن الظروف تختلف من مدرب لآخر ويرجع السبب الرئيسي عند البعض لعدم الاستقرار والإخفاق في تحقيق نتائج طيبة للفريق، ووقتها يشعر المدرب بأنه يعمل في ظروف صعبة.. تشعره بعدم العطاء في عمله وقد تدفعه للصدام مع مسئولي النادي ويضطر لترك ناديه مستندا لبدء لغة الحوار مع مسئولي النادي وتنفيذ بنود عقد الاحتراف. هناك لاعبون يهاجمون الجهاز الفني والإدارة وينتقدونهم علانية، ما رأيك؟ -هناك لوائح تنص علي عقوبات محددة ضد أي لاعب يفعل ذلك في الصحف أو الإعلام المرئي.. ولو حدث معي شيء من هذا القبيل فلن أهبط إلي مستوي لاعب يصل لهذا المستوي وهذه النوعية تحتاج للبتر نهائياً والشطب من سجلات اتحاد الكرة والأندية. ألست متخوفاً من الكبوة التي أبعدتك مؤقتاً عن المربع الذهبي؟ -منذ أن كنت لاعبا، وبعد احترافي التدريب لا أعرف معني للخوف أو كلمة مستحيل في قاموسي التدريبي وفي رأيي أن الكبوات هي التي تصنع الرجال لو استفادوا من أخطائهم.. وأتساءل لماذا نردد كلمة كبوة في ظل مسيرتنا لتصحيح الأوضاع بأداء قوي مميز بدأ يحقق نتائج طيبة وهو ما تعاهدنا عليه مع كل اللاعبين، هذا إلي جانب تركيزي علي عمل تغييرات مهمة في صفوف الفريق وأضع في اعتباري الدفع بعناصر بديلة لديها طموح لكتابة شهادة ميلاد جديدة لهم في الملاعب وأنا أعيش الواقع وألعب حتي آخر دقيقة في خريطة مباريات الدوري ومازال عندي أمل في حدوث مفاجآت مع الفرق التي تتنافس معي علي المربع الذهبي حيث يتبقي لي مباراتان أمام الزمالك وطلائع الجيش.. وأتمني الفوز فيهما لحصاد ست نفاط غالية ويبقي لفريق وادي دجلة المنافس لي والمتساوي معي في النقاط أيضا مباراتان هامتان أمام الدراويش والاتحاد السكندري ولذا علينا الانتظار حتي نهاية الدوري.. وأود القول إن البهوات ليس لهم مكان عندي في صفوف الفريق. هل اللاعبون الأفارقة حققوا بصمة واضحة في الدوري؟ -إحقاقاً للحق أغلب اللاعبين الأفارقة وفرق الدوري حققوا بصمة واضحة بأدائهم ومهاراتهم ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر جون أنطوي، ستانلي، لاما كولين، جيمس تيدي، شيبو يعقوب، عمر النجدي، موسي داود، ويلسون نجوما، باتريك، وفي فريقي مانسو كوالكو من كوت ديفوار وهم يذكروننا بإبداعات الأفارقة القدامي، كوارشي، عمر النور، عبدالرزاق، بل أنطوان، أحمد فليكس، إيمانويل أمونيكي في الزمالك. هل انتهي عصر المواهب في رأيك؟ لا فهناك مواهب تحتاج لمن يأخذ بيدها أتمني أن تعوضنا لمسة جمال محمود الخطيب، أسامة خليل، علي أبو جريشة، رضا، شحتة، حمدي نوح، حمادة عبداللطيف.. أخيراً يردد البعض احتمال عودتك للزمالك ما ردك؟ -لكل مدرب ظروفه الخاصة في عمله أو تركه للنادي الذي يتولي تدريبه وبالنسبة لتردد اسمي مرة أخري بالنادي، فأنا لم أسمع ولا أعلم عن ذلك شيئاً؛ وقد تكون رغبة أشخاص معينين ولا أنكر أنه بيتي وصعب أن أتأخر عنه، لكن عملية اختيار المدير الفني تخضع لأمور كثيرة غير الجانب الفني، وقد تعلمت داخل نادي الزمالك معني العمل بكلمة شرف بالإضافة لسعادتي واستقراري في تدريب فريق سموحة.