رئيس جامعة القاهرة: خريجونا يتمتعون بمزايا تنافسية في سوق العمل    الفتوى وبناء الإنسان.. الإفتاء على خطى المبادرات الرئاسية لمواجهة الفكر المتطرف وتنمية المجتمع    وزير الأوقاف: لا خيار أمام العالم إلا العيش سويًّا على هذه الأرض في سلام    الرئيس السيسى يهنئ رئيس غينيا الاستوائية بذكرى العيد القومى    مركز البحث والإنقاذ بوزارة الدفاع ينفذ تجربة إنقاذ عبارة تعرضت للغرق    توجيه عاجل من محافظ أسوان لوضع حل نهائي لأزمة مياه الشرب بمنطقة صحارى    ارتفاع أسعار كرتونة البيض في الأسواق اليوم (موقع رسمي)    وسط زيادة السلع والخدمات.. التضخم على مستوى الجمهورية يرتفع إلى 26% للمرة الثانية    وزير النقل: محطة مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية استقبلت 500 سفينة منذ فبراير 2023    المشاط: المنصات الوطنية ضرورية لترجمة الاستراتيجيات إلى مشروعات قابلة للتمويل    أسعار البيض اليوم الأربعاء 9-10-2024 في بورصة الدواجن والأسواق    اتفاق بين فتح وحماس على إدارة غزة، اجتماع القاهرة يحسم تشكيل لجنة إدارة المعابر اليوم    مواجهات قوية وصدام عربي في الجولة الثالثة لتصفيات أمم أفريقيا    بعثة يد الزمالك تتوجه للمغرب لخوض منافسات بطولة أفريقيا    الداخلية تستجيب لاستغاثة مريضة وتنقلها إلى مستشفى بالمعادي    الأرصاد: ارتفاعات في قيم درجات الحرارة بأغلب محافظات الجمهورية    قرارات عاجلة من التعليم لسد عجز المعلمين بالمدارس    افتتاح معرض "يوم العزة والكرامة" بمتحف المركبات الملكية، تعرف على أهم المقتنيات    أبرزهم «نيللي كريم».. 4 نجمات خارج المنافسة في رمضان 2025    الرعاية الصحية: مستشفيات الأقصر استقبلت 720 سائحا من 42 دولة خلال 2024    وزيرا الصحة والعمل يبحثان التعاون في مجال تطوير التدريب الطبي المهني    دوامة الرعب في فلوريدا.. إعصار ميلتون المدمر يهدد حياة 22 مليون أمريكي (فيديو)    محللون أردنيون: لقاء وزيرى خارجية مصر والأردن تأكيدا لموقف البلدين تجاه فلسطين    مصرع نقاش سقط من الطابق الثالث بأكتوبر    يوميات حرب الكرامة    الإسكان: 5% من الوحدات لذوي الهمم في 15 مدينة جديدة    جائزة نوبل فى الكيمياء.. كيف حفر أحمد زويل اسمه فى تاريخ العلوم؟    مسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم 2024.. الشروط وآخر موعد للتقديم    الاتحاد الإفريقي يقرر معاقبة الأهلي ويكشف السبب    معركة القنطرة شرق    جامعة طنطا تطلق قافلة تنموية بقرية منشأة العتر بمركز زفتى    السيطرة على حريق هائل بمصنع أقمشة في العاشر من رمضان    محاكمة المتهمين في قضية الدارك ويب.. النيابة: المتهم اختار مصر بسبب فقر أهلها.. والتقرير الطبي للجاني: سليم عقليًا ومدرك لأفعاله    اليوم.. محاكمة مسئولين وموظفين وتجار بقضية فساد التموين    الاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة ويقصف منزلا في طوباس    بالأسماء، السماح ل 21 شخصًا بالتنازل عن الجنسية المصرية    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف غرب رفح جنوبي قطاع غزة    منال سلامة تتصدر تريند "جوجل".. فما القصة؟    قبل انطلاقه.. تعرف علي تفاصيل حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال32    "أقرب من أي وقت مضى".. محمد رمضان يقنع كولر بحسم الصفقة المرتقبة    الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة الكبرى.. الأربعاء 9 أكتوبر    شبانة: هاني رمزي سيتولى ملف التعاقدات في الأهلي بشكل مؤقت وغير معلن    عام على حرب غزة.. مجازر ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدارس التي تأوي الفلسطينيين النازحين‬    للقضاء على قوائم الانتظار.. تشغيل 6 أسرَّة إضافية بقسم جراحات القلب بمستشفى بهتيم    أسرع كيكة لفطار مميز، طريقة عمل المولتن كيك    خالد الجندي: البعض يستخدمون الفتاوى الضالة لتغيص حياة الناس    التطرف فى التأييد أو المعارضة تهديد خطير لنسيج المجتمع وتماسكه    جوتيريش: الصراع في الشرق الأوسط يزداد سوءاً وكل صاروخ يدفع بالسلام بعيداً    أمين الفتوى: الوسطية ليست تفريط.. وسيدنا النبي لم يكره الدنيا    علوم الفضاء: توقعات الأبراج والنجوم سحر وشعوذة    الرمادي: لهذا السبب وافقت على رحيل ريان وإبراهيم.. وكنا نعاني من أزمة في قائمة سيراميكا    عاجل.. الأهلي يتحرك لتعزيز صفوفه ويستهدف التعاقد مع صفقتين من العيار الثقيل    شريك حياتك يدعمك.. برج الجدي حظك اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    ستدفع فاتورة إنفاقك المتهور الفترة الماضية.. برج الجوزاء اليوم 9 أكتوبر    هدنة غزة.. «رويترز» تكشف عن خطوة مفاجئة من قيادات حزب الله والسبب لبنان    الدعاء في السراء والضراء: وسيلة للشكر والصبر    الدعاء وسيلة لتحسين العلاقة بالله وزيادة الإيمان    بسبب مستواه.. لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور عليه أن يراجع نفسه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحابة وقادة وخلفاء
في شارع دار الإمارة
نشر في آخر ساعة يوم 08 - 04 - 2014

لم يتسع الشارع لسيارتنا الصغيرة نبحث عن لافتة (دار الإمارة) قالوا إنها في شارع (الطاهر بن حسين) أول يمين في الجيارة من تقاطع ميدان حسن الأنور وصلاح سالم عند شمال أول شارع يقاطعه.. نترجل نتأكد بالسؤال لتقصير الوقت فأشاروا باستغراب : ما هي فوقكم.. لنجدها تقاوم تصاعد كراتين بقالة محل أمامها وسط بيوت قديمة انخفضت مداخله وبهت لون حجارتها لا تحمل من الإمارة إلا اسماً علي لافتة عتيقة.
الشارع واحد من 8 شوارع طولية في الفسطاط (جامع عمرو مار جرجس أهل الراية عمرو بن العاص الفسطاط حسن الأنور (حفيد الحسن بن علي ووالد السيدة نفيسة) وبهاء الدين زهير- شاعر الملك الصالح أيوب) يبدأ من شمال الجامع عبر الفسطاط والجيارة حتي سور مجري العيون يتقاطع معه 18 شارعاً عرضياً أهمها صلاح سالم.
الإمارة أمانة لصالح الرعية والإمام العادل أحد سبعة يظلهم الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلا ظله وهي وحدة سياسية مستقلة أو تتبع حكومة مركزية (الخلافة) وفي دار الإمارة تدار الأمور السياسية والمالية والعسكرية والشرطة وتجاور المسجد كبرلمان وبيت المال والقضاء ومكان الخطبة ويؤم الأمير صلاة الجماعة.
مكه أول إمارة في الإسلام 8ه تولاها (عتاب بن أسيد) وهناك ولاية مستقلة بالاستيلاء بدأها أحمد بن طولون في مدينة القطائع 245ه مستقلاً عن الدولة العباسية.
أول دار إمارة في الفسطاط هي بيت عمرو بن العاص وأضخمها دار عبد العزيز بن مروان (62ه) الذهبية بقبة مذهبة تستهلك 400 قربة مياه يومياً.
29 والياً تولوا إمارة الفسطاط في 113 سنة آخرهم صالح ابن علي أول وال عباسي ونقل دارها للعاصمة العسكر في امتداد الفسطاط (من سور مجري العيون إلي مسجد ابن طولون) 132ه
منهم 7 صحابة- عمرو بن العاص- عبد الله بن عمرو- محمد بن أبي حذيفة - قيس بن سعد- عقبة بن عامر- مسلمة ابن مخلد.
٭ ٭ ٭
هنا عاش وزار كثير من الصحابة مصر
عبدالله بن حذافة - سفير النبي إلي كسري فارس وقائد سرية فتح كورة عين شمس 20ه وتولي الإسكندرية 21ه.. ومعه ألف مجاهد مما أغري الرومان بغزوها فقتلوا عدداً كبيراً، فعاد ابن العاص بجيشه عن فتح برقة وأخرجهم وباقي المدنيين الرومان واليهود فاتخذ الجنود القصور للمرابطين الذين يتبادلونها كل 6 أشهر لصد أي غزو حتي تأتيهم الإمدادات ويقيم بها أهل الإسكندرية شتاءً مقابل صيانتها سنوياً.
هو من المسلمين الأوائل ومهاجري الحبشة والمدينة وفي 7ه كان السفير لكسري الذي قرأ رسالة النبي ومزقها فأخبر ابن حذافة النبي فقال اللهم فرق ملكه وكان لكسري والٍ لليمن يسمي (أذان) فأمره بإرسال رجلين قويين عاقلين ليستطلعا أمر النبي ودعوته وقوته فأرسل رجلين (أحدهما يسمي قهرمانة) فقدما الرسالة وهما يرتعدان فابتسم في وجهيهما وقال ارجعا عن يومي هذا.. وأتيا في الغد، فأخبركما بما أريد وفي الغد قال لهما.. أبلغا صاحبكما (يقصد أذان) أن ربي قد قتل (ربه كسري) في هذه الليلة (الثلاثاء 10 جمادي الأولي 7ه). وأن الله سلط عليه ابنه (سيترويه) فقتله. فرجعا ليجدا ما قاله النبي حقيقة فأسلم أذان ومن معه وكان ابن حذافة يحب الدعابة.. فلما أرسله النبي قائدا لسرية أشعلوا ناراً في ليلهم فقال لهم أليس لي عليكم حق الطاعة. قالوا نعم.. فقال تواثبوا في النار، فكادوا يفعلونها لولا قوله إنني أضحك.. وعندما أخبروا الرسول([) قال. من أمركم بمعصية فلا تطيعوه.. وقد وقع عبدالله في الأسر في موقعه (قيسارية) بالشام 17ه ولما علم الروم أنه صحابي أخذوه لحاكمهم فساومه بالمال لترك الإسلام فرفض، فأمر الرماة أن يضربوا سهامهم حول جسده فصمد ثم حبسوه أياماً مع خمر ولحم خنزير فصبر حتي شارف الموت.. وقال للملك أعرف أن الضرورة تتيح لي الأكل والشرب، رغم تحريم الخمر والخنزير، لكني لم أرد أن أشمتك في المسلمين. والتقط الحاكم الدعابة في طبعه فقال له، هل تقبل رأسي وأخلي عنك؟ فبادره بذكاء.. ومعي جميع الأسري. قال نعم، فقبل رأسه. وفي المدينة.. قبل ابن الخطاب رأسه قائلاً. حق علي كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ. عاش ابن حذافة في مصر12 عاماً حتي مات 32ه.
دحية الكلبي سفير النبي([) إلي هرقل الروم شهد فتح مصر. ثم سكن منطقة المزة بدمشق. أول مشاهده غزوة الخندق.. كان وسيماً.. وكان سيدنا جبريل ينزل علي هيئته، بالوحي وقيل عند نزوله المدينة.. كانت النساء يخرجن لرؤيته وفي محرم 7ه أرسله النبي إلي (هرقل).. فلقيه في حمص وكان هرقل، يفي بنذره إذا انتصر الروم علي الفرس (احتلوا مصر والشام 10 سنوات سابقة) بأن يمشي حافيا من القسطنطينية إلي أيليا (القدس). فقرأ الكتاب وكان في الشام آنذاك أبوسفيان بن حرب للتجارة.. فاستدعاه وناقشه في أمر النبي ([) ولم يجد أبو سفيان، ما يزم به الرسول([) وكان دحية من كتاب الوحي وعقب عودته أهداه الرسول([) خفين وقطعة قباطي مصر من هدايا مارية وقد تزوج درة بنت أبي لهب بعد ترملها من الحارث بن نوفل.
٭ أبناء العباس
٭ الحارث.. أصغرهم من زوجته حجيلة الهلالية .وقد غضب عليه وطرده من الشام، حيث نزلا 18ه مع ابن الخطاب في تسلم مفاتيح القدس، واستقر العباس هناك لفترة بعد موت ابنه الأكبر- الفضل -في طاعون عميواس 18ه، فجاء الحارث مصر للزبير بن العوام فاصطحبه لوالده وصالحه.
٭ عبدالله بن عباس
احتدمت المعركة (27ه - في خلافة عثمان) وحقق البربر انتصاراً ووجدهم ابن عباس31 سنة يأتمرون بملكهم جرجير.. فزعق فيمن حوله احموني.. وشق الصفوف بفرسه مباشرة إليه فقسمه بسيفه فهزموا وانتصر جيش العبادلة (كثرة أبناء الصحابة باسم عبدالله) بقيادة عبدالله بن أبي سرح (24- 35ه)
عندما نزل عبدالله لمصر مع أخويه (عبدالرحمن ومعبد- سن العشرين- توفي النبي وهم أطفال)- استشهدا في المعركة. وفتحت تونس لتأمين غرب مصر.
استشهد مع معبد الصحابي الحارث بن لؤي القرشي العامري.
٭ عبدالله، الابن الثاني، ولد 3 سنوات قبل الهجرة كان بنو طالب محاصرين في شعاب مكة، تقاطعهم قريش اقتصاديا وقد أسلم مع والده قبيل فتح مكة وفي الطريق للمدينة التقوا بالجيش وشاركا في الفتح ثم صحبا الرسول بكل العائلة للمدينة فواظب عبدالله علي الحفظ من الرسول وعنه وكان في سن (11عاماً) عامان يتعلم ويتفقه، ثم يسمع من الصحابة حتي أصبح حجة فلقب بالبحر روي 234 حديثاً. وقد شارك ووالده في معركة حُنين وثبتا حول النبي عندما تقهقر الجيش من مفاجأة الهجوم بين جبلين.. وكان المسلمون قد اغتروا بكثرتهم 13 ألفاً. كما شارك في غزوة تبوك.
وكان علي غسل النبي([) مع والده وأخيه قيثم ومعهم علي بن أبي طالب وصالح شقران مولي رسول الله.
في عهد ابن الخطاب أقام بالمدينة وكان عمر يلجأ إليه في مسائل الفقه.
وفي خلافة علي 35ه نصحه بترك معاوية علي حكم الشام لكن علي رفض.
في صفين 37ه وقف مع علي وطرح اسمه للتحكيم، واستقر الرأي علي أبو موسي الأشعري ثم تولي البصرة.
وقف مع الحسن حتي تنازله لمعاوية 25 ربيع الأول 41ه (زار معاوية فأكرمه)
أصابه العمي في شيخوخته فاستقر يلقي دروس العلم في مسجد النبي مخصصا يوماً لكل فرع من علوم الفقه والتفسير والتاريخ والشعر وحاول منع خروج الحسين إلي كربلاء (61ه) الحسين رفض واستشهد (وعندما احتدم خلاف أبن الزبير، وعبدالملك بن مروان وأعلن عبدالله نفسه خليفة من مكة (63ه) رفض مبايعته واعتكف في الطائف ومعه محمد بن الحنفية ابن الإمام علي بعدما احتجزهما ابن الزبير، في منزلهما بمكة، وأحاطه بالحطب يهددهما بالحرق لولا نجدة رجال المختار الثقفي، من شيعة علي، واستقل بالكوفة وأيد ابن الزبير، لكنه رفض فرض البيعة علي ابن الإمام علي ومات ابن عباس في الطائف 68ه سن 71.
٭ صلة بن الحارث الغافقي الذي اعترض علي (سليم بن عتر) من رجال معاوية- وقد وقف في مسجد الفسطاط (يقص) عقب صلاة الفجر بأن يحمد الله ويصلي علي رسوله، ثم يدعو بالنصر لمعاوية وأهله ورجاله وجنوده المطالبين بدم عثمان ويدعو علي أعداء معاوية وجنودهم لتنفيذ أمر معاوية بالرد علي الإمام عليِّ في عودته للكوفة بعد صفين والتحكيم. فوقف يدعو عقب القيام من الركوع الأخير للصلاة، علي كل من خرج عن إجماع المسلمين هو وجنوده ومن معه. ثم تطور القص إلي تقديم النصائح الدينية (عظة) ذلك بعد 37ه، عندما عاد ابن العاص من جديد لمصر.. ويعيد حكم بني أمية، بعدما كانت تحت خلافة الإمام عليّ لأكثر من عامين وترصد بني أمية لكل مؤيدي الإمام عليّ. وسط هذه الأجواء وقف صلة بن الحارث يواجه سليم (والله ما تركنا عهد نبينا حتي قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا) أي أن المسلمين لم يخرجوا عن نهج النبي إلا بعد الفتنة والصراع علي الحكم. لم يذكر التاريخ مصير هذا الصحابي لكن معاوية عيَّن سليم بن عتر قاضياً لمصر حتي مات 62ه.
٭ برح بن عسكل القضاعي الذي رأي يوما الإبل تحمل 600 ألف دينار، خراج مصر إلي معاوية فردها للمسجد وقال: ما بال مالنا يخرج من بلادنا؟ وأخذ يسأل المجتمعين هل أخذتم عطاءكم وأرزاقكم وعيالكم؟ قالوا: نعم.. قال: لا بارك الله لهم..- استقر بعد ذلك في البصرة.
٭ قيس بن زهير البلوي. شهد الفتح مصر وخرج 46ه إلي أفريقيا مع عقبة بن نافع.. وعندما استقروا في منطقة سرت في ليبيا، عرفوا أن أهل منطقة (ودان) قد تمردوا، فترك عقبة جزءاً رئيسياً من جيشه في سرت بقيادة عمر بن علي القرشي وعاد إليهم بعد خمسة أشهر ليكمل فتوحاته.
٭ كان المسلمون منذ فتح الإسكندرية 21ه يهاجمون أفريقيا من طبرق وحتي المغرب ويقيمون ثم يعودون للفسطاط حتي ذهب عقبة. فأنشأ مدينة القيروان ليستقر بها وبعده (أبو المهاجر دينار) فأنشأ مدينة (آيت كروان) علي ميلين منها ولما عاد عقبة للقيادة أعاد قواته للقيروان ثم تقدم إلي (السوس) فهاجمه كسيلة ملك الأفارقة والذي أسلم علي يد ابن المهاجر الذي كان يعطيه ويكرمه. فلما أعيد عقبة والذي أهانه ابن المهاجر في عزله تعمد عقبة أن يقيده فنصحه أن يكرم كسيلة أو فليحذر منه، ولم يسمع عقبه النصيحتين فتمرد عليه كسيلة وجهز30 ألف مقاتل بعضهم روم تعقبوا جيش عقبةذ 6 آلاف من القيروان إلي سوسة، يردمون الآبار خلفهم، ليعطشوا في العودة وبعدما حقق عقبة عدة انتصارات اتجه للساحل، وسرح قواته للراحة ثم يعودون للقيروان علي مسيرة 9 أيام وبقي معه عدد قليل فهاجمه كسيلة واستشهد عقبة بن نافع وابن المهاجر، واتجه كسيلة للقيروان فتصدي له عمر القرشي وزهير بن قيس البلوي وهزموه لكنهما عادا لبرقة لقلة قواتهم، وتجمع البربر ضدهم وأرسل عبدالعزيز ابن مروان أوامره لقائديه بغزو أفريقيا من جديد.. فقام زهير بتعبئة عدد كبير من المقاتلين واتجه إلي (قونية) فهزم كسيلة وقتله 68ه. ثم جاء إلي أفريقيا حسان بن النعمان للقيادة 73ه.. فهاجم (الكاهنة) وهي سيدة بسطت سلطانها علي معظم المغرب. فاتجهوا لقرطاجنة وهاجموا الروم ثم التقي جيش ابن النعمان مع جيش الكاهنة عند نهر البلاء فهزمتهم وأسرت 80 مقاتلاً، وأفلت حسان نفسه من الأسر فعاد إلي أنطاليس (ليبيا) فأفرجت الكاهنة عن 79 مقاتلاً، وتبنت شاباً مسلماً اسمه (خالد بن يزيد).. فاستخدمه حسان للتجسس فأرسل له رسالتين بأوضاعها.. وضع أحدها في رغيف عيش ضمن طعام الجنود العائدين والآخر في سرج حصان دفنه في منطقه حتي جاء رسول يأخذه، فهاجمها حسان فأرسلت (خالد بن يزيد) يستأمن لولديها فأمنهما حسان، وعين ابنها الأكبر أميراً علي جماعة من البربر في منطقة البتر وجعله من رجاله المقربين. وعاد حسان بن النعمان بغنائمه إلي مصر فيها 200 فتاة بِكر جميلة أخذهن عبد العزيز ثم حمل باقي الغنائم للخليفة في دمشق (عبدالملك بن مروان) وكان حسان قد نظم الأوضاع في القيروان، فعاد معه بعض قادته وفرسانه، ومنهم زهير ابن قيس.. الذي استدعاه عبدالعزيز عندما علم بتمرد البربر من جديد وأمره بالخروج إليهم.. وحدث الحوار الحاد الذي تمني فيه القائد ألا يعود إلي واليه، واستشهد ودفن في طبرق 76ه .
٭ المطلب بن وداعة نزل مصر لغزو أفريقيا كان تاجراً موسراً.. تم أسر والده (وداعة بن الحارث) في غزوة أحد، فطلب الرسول من الصحابة ألا يؤذوه فله ابن تاجر لديه شرف ولن يترك والده.. وحاولت قريش منعه من فداء والده حتي لا يصبح قاعدة لأسراهم.. فغافلهم للمدينة ودفع 4 آلاف درهم فكان والده أول أسير يفتدي وأسلما وأقاما بالمدينة وماتا ودفنا هناك.
جبلة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري الذي رفض زيادة نفل غنائم أفريقيا بمقدار الثلث التي زادها معاوية بن حديج - 50ه - رغم قبول عدد من الصحابة فسألوه قال لم أر أحداً قبله يعملها حتي رسول الله (من أين جاء بن حديج بالفرق فغنائم الحرب تقسم خمسة أجزاء يذهب أولها لبيت المال والباقي للجيش بواقع سهم للجندي واثنين للخيل ويقسم المبلغ الكلي علي عدد الأسهم فتعرف قيمة السهم فهل منع نصيب بيت المال (لسبب سياسي أو عسكري) فتكون الزيادة 20% أم أن هناك خطأ حسابياً أم ظهرت غنائم جديدة (لاحظت عظم غنائم تونس فقبل 18 عاماً وزع ابن أبي سرح ألف دينار ذهب للجندي).
٭ مالك بن هبير السكوني
شهد الفتح وسكن الفسطاط .. ابن أخت الإمام عليّ - أم هانئ- والذي عند مقتله40ه وكان يعاني من ضربة الخنجر المسموم سألوه من يصلي بالناس فقال ادعوا ابن هبيرة والذي غزا البحر 48ه والروم 49ه مع فضالة الأنصاري- قاضي دمشق- وجهه الضحاك بن قيس والي الكوفة 53ه لغزو طبرستان وصالحهم علي 500 ألف درهم سنوياً وفي 54ه كان أميراً في جيوش معاوية وتولي إمارة حمص 52ه وأيد مروان بن الحكم ضد ابن الزبير وجاء معه لمصر 65ه بشروط اشترطها عليه لكنه مات قبيل وفاة مروان 65ه
٭ رويفع بن ثابت الأنصاري شهد الفتح وشارك في غزو أفريقيا 43ه وولاه مسلمة بن مخلد إمارة برقة وطرابلس (ليبيا) 46ه توفي 56ه ودفن في برقة.
٭ ثابت بن رويفع: ابنه.. نزل الشام ثم مصر وكان من قادة الجيش
٭ ٭ ٭
٭ الأكدربن حمام اللخمي الذي قتل 15 ذي الحجة 65ه يوم دخول مروان بن الحكم مصر منتصراً لدار الإمارة، ويوزع خزائن بيت المال 9 ملايين درهم علي قادة القبائل والجنود فرحا بتغلبه علي عبدالرحمن بن جحدم والي ابن الزبير منافسه علي الخلافة من عاصمته مكة. والذي بايعه وفد من مصر أكثرهم من قبيلة المعافر وجاءوا بالوالي وطردوا والي الأمويين الشاب سعيد بن زيد وحج بهم أبن جحدم في فترته- 9 أشهر- وهاجمه مروان بعد بيعته خليفة في ذي القعدة 64ه و تفرغه 6 أشهر للقضاء علي الأحنف بن قيس الذراع اليمني سابقاً لمعاوية وابنه يزيد وانقلب ليؤيد ابن الزبير وكذا ثورة المختاربن عبيد الثقفي المنادي بالخلافة لابن الحنفية (محمد بن علي بن أبي طالب) وقضي عليه رجال ابن الزبير.. وتركز الصراع بين ابن الزبير ومروان الذي استغل إجهاد جيوش ابن الزبير ليعيد مصر للأمويين فيؤمن ظهره ويضمن عائد جزيتها مع تونس وتحرك بجيشين أحدهما إلي إيلات بقيادة ابنه الثاني عبدالعزيز فهزم قوات زهير بن قيس البلوي وتقدم إلي عين شمس ليجتمع مع قوات والده القادم عن طريق فلسطين العريش دون مقاومة فقد هدد القائد -السائب بن هشام- بذبح رضيعه من زوجته في فلسطين فانسحب أمامه . وفي عين شمس لاقي مروان مقاومة شرسة من قبيلة المعافير ورجال الأكدر بن حمام المعارض قديماً لعثمان بن عفان 35ه وكان من أهم الاعتراضات علي عثمان تركه خاتم الخلافة في يد ابن عمه مروان بن الحكم شاب له طموحات والذي نفي النبي والده من المدينة فلم يصاحب مروان النبي فقد ولد أول الهجرة، ثم عندما عزل عثمان واليه عبدالله بن سرح (24 35ه) وولي محمد بن أبي بكر و في رحلة العودة لاقوا العبد برسالة مختومة بخاتم عثمان، يأمر ابن أبي سرح بقتل ابن أبي بكر والأكدر بن الحمام فعادوا للمدينة في فتنة بدأت بمقتل عثمان و6 سنوات في معارك الجمل وصفِّين والتحكيم ومقتل علي وتنازل الحسن وتولي معاوية (41ه) طرحت الأزمة أن الخطاب مؤامرة من مروان والذي تولي المدينة في خلافة معاوية فنكل برجال علي وبعد موت معاوية بن يزيد. لم يبق في بني أمية للخلافة إلا الصبي خالد بن يزيد فبايعوا مروان وتزوج أرملة يزيد ليعطي ولاية العهد لابنها عندما يكبر وبدأ صراعه مع ابن الزبير والمستمر حتي دخول مروان مصر، ويستمر بعد موته 65ه مع ابنه عبدالملك، وينتهي73ه بقضاء الحجاج بن يوسف الثقفي علي ابن الزبير.
وقد حاول مروان استمالة الأكدر فاستدعاه للشام عقب المبايعة فرفض المصالحه بل لم ينتظر وصولهم عين شمس وبادر بحملة بحرية للشام ليهاجم أسر بني أمية ليهدد مروان بهم، لكن عاصفة أغرقت سفنه لكنه نجا وعاد إلي عين شمس وبعد ثلاثة أيام قتالاً شرساً لجأ مروان لحيلته السابقة مع الأحنف بن قيس قبل شهور يطالب بهدنة للتفاوض وعندما وضع رجال الأحنف سلاحهم هاجمهم بغتة فوسط قادة مصر المؤيدين له للصلح مع ابن جحدم واستمراره في الحكم مع هدايا انشغل الوالي بتفاصيلها فتسللت قوات مروان للفسطاط فيهرب الوالي للصعيد ويختفي من التاريخ.
ورفض قادة المعافير نقض بيعة ابن الزبير فيأس مروان بعد79 زعيماً ينتهي أمرهم فرادي بعد الحوار والأماني بالقتل، فلما جاء الأكدر قتلوه بسرعة فتصايح الجند- قتل الأكدر- 30 ألف جندي- وأحاطوا غاضبين بدار الضيافة ليغلقه مروان فيلجأوا إلي كريب بن أبي أبرهة أحد الأشراف فاستمهلهم ليدفن زوجته التي ماتت في نفس اليوم، ثم قادهم إلي مروان ويبايعه أميراً للمؤمنين، فينفض الجنود (لم تستطع أسرة عبدالله بن عمرو الذي مات في نفس اليوم من دفنه، فدفنوه في منزله) وتولي عبدالعزيز بن مروان مصر 20 سنة وتولي كريب بن أبي أبرهة الإسكندرية 11سنة حتي توفي ودفن فيها 76ه .
الأكدر بن حمام اللخمي.. شهد الفتح مع والده وكان صحابيا وسكنا الفسطاط ثم خربتا مع الخارجين علي عثمان وشاركا في حصاره ورغم أن بني أمية تتبعوا وقتلوا كل المشاركين إلا أن معاوية كان يكرمه لمكانته وشجاعته وفروسيته ويرسل له عطاءه السنوي ويحترم مجلسه إذا ما زاره في دمشق. بل وتحمل اعتراضه علي تولية ابن شقيقته الشاب -سعيد بن يزيد- ففي مصر كبار صحابة وقادة صالحين لذلك كما لم ينس الأكدر الخطاب المدسوس من مروان بقتله، كان مع الأكدر في مقاومة مروان الصحابي سخدور بن مالك الحضرمي ومع مروان الصحابي عمرو بن سفيان أبو الأعور السلمي- أسلم بعد حنين ثم صار من خاصة رجال معاوية والي الشام ثم الخليفة وكان شديد العداء للإمام عليّ واستمر في ولائه لبني أمية فجاء مع مروان- مات ودفن بالشام.
٭ زياد بن قائد اللخمي شهد الفتح وروي مقتل الأكدر
٭ حبيب بن أوس الثقفي الذي نزل عليه من جيش مروان كل من يوسف بن الحكم بن أبي عقيل وابنه الحجاج بن يوسف الثقفي (لم يكن نجمه قد لمع).
٭ زهير بن قيس البلوي رغم مرور 12 عاماً علي مواجهتما لم ينس عبد العزيز بن مروان والي مصر (65 86ه) أن زهير قد قاومه في (بساق) بسطح عقبة أيلة (أيلات) ليمنعه عن لقاء جيش والده في عين شمس.
وقد تغيب زهير عن مصر كقائد في جيش غزو أفريقيا بقيادة عقبة بن نافع (64ه) وتعاقب عليه الحسان النعماني في بداية 76ه، فعاد لمصر واستغلت البربر غياب القادة، فجمعت قوات الروم واستولوا علي مدينة القيروان- أنشأها عقبة بن نافع، عاصمة للمرابطين عند السواحل واحتلها البربر 40 يوماً ووصل الأمر إلي عبدالعزيز بن مروان فاستدعي زهير وأمره بإعادة القيروان. ولم يكن مع زهير إلا 70 فارساً منهم فارس يدعي جندل بن صخر، اشتهر بالقسوة والفظاظة فقال زهير (88سنة) لولي الأمر (50سنة) إذا أمرتني بالخروج فلا تخرج معي جندل لفظاظته التي تحجب الناس. فإذا الأمير يخرج مخزون نفسه منفعلا - ما علمتك يا زهير إلا جلفاً جافياً - فرد زهير ما كنت أري يا ابن ليلي.. أن رجلاً جمع ما أنزل علي محمد صلي الله عليه وسلم قبل أن يجتمع أبواك، جلفا جافا، ما هو بالجلف ولا الجاف.. أنا منطلق فلا ردني الله إليك. (ليلي الأصبغ الزوجة الثانية لمروان بن الحكم أنجبت عبدالعزيز 27ه بعد 10 سنوات من وفاة النبي وكان زهير صحابياً، قبل زواجهما وفي طبرق وجد الروم يستعدون فأراد انتظار المدد فعيره أحد جندي شاب (أجبنت يا زهير) . فأجابه ما جبنت يا ابن أخي، لكن قتلتني وقتلت نفسك، وهاجمهم واستشهد والسبعين 76ه. وقام رجل عربي، مقيم في أنطاليس (ليبيا) ومعه 700 فارس عربي مسلم بمطاردة الروم حتي سفنهم واسترد الشهداء ودفنهم في طبرق وأرسل إلي عبدالعزيز الذي بعث أحد مواليه ليحكمهم وعتقه من العبودية ليقبل الناس حكمه.
٭ أيمن بن خريم أسلم يوم الفتح. وكان غلاماً يفقه الأمور.. سمي خليل الخلفاء لإعجابهم بعلمه وفصاحته وقرضه الشعر، وكان يجالس عبدالعزيز بن مروان ورغم إصابته بالبرص كان عبدالعزيز يأكل معه ولا يأنف.. رغم أن أيمن رفض مشاركة مروان بن الحكم اوالد عبدالعزيزب في صراعه ضد الضحاك.. قائلاً له إن والده وعمه كانا من المهاجرين الأوائل شهدا بدراً وعاهداه ألا يقاتل أحداً يشهد أن لا إله إلا الله.. فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك.. فطرده مروان وسبه..
٭ يزيد بن أنيس - أبو عبدالرحمن الفهري الذي أحاط أرضه بسور ثم استشهد في غزوة فأكمل أولاده البناء وهما العلاء صحابي قتل يوم (الحرة) ثم (علي) الذي ذهب للشام لابنه عمرو وكان صديق عبدالملك بن مروان، فلما تولي عبدالملك الخلافة أرسله لبناء دار جده وجعلها بالرخام وبها (مسجد القرون) وحمام.. فسميت دار الحمام..
٭ سهل بن سعد الأنصاري جاء مع مسلمة بن مخلد كان اسمه حزناً، فسماه النبي سهلاً وكان في الهجرة سن 12 سنة، وعاش اجتياح الحجاج بن يوسف الثقفي للمدينة ا73هب وطلبه ليسأله ما منعك من نصرة أمير المؤمنين عثمان (من 40 عاماً) فأجابه: فعلت.. فعنفه: كذبت.. وختمه بخاتم علي عنقه- سنه 85 عاماً- وختم أنس بن مالك. وجابر بن عبدالله -93سنة - لمقاومتهم حكم بني أمية وبني مروان وتأييدهم للإمام علي ثم عبد الله بن الزبير مات سهل في المدينة 88ه وقد بلغ المائة، وكان آخر من مات في المدينة من الصحابة.. وكان يقول إن مت لن تسمعوا أحداً يقول.. قال رسول الله.. يقصد أحداً من الصحابة يروي مباشرة عن النبي فالتابعون يقولون عن فلان عن الرسول([).
٭ ٭ ٭
جذبني عبق رائحة محل بقالة صغير ضيق منخفض الباب معتم إلا ضي النهار تشغله ثلاجة كبيرة يحيطها أرفف سلع أهمها عليه صواني جبنه بيضاء قديمة لمحتها من بين كتفي جارهم الصنايعي يفطر بقطعة جبن وشرائح بسطرمة علي ورقة بيضاءعلي منضدة بيع لا تزيد علي نصف متر جاورته زبونة تتعجل باكو شاي أمهد لمكاني بعدها.. رائحة الجبنة مالهاش حل فانفكت عقدة لسان متابعينا تعلو وجه أحدهم بسمة ود:
- يا بيه دي حاجات قديمة من بتاعة زمان بس اللي يفهم.
الشارع واحد من 8 شوارع طولية في الفسطاط (جامع عمرو مار جرجس أهل الراية عمرو بن العاص الفسطاط حسن الأنور (حفيد الحسن بن علي ووالد السيدة نفيسة) وبهاء الدين زهير- شاعر الملك الصالح أيوب) يبدأ من شمال الجامع عبر الفسطاط والجيارة حتي سور مجري العيون يتقاطع معه 18 شارعاً عرضياً أهمها صلاح سالم.
الإمارة أمانة لصالح الرعية والإمام العادل أحد سبعة يظلهم الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلا ظله وهي وحدة سياسية مستقلة أو تتبع حكومة مركزية (الخلافة) وفي دار الإمارة تدار الأمور السياسية والمالية والعسكرية والشرطة وتجاور المسجد كبرلمان وبيت المال والقضاء ومكان الخطبة ويؤم الأمير صلاة الجماعة.
مكه أول إمارة في الإسلام 8ه تولاها (عتاب بن أسيد) وهناك ولاية مستقلة بالاستيلاء بدأها أحمد بن طولون في مدينة القطائع 245ه مستقلاً عن الدولة العباسية.
أول دار إمارة في الفسطاط هي بيت عمرو بن العاص وأضخمها دار عبد العزيز بن مروان (62ه) الذهبية بقبة مذهبة تستهلك 400 قربة مياه يومياً.
29 والياً تولوا إمارة الفسطاط في 113 سنة آخرهم صالح ابن علي أول وال عباسي ونقل دارها للعاصمة العسكر في امتداد الفسطاط (من سور مجري العيون إلي مسجد ابن طولون) 132ه
منهم 7 صحابة- عمرو بن العاص- عبد الله بن عمرو- محمد بن أبي حذيفة - قيس بن سعد- عقبة بن عامر- مسلمة ابن مخلد.
٭ ٭ ٭
هنا عاش وزار كثير من الصحابة مصر
عبدالله بن حذافة - سفير النبي إلي كسري فارس وقائد سرية فتح كورة عين شمس 20ه وتولي الإسكندرية 21ه.. ومعه ألف مجاهد مما أغري الرومان بغزوها فقتلوا عدداً كبيراً، فعاد ابن العاص بجيشه عن فتح برقة وأخرجهم وباقي المدنيين الرومان واليهود فاتخذ الجنود القصور للمرابطين الذين يتبادلونها كل 6 أشهر لصد أي غزو حتي تأتيهم الإمدادات ويقيم بها أهل الإسكندرية شتاءً مقابل صيانتها سنوياً.
هو من المسلمين الأوائل ومهاجري الحبشة والمدينة وفي 7ه كان السفير لكسري الذي قرأ رسالة النبي ومزقها فأخبر ابن حذافة النبي فقال اللهم فرق ملكه وكان لكسري والٍ لليمن يسمي (أذان) فأمره بإرسال رجلين قويين عاقلين ليستطلعا أمر النبي ودعوته وقوته فأرسل رجلين (أحدهما يسمي قهرمانة) فقدما الرسالة وهما يرتعدان فابتسم في وجهيهما وقال ارجعا عن يومي هذا.. وأتيا في الغد، فأخبركما بما أريد وفي الغد قال لهما.. أبلغا صاحبكما (يقصد أذان) أن ربي قد قتل (ربه كسري) في هذه الليلة (الثلاثاء 10 جمادي الأولي 7ه). وأن الله سلط عليه ابنه (سيترويه) فقتله. فرجعا ليجدا ما قاله النبي حقيقة فأسلم أذان ومن معه وكان ابن حذافة يحب الدعابة.. فلما أرسله النبي قائدا لسرية أشعلوا ناراً في ليلهم فقال لهم أليس لي عليكم حق الطاعة. قالوا نعم.. فقال تواثبوا في النار، فكادوا يفعلونها لولا قوله إنني أضحك.. وعندما أخبروا الرسول([) قال. من أمركم بمعصية فلا تطيعوه.. وقد وقع عبدالله في الأسر في موقعه (قيسارية) بالشام 17ه ولما علم الروم أنه صحابي أخذوه لحاكمهم فساومه بالمال لترك الإسلام فرفض، فأمر الرماة أن يضربوا سهامهم حول جسده فصمد ثم حبسوه أياماً مع خمر ولحم خنزير فصبر حتي شارف الموت.. وقال للملك أعرف أن الضرورة تتيح لي الأكل والشرب، رغم تحريم الخمر والخنزير، لكني لم أرد أن أشمتك في المسلمين. والتقط الحاكم الدعابة في طبعه فقال له، هل تقبل رأسي وأخلي عنك؟ فبادره بذكاء.. ومعي جميع الأسري. قال نعم، فقبل رأسه. وفي المدينة.. قبل ابن الخطاب رأسه قائلاً. حق علي كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ. عاش ابن حذافة في مصر12 عاماً حتي مات 32ه.
دحية الكلبي سفير النبي([) إلي هرقل الروم شهد فتح مصر. ثم سكن منطقة المزة بدمشق. أول مشاهده غزوة الخندق.. كان وسيماً.. وكان سيدنا جبريل ينزل علي هيئته، بالوحي وقيل عند نزوله المدينة.. كانت النساء يخرجن لرؤيته وفي محرم 7ه أرسله النبي إلي (هرقل).. فلقيه في حمص وكان هرقل، يفي بنذره إذا انتصر الروم علي الفرس (احتلوا مصر والشام 10 سنوات سابقة) بأن يمشي حافيا من القسطنطينية إلي أيليا (القدس). فقرأ الكتاب وكان في الشام آنذاك أبوسفيان بن حرب للتجارة.. فاستدعاه وناقشه في أمر النبي ([) ولم يجد أبو سفيان، ما يزم به الرسول([) وكان دحية من كتاب الوحي وعقب عودته أهداه الرسول([) خفين وقطعة قباطي مصر من هدايا مارية وقد تزوج درة بنت أبي لهب بعد ترملها من الحارث بن نوفل.
٭ أبناء العباس
٭ الحارث.. أصغرهم من زوجته حجيلة الهلالية .وقد غضب عليه وطرده من الشام، حيث نزلا 18ه مع ابن الخطاب في تسلم مفاتيح القدس، واستقر العباس هناك لفترة بعد موت ابنه الأكبر- الفضل -في طاعون عميواس 18ه، فجاء الحارث مصر للزبير بن العوام فاصطحبه لوالده وصالحه.
٭ عبدالله بن عباس
احتدمت المعركة (27ه - في خلافة عثمان) وحقق البربر انتصاراً ووجدهم ابن عباس31 سنة يأتمرون بملكهم جرجير.. فزعق فيمن حوله احموني.. وشق الصفوف بفرسه مباشرة إليه فقسمه بسيفه فهزموا وانتصر جيش العبادلة (كثرة أبناء الصحابة باسم عبدالله) بقيادة عبدالله بن أبي سرح (24- 35ه)
عندما نزل عبدالله لمصر مع أخويه (عبدالرحمن ومعبد- سن العشرين- توفي النبي وهم أطفال)- استشهدا في المعركة. وفتحت تونس لتأمين غرب مصر.
استشهد مع معبد الصحابي الحارث بن لؤي القرشي العامري.
٭ عبدالله، الابن الثاني، ولد 3 سنوات قبل الهجرة كان بنو طالب محاصرين في شعاب مكة، تقاطعهم قريش اقتصاديا وقد أسلم مع والده قبيل فتح مكة وفي الطريق للمدينة التقوا بالجيش وشاركا في الفتح ثم صحبا الرسول بكل العائلة للمدينة فواظب عبدالله علي الحفظ من الرسول وعنه وكان في سن (11عاماً) عامان يتعلم ويتفقه، ثم يسمع من الصحابة حتي أصبح حجة فلقب بالبحر روي 234 حديثاً. وقد شارك ووالده في معركة حُنين وثبتا حول النبي عندما تقهقر الجيش من مفاجأة الهجوم بين جبلين.. وكان المسلمون قد اغتروا بكثرتهم 13 ألفاً. كما شارك في غزوة تبوك.
وكان علي غسل النبي([) مع والده وأخيه قيثم ومعهم علي بن أبي طالب وصالح شقران مولي رسول الله.
في عهد ابن الخطاب أقام بالمدينة وكان عمر يلجأ إليه في مسائل الفقه.
وفي خلافة علي 35ه نصحه بترك معاوية علي حكم الشام لكن علي رفض.
في صفين 37ه وقف مع علي وطرح اسمه للتحكيم، واستقر الرأي علي أبو موسي الأشعري ثم تولي البصرة.
وقف مع الحسن حتي تنازله لمعاوية 25 ربيع الأول 41ه (زار معاوية فأكرمه)
أصابه العمي في شيخوخته فاستقر يلقي دروس العلم في مسجد النبي مخصصا يوماً لكل فرع من علوم الفقه والتفسير والتاريخ والشعر وحاول منع خروج الحسين إلي كربلاء (61ه) الحسين رفض واستشهد (وعندما احتدم خلاف أبن الزبير، وعبدالملك بن مروان وأعلن عبدالله نفسه خليفة من مكة (63ه) رفض مبايعته واعتكف في الطائف ومعه محمد بن الحنفية ابن الإمام علي بعدما احتجزهما ابن الزبير، في منزلهما بمكة، وأحاطه بالحطب يهددهما بالحرق لولا نجدة رجال المختار الثقفي، من شيعة علي، واستقل بالكوفة وأيد ابن الزبير، لكنه رفض فرض البيعة علي ابن الإمام علي ومات ابن عباس في الطائف 68ه سن 71.
٭ صلة بن الحارث الغافقي الذي اعترض علي (سليم بن عتر) من رجال معاوية- وقد وقف في مسجد الفسطاط (يقص) عقب صلاة الفجر بأن يحمد الله ويصلي علي رسوله، ثم يدعو بالنصر لمعاوية وأهله ورجاله وجنوده المطالبين بدم عثمان ويدعو علي أعداء معاوية وجنودهم لتنفيذ أمر معاوية بالرد علي الإمام عليِّ في عودته للكوفة بعد صفين والتحكيم. فوقف يدعو عقب القيام من الركوع الأخير للصلاة، علي كل من خرج عن إجماع المسلمين هو وجنوده ومن معه. ثم تطور القص إلي تقديم النصائح الدينية (عظة) ذلك بعد 37ه، عندما عاد ابن العاص من جديد لمصر.. ويعيد حكم بني أمية، بعدما كانت تحت خلافة الإمام عليّ لأكثر من عامين وترصد بني أمية لكل مؤيدي الإمام عليّ. وسط هذه الأجواء وقف صلة بن الحارث يواجه سليم (والله ما تركنا عهد نبينا حتي قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا) أي أن المسلمين لم يخرجوا عن نهج النبي إلا بعد الفتنة والصراع علي الحكم. لم يذكر التاريخ مصير هذا الصحابي لكن معاوية عيَّن سليم بن عتر قاضياً لمصر حتي مات 62ه.
٭ برح بن عسكل القضاعي الذي رأي يوما الإبل تحمل 600 ألف دينار، خراج مصر إلي معاوية فردها للمسجد وقال: ما بال مالنا يخرج من بلادنا؟ وأخذ يسأل المجتمعين هل أخذتم عطاءكم وأرزاقكم وعيالكم؟ قالوا: نعم.. قال: لا بارك الله لهم..- استقر بعد ذلك في البصرة.
٭ قيس بن زهير البلوي. شهد الفتح مصر وخرج 46ه إلي أفريقيا مع عقبة بن نافع.. وعندما استقروا في منطقة سرت في ليبيا، عرفوا أن أهل منطقة (ودان) قد تمردوا، فترك عقبة جزءاً رئيسياً من جيشه في سرت بقيادة عمر بن علي القرشي وعاد إليهم بعد خمسة أشهر ليكمل فتوحاته.
٭ كان المسلمون منذ فتح الإسكندرية 21ه يهاجمون أفريقيا من طبرق وحتي المغرب ويقيمون ثم يعودون للفسطاط حتي ذهب عقبة. فأنشأ مدينة القيروان ليستقر بها وبعده (أبو المهاجر دينار) فأنشأ مدينة (آيت كروان) علي ميلين منها ولما عاد عقبة للقيادة أعاد قواته للقيروان ثم تقدم إلي (السوس) فهاجمه كسيلة ملك الأفارقة والذي أسلم علي يد ابن المهاجر الذي كان يعطيه ويكرمه. فلما أعيد عقبة والذي أهانه ابن المهاجر في عزله تعمد عقبة أن يقيده فنصحه أن يكرم كسيلة أو فليحذر منه، ولم يسمع عقبه النصيحتين فتمرد عليه كسيلة وجهز30 ألف مقاتل بعضهم روم تعقبوا جيش عقبةذ 6 آلاف من القيروان إلي سوسة، يردمون الآبار خلفهم، ليعطشوا في العودة وبعدما حقق عقبة عدة انتصارات اتجه للساحل، وسرح قواته للراحة ثم يعودون للقيروان علي مسيرة 9 أيام وبقي معه عدد قليل فهاجمه كسيلة واستشهد عقبة بن نافع وابن المهاجر، واتجه كسيلة للقيروان فتصدي له عمر القرشي وزهير بن قيس البلوي وهزموه لكنهما عادا لبرقة لقلة قواتهم، وتجمع البربر ضدهم وأرسل عبدالعزيز ابن مروان أوامره لقائديه بغزو أفريقيا من جديد.. فقام زهير بتعبئة عدد كبير من المقاتلين واتجه إلي (قونية) فهزم كسيلة وقتله 68ه. ثم جاء إلي أفريقيا حسان بن النعمان للقيادة 73ه.. فهاجم (الكاهنة) وهي سيدة بسطت سلطانها علي معظم المغرب. فاتجهوا لقرطاجنة وهاجموا الروم ثم التقي جيش ابن النعمان مع جيش الكاهنة عند نهر البلاء فهزمتهم وأسرت 80 مقاتلاً، وأفلت حسان نفسه من الأسر فعاد إلي أنطاليس (ليبيا) فأفرجت الكاهنة عن 79 مقاتلاً، وتبنت شاباً مسلماً اسمه (خالد بن يزيد).. فاستخدمه حسان للتجسس فأرسل له رسالتين بأوضاعها.. وضع أحدها في رغيف عيش ضمن طعام الجنود العائدين والآخر في سرج حصان دفنه في منطقه حتي جاء رسول يأخذه، فهاجمها حسان فأرسلت (خالد بن يزيد) يستأمن لولديها فأمنهما حسان، وعين ابنها الأكبر أميراً علي جماعة من البربر في منطقة البتر وجعله من رجاله المقربين. وعاد حسان بن النعمان بغنائمه إلي مصر فيها 200 فتاة بِكر جميلة أخذهن عبد العزيز ثم حمل باقي الغنائم للخليفة في دمشق (عبدالملك بن مروان) وكان حسان قد نظم الأوضاع في القيروان، فعاد معه بعض قادته وفرسانه، ومنهم زهير ابن قيس.. الذي استدعاه عبدالعزيز عندما علم بتمرد البربر من جديد وأمره بالخروج إليهم.. وحدث الحوار الحاد الذي تمني فيه القائد ألا يعود إلي واليه، واستشهد ودفن في طبرق 76ه .
٭ المطلب بن وداعة نزل مصر لغزو أفريقيا كان تاجراً موسراً.. تم أسر والده (وداعة بن الحارث) في غزوة أحد، فطلب الرسول من الصحابة ألا يؤذوه فله ابن تاجر لديه شرف ولن يترك والده.. وحاولت قريش منعه من فداء والده حتي لا يصبح قاعدة لأسراهم.. فغافلهم للمدينة ودفع 4 آلاف درهم فكان والده أول أسير يفتدي وأسلما وأقاما بالمدينة وماتا ودفنا هناك.
جبلة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري الذي رفض زيادة نفل غنائم أفريقيا بمقدار الثلث التي زادها معاوية بن حديج - 50ه - رغم قبول عدد من الصحابة فسألوه قال لم أر أحداً قبله يعملها حتي رسول الله (من أين جاء بن حديج بالفرق فغنائم الحرب تقسم خمسة أجزاء يذهب أولها لبيت المال والباقي للجيش بواقع سهم للجندي واثنين للخيل ويقسم المبلغ الكلي علي عدد الأسهم فتعرف قيمة السهم فهل منع نصيب بيت المال (لسبب سياسي أو عسكري) فتكون الزيادة 20% أم أن هناك خطأ حسابياً أم ظهرت غنائم جديدة (لاحظت عظم غنائم تونس فقبل 18 عاماً وزع ابن أبي سرح ألف دينار ذهب للجندي).
٭ مالك بن هبير السكوني
شهد الفتح وسكن الفسطاط .. ابن أخت الإمام عليّ - أم هانئ- والذي عند مقتله40ه وكان يعاني من ضربة الخنجر المسموم سألوه من يصلي بالناس فقال ادعوا ابن هبيرة والذي غزا البحر 48ه والروم 49ه مع فضالة الأنصاري- قاضي دمشق- وجهه الضحاك بن قيس والي الكوفة 53ه لغزو طبرستان وصالحهم علي 500 ألف درهم سنوياً وفي 54ه كان أميراً في جيوش معاوية وتولي إمارة حمص 52ه وأيد مروان بن الحكم ضد ابن الزبير وجاء معه لمصر 65ه بشروط اشترطها عليه لكنه مات قبيل وفاة مروان 65ه
٭ رويفع بن ثابت الأنصاري شهد الفتح وشارك في غزو أفريقيا 43ه وولاه مسلمة بن مخلد إمارة برقة وطرابلس (ليبيا) 46ه توفي 56ه ودفن في برقة.
٭ ثابت بن رويفع: ابنه.. نزل الشام ثم مصر وكان من قادة الجيش
٭ ٭ ٭
٭ الأكدربن حمام اللخمي الذي قتل 15 ذي الحجة 65ه يوم دخول مروان بن الحكم مصر منتصراً لدار الإمارة، ويوزع خزائن بيت المال 9 ملايين درهم علي قادة القبائل والجنود فرحا بتغلبه علي عبدالرحمن بن جحدم والي ابن الزبير منافسه علي الخلافة من عاصمته مكة. والذي بايعه وفد من مصر أكثرهم من قبيلة المعافر وجاءوا بالوالي وطردوا والي الأمويين الشاب سعيد بن زيد وحج بهم أبن جحدم في فترته- 9 أشهر- وهاجمه مروان بعد بيعته خليفة في ذي القعدة 64ه و تفرغه 6 أشهر للقضاء علي الأحنف بن قيس الذراع اليمني سابقاً لمعاوية وابنه يزيد وانقلب ليؤيد ابن الزبير وكذا ثورة المختاربن عبيد الثقفي المنادي بالخلافة لابن الحنفية (محمد بن علي بن أبي طالب) وقضي عليه رجال ابن الزبير.. وتركز الصراع بين ابن الزبير ومروان الذي استغل إجهاد جيوش ابن الزبير ليعيد مصر للأمويين فيؤمن ظهره ويضمن عائد جزيتها مع تونس وتحرك بجيشين أحدهما إلي إيلات بقيادة ابنه الثاني عبدالعزيز فهزم قوات زهير بن قيس البلوي وتقدم إلي عين شمس ليجتمع مع قوات والده القادم عن طريق فلسطين العريش دون مقاومة فقد هدد القائد -السائب بن هشام- بذبح رضيعه من زوجته في فلسطين فانسحب أمامه . وفي عين شمس لاقي مروان مقاومة شرسة من قبيلة المعافير ورجال الأكدر بن حمام المعارض قديماً لعثمان بن عفان 35ه وكان من أهم الاعتراضات علي عثمان تركه خاتم الخلافة في يد ابن عمه مروان بن الحكم شاب له طموحات والذي نفي النبي والده من المدينة فلم يصاحب مروان النبي فقد ولد أول الهجرة، ثم عندما عزل عثمان واليه عبدالله بن سرح (24 35ه) وولي محمد بن أبي بكر و في رحلة العودة لاقوا العبد برسالة مختومة بخاتم عثمان، يأمر ابن أبي سرح بقتل ابن أبي بكر والأكدر بن الحمام فعادوا للمدينة في فتنة بدأت بمقتل عثمان و6 سنوات في معارك الجمل وصفِّين والتحكيم ومقتل علي وتنازل الحسن وتولي معاوية (41ه) طرحت الأزمة أن الخطاب مؤامرة من مروان والذي تولي المدينة في خلافة معاوية فنكل برجال علي وبعد موت معاوية بن يزيد. لم يبق في بني أمية للخلافة إلا الصبي خالد بن يزيد فبايعوا مروان وتزوج أرملة يزيد ليعطي ولاية العهد لابنها عندما يكبر وبدأ صراعه مع ابن الزبير والمستمر حتي دخول مروان مصر، ويستمر بعد موته 65ه مع ابنه عبدالملك، وينتهي73ه بقضاء الحجاج بن يوسف الثقفي علي ابن الزبير.
وقد حاول مروان استمالة الأكدر فاستدعاه للشام عقب المبايعة فرفض المصالحه بل لم ينتظر وصولهم عين شمس وبادر بحملة بحرية للشام ليهاجم أسر بني أمية ليهدد مروان بهم، لكن عاصفة أغرقت سفنه لكنه نجا وعاد إلي عين شمس وبعد ثلاثة أيام قتالاً شرساً لجأ مروان لحيلته السابقة مع الأحنف بن قيس قبل شهور يطالب بهدنة للتفاوض وعندما وضع رجال الأحنف سلاحهم هاجمهم بغتة فوسط قادة مصر المؤيدين له للصلح مع ابن جحدم واستمراره في الحكم مع هدايا انشغل الوالي بتفاصيلها فتسللت قوات مروان للفسطاط فيهرب الوالي للصعيد ويختفي من التاريخ.
ورفض قادة المعافير نقض بيعة ابن الزبير فيأس مروان بعد79 زعيماً ينتهي أمرهم فرادي بعد الحوار والأماني بالقتل، فلما جاء الأكدر قتلوه بسرعة فتصايح الجند- قتل الأكدر- 30 ألف جندي- وأحاطوا غاضبين بدار الضيافة ليغلقه مروان فيلجأوا إلي كريب بن أبي أبرهة أحد الأشراف فاستمهلهم ليدفن زوجته التي ماتت في نفس اليوم، ثم قادهم إلي مروان ويبايعه أميراً للمؤمنين، فينفض الجنود (لم تستطع أسرة عبدالله بن عمرو الذي مات في نفس اليوم من دفنه، فدفنوه في منزله) وتولي عبدالعزيز بن مروان مصر 20 سنة وتولي كريب بن أبي أبرهة الإسكندرية 11سنة حتي توفي ودفن فيها 76ه .
الأكدر بن حمام اللخمي.. شهد الفتح مع والده وكان صحابيا وسكنا الفسطاط ثم خربتا مع الخارجين علي عثمان وشاركا في حصاره ورغم أن بني أمية تتبعوا وقتلوا كل المشاركين إلا أن معاوية كان يكرمه لمكانته وشجاعته وفروسيته ويرسل له عطاءه السنوي ويحترم مجلسه إذا ما زاره في دمشق. بل وتحمل اعتراضه علي تولية ابن شقيقته الشاب -سعيد بن يزيد- ففي مصر كبار صحابة وقادة صالحين لذلك كما لم ينس الأكدر الخطاب المدسوس من مروان بقتله، كان مع الأكدر في مقاومة مروان الصحابي سخدور بن مالك الحضرمي ومع مروان الصحابي عمرو بن سفيان أبو الأعور السلمي- أسلم بعد حنين ثم صار من خاصة رجال معاوية والي الشام ثم الخليفة وكان شديد العداء للإمام عليّ واستمر في ولائه لبني أمية فجاء مع مروان- مات ودفن بالشام.
٭ زياد بن قائد اللخمي شهد الفتح وروي مقتل الأكدر
٭ حبيب بن أوس الثقفي الذي نزل عليه من جيش مروان كل من يوسف بن الحكم بن أبي عقيل وابنه الحجاج بن يوسف الثقفي (لم يكن نجمه قد لمع).
٭ زهير بن قيس البلوي رغم مرور 12 عاماً علي مواجهتما لم ينس عبد العزيز بن مروان والي مصر (65 86ه) أن زهير قد قاومه في (بساق) بسطح عقبة أيلة (أيلات) ليمنعه عن لقاء جيش والده في عين شمس.
وقد تغيب زهير عن مصر كقائد في جيش غزو أفريقيا بقيادة عقبة بن نافع (64ه) وتعاقب عليه الحسان النعماني في بداية 76ه، فعاد لمصر واستغلت البربر غياب القادة، فجمعت قوات الروم واستولوا علي مدينة القيروان- أنشأها عقبة بن نافع، عاصمة للمرابطين عند السواحل واحتلها البربر 40 يوماً ووصل الأمر إلي عبدالعزيز بن مروان فاستدعي زهير وأمره بإعادة القيروان. ولم يكن مع زهير إلا 70 فارساً منهم فارس يدعي جندل بن صخر، اشتهر بالقسوة والفظاظة فقال زهير (88سنة) لولي الأمر (50سنة) إذا أمرتني بالخروج فلا تخرج معي جندل لفظاظته التي تحجب الناس. فإذا الأمير يخرج مخزون نفسه منفعلا - ما علمتك يا زهير إلا جلفاً جافياً - فرد زهير ما كنت أري يا ابن ليلي.. أن رجلاً جمع ما أنزل علي محمد صلي الله عليه وسلم قبل أن يجتمع أبواك، جلفا جافا، ما هو بالجلف ولا الجاف.. أنا منطلق فلا ردني الله إليك. (ليلي الأصبغ الزوجة الثانية لمروان بن الحكم أنجبت عبدالعزيز 27ه بعد 10 سنوات من وفاة النبي وكان زهير صحابياً، قبل زواجهما وفي طبرق وجد الروم يستعدون فأراد انتظار المدد فعيره أحد جندي شاب (أجبنت يا زهير) . فأجابه ما جبنت يا ابن أخي، لكن قتلتني وقتلت نفسك، وهاجمهم واستشهد والسبعين 76ه. وقام رجل عربي، مقيم في أنطاليس (ليبيا) ومعه 700 فارس عربي مسلم بمطاردة الروم حتي سفنهم واسترد الشهداء ودفنهم في طبرق وأرسل إلي عبدالعزيز الذي بعث أحد مواليه ليحكمهم وعتقه من العبودية ليقبل الناس حكمه.
٭ أيمن بن خريم أسلم يوم الفتح. وكان غلاماً يفقه الأمور.. سمي خليل الخلفاء لإعجابهم بعلمه وفصاحته وقرضه الشعر، وكان يجالس عبدالعزيز بن مروان ورغم إصابته بالبرص كان عبدالعزيز يأكل معه ولا يأنف.. رغم أن أيمن رفض مشاركة مروان بن الحكم اوالد عبدالعزيزب في صراعه ضد الضحاك.. قائلاً له إن والده وعمه كانا من المهاجرين الأوائل شهدا بدراً وعاهداه ألا يقاتل أحداً يشهد أن لا إله إلا الله.. فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك.. فطرده مروان وسبه..
٭ يزيد بن أنيس - أبو عبدالرحمن الفهري الذي أحاط أرضه بسور ثم استشهد في غزوة فأكمل أولاده البناء وهما العلاء صحابي قتل يوم (الحرة) ثم (علي) الذي ذهب للشام لابنه عمرو وكان صديق عبدالملك بن مروان، فلما تولي عبدالملك الخلافة أرسله لبناء دار جده وجعلها بالرخام وبها (مسجد القرون) وحمام.. فسميت دار الحمام..
٭ سهل بن سعد الأنصاري جاء مع مسلمة بن مخلد كان اسمه حزناً، فسماه النبي سهلاً وكان في الهجرة سن 12 سنة، وعاش اجتياح الحجاج بن يوسف الثقفي للمدينة ا73هب وطلبه ليسأله ما منعك من نصرة أمير المؤمنين عثمان (من 40 عاماً) فأجابه: فعلت.. فعنفه: كذبت.. وختمه بخاتم علي عنقه- سنه 85 عاماً- وختم أنس بن مالك. وجابر بن عبدالله -93سنة - لمقاومتهم حكم بني أمية وبني مروان وتأييدهم للإمام علي ثم عبد الله بن الزبير مات سهل في المدينة 88ه وقد بلغ المائة، وكان آخر من مات في المدينة من الصحابة.. وكان يقول إن مت لن تسمعوا أحداً يقول.. قال رسول الله.. يقصد أحداً من الصحابة يروي مباشرة عن النبي فالتابعون يقولون عن فلان عن الرسول([).
٭ ٭ ٭
جذبني عبق رائحة محل بقالة صغير ضيق منخفض الباب معتم إلا ضي النهار تشغله ثلاجة كبيرة يحيطها أرفف سلع أهمها عليه صواني جبنه بيضاء قديمة لمحتها من بين كتفي جارهم الصنايعي يفطر بقطعة جبن وشرائح بسطرمة علي ورقة بيضاءعلي منضدة بيع لا تزيد علي نصف متر جاورته زبونة تتعجل باكو شاي أمهد لمكاني بعدها.. رائحة الجبنة مالهاش حل فانفكت عقدة لسان متابعينا تعلو وجه أحدهم بسمة ود:
- يا بيه دي حاجات قديمة من بتاعة زمان بس اللي يفهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.