قيادات حماس وفتح بعد توقيع الاتفاق المبدئى وصورة من التوقيعات إذا كانت المصالحة الفلسطينية وحلم إنهاء الانقسام الذي طال لسبع سنوات وخمس محاولات سابقة لايختلف عليه فلسطينيان رغبة من الجميع في استعادة القوة للمشروع الوطني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي فهي مصلحة لحركة فتح التي ترغب في استعادة دورها وبسط نفوذها علي مؤسسات ومناطق الشعب الفلسطيني.. وهي مصلحة لحماس حيث ترغب في التخفيف من أثقال الحصار علي قطاع غزة واستعادة حيويتها في الضفة الغربية.. والمشاركة الفعالة في مؤسسات المنظمة والسلطة.. ورغم أنها مصلحة لكل الفصائل الفلسطينية ولعموم الفلسطينيين والعرب إلا أن السؤال يبقي مطروحا.. ماهي ضمانات تحقيق تلك المصالحة؟ يتوقع القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل جبر أن تبدأ ترجمة بنود تنفيذ المصالحة في الأيام القادمة من خلال عودة الموظفين إلي مواقع عملهم في جميع المجالات وعودة اللحمة لأبناء الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن ما لمسه من اللقاء الذي حضره مع وفد منظمة التحرير وحماس ومن الكلمتين لإسماعيل هنية وعزام الأحمد مما يؤكد بدون أدني شك أننا ذاهبون لترجمة المصالحة علي أرض الواقع في الأيام القادمة.. وأرجع د. جبر هذا الشعور بالتفاؤل إلي عاملين أولهما أن اللقاء تم علي أرض فلسطينية وليست أرضا محايدة كما في المرات السابقة.. وشعور الجميع بالمسئولية الكبيرة تجاه تحقيق أمنية الشعب الفلسطيني بإنهاء هذا الانقسام مهما كانت الصعوبات.. مشددا علي أن الهم الفلسطيني يتطلب من الجميع الوحدة وعدم الفرقة والتفرغ لمعالجة قضايا الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وفي كافة المجالات.. وأشار إلي أن القواعد المتبعة في حركة حماس هي أن المخالف يلتزم بقرار الأغلبية حسب نظام الشوري مهما كان موقعه ولايوجد ما يدعو للخوف من عدم التزام حماس بتعهداتها وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للقيادة الفلسطينية برئاسة أبومازن إذا قالوا أمرا سينفذونه مؤكدا أنه إذا حدث بعض الأمور والعقبات فإنها لن تؤثر في المضي تحو تحقيق الهدف المنشود. فيما يري الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف أن الضمانة لهذا الاتفاق تتمثل في المصالح العليا للشعب الفلسطيني والمقاومة الشعبية وتكريس الديمقراطية كمنهج للعمل السياسي الفلسطيني كل هذه الأمور تعزز الثقة وتشكل ضمانة للاتفاق ونفي عساف أن يكون لفشل المفاوضات مع إسرائيل والظروف الصعبة التي تمر بها السلطة الفلسطينية أي تأثير في مسألة التوصل إلي اتفاق المصالحة.. مؤكدا أنه بالنسبة لحركة فتح لايوجد ماهو جديد وأن الموقف لن يتغير.. فمنذ أن بدأ الانقسام وحتي الآن سعينا إلي إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وتوصلنا إلي اتفاقيات في القاهرة.. وإلي ملحق آخر سمي إعلان الدوحة.. وتم الاتفاق هذه المرة علي مباشرة تنفيذ ماتم الاتفاق عليه منذ عدة سنوات والجديد هو توجه الوفد القيادي لقطاع غزة وإعلان حركة حماس قبولها التوقيع.. القيادات والأطر الحركية من أجل الوصول إلي الاتفاق الذي سينهي الانقسام وتحقيق الوحدة. المسيرة مازالت طويلة أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب فيري أن الذهاب إلي هذه المصالحة خلال هذين اليومين إنما يأتي في إطار مصالح الطرفين خاصة أن حركة حماس تعيش ظروفا صعبة في قطاع غزة بالإضافة إلي فشل في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.. مشير إلي أن المسيرة مازالت طويلة علي الرغم من الاتفاق الأولي علي تشكيل الحكومة والانتخابات. وبعيدا عن بنود الاتفاق التي تضمنت تفعيل منظمة التحرير واستئناف عمل لجنة المصالحة المجتمعية ولجنة الحريات.. يبدي كثيرون تخوفهم من تفجر الاتفاق كما جري في المرات السابقة.. ويحذر خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من المدة التي تم تحديدها لتشكيل حكومة الوفاق الوطني واعتبر أن تحديد 5 أسابيع لإعلان حكومة الوفاق في لقاء وفدي حماس والمنظمة يعتبر مدخلا للتعطيل وتأجيل انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وقال البطش إذا كنا نرحب بانعقاد هذا اللقاء لوضع الآليات اللازمة لإنهاء الانقسام ولتطبيق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة استجابة لمطالب الشعب الفلسطيني باستعادة الوحدة الوطنية فإننا نحذر من طول المدة المقررة لتشكيل حكومة الوفاق الوطني وهي خمسة أسابيع باعتبار أنها ستكون سببا لجمود آخر في ملف المصالحة وتطبيق الاتفاق إذا ماحدث أي إجراء أو خطوة سلبية من هذا الطرف أو ذاك.. وبالتالي تأجيل انعقاد الإطار القيادي المؤقت للبحث في بناء المرجعية الوطنية والبرنامج الوطني.. وقد تؤدي إلي فشل تشكيل الحكومة. وأضاف البطش أن هذه المدة ستفتح الطريق أمام من لايريد إتمام المصالحة لاتخاذ إجراءات سلبية والقيام بخطوات تعرقلها سواء كانت سياسية متمثلة بضغوط أمريكية وإجراءات إسرائيلية علي الأرض ضد الشعب الفلسطيني عموما أو من طرف بعض المستفيدين من بقاء الانقسام في الضفة وغزة ويعتبرون المصالحة مفسدة لمصالحهم. وقال البطش إن حركة الجهاد الإسلامي لها مآخذ علي هذه الترتيبات الإدارية ودعا طرفي اللقاء في غزة إلي البدء فورا في التنفيذ وإعادة النظر في مدة ال 5 أسابيع واعتبار الحكومتين مسيرتين للأعمال لحين الانتهاء من تشكيل حكومة الوفاق واستكمال باقي ملفات المصالحة الوطنية. المصالحة والمفاوضات مع إسرائيل يذكر أنه في ظل التهديدات الإسرائيلية للرئيس الفلسطيني وتحذيره من التوصل إلي اتفاق سلام مع حماس فكما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» (إما نحن أو حماس).. فقد أوضحت حركة حماس خلال توقيع اتفاق المصالحة أنها مازالت ثابتة علي موقفها.. رفض الاعتراف بإسرائيل ورفض المفاوضات التي تعتبرها السلطة في رام الله منهجا للوصول إلي الدولة الفلسطينية وعن هذا قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان إن حماس لم ولن توافق علي اتفاقات مع الاحتلال ولن توافق علي المفاوضات العبثية كما تؤكد تمسكها بالثوابت الفلسطينية - تصريح رضوان هذا جاء رغم أن رئيس وفد منظمة التحرير في قطاع غزة عزام الأحمد قال خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه التوصل إلي الاتفاق أن ما تم التوقيع عليه هو ما تم التوصل إليه في اتفاق القاهرة.. بما يشمل الموافقة علي مبادرة السلام العربية التي تقضي بالاعتراف بإسرائيل من قبل جميع الأطراف العربية مقابل دولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. ليظل الخلاف الإيدلوجي مفتوحا من طرفي المصالحة فهل تكون العودة للشعب الفلسطيني بانتخابات حقيقية ونزيهة لحل تقرير مصيره؟!